أين بان كي مون- طارده السرطان منذ عامين وتطرده وكالة الغوث بعد 12 عاما
نشر بتاريخ: 16/12/2012 ( آخر تحديث: 17/12/2012 الساعة: 03:49 )
بيت لحم - معا - بعد أكثر من 64 عاما على لجوء العائلة من قرية زكريا للخيمة المعدة من وكالة الغوث الدولية، عاد حسين للجوء للخيمة باب المخيم.
حسين نمر الشمارخة يتكئ على جدران غرفة وكالة الغوث في مخيم الدهيشة للجنوب من بيت لحم ويعتصم في الخيمة المقامة في ساحة مجمع الوكالة احتجاجا على طرده من عمله بعد مرور 12 عاما على الصبر والقهر في وظيفته التي كانت توفر له ولزوجته وأطفاله الخمسة العيش بحدوده الدنيا.
حسين ابن الـ 40 عاما يعيش مع والده في نفس البيت فهو لا يملك الإمكانيات للاستقلال عن العائلة.
تخرج حسين بدرجة بكالوريوس في العلاج الطبيعي والتأهيل وعمل في مستشفى الأميرة بسمة بالقدس وفي مستوصف الإحسان ومستشفى اليمامة ببيت لحم قبل أن يلتحق بالعمل بوكالة الغوث الدولية عام 2001 كمساعد علاج طبيعي وخدم في مخيمات الامعري والجلزون وقلنديا واجتهد في فتح عيادة للعلاج في مخيمي العروب والفوار بمنطقة الخليل... مع الوقت تغير المسمى الوظيفي لحسين وأصبح أخصائي علاج طبيعي.
المعاناة على مدار 12 عاما كانت تتمثل بمرارة الانتظار وزيادة القلق الذي يشعر به كل ثلاثة اشهر بحكم ان عقود العمل كانت تتجدد كل ثلاثة اشهر، مع ورود أخبار وتسريبات كل فترة ان هذه الدورة هي الأخيرة او قد ينتهي العمل بعد عام او ستة أشهر.
رحلة العذاب والخوف والقلق والرعب من فقدان العمل جعلت إدارة وكالة الغوث تستغل الحاجة والعوز لظرف حسين ومن معه من موظفي العقود وتحرمهم من الحقوق العمالية مثل الإجازات وحتى الأعياد أيضا كانت تحسم من أيام العمل والراتب.
قبل حوالي العامين شعر حسين بألم في الرأس وهو على رأس عمله وتابع الأمور الطبية وحصل على تغطية للعلاج من السلطة الفلسطينية بقيمة 90% بعد ان ثبتت إصابته بمرض (سرطان في الدماغ) وتم تحويله للأردن لإجراء عملية جراحية كان يتوقع لها مضاعفات خطيرة مثل احتمالية فقدانه لقدمه ويده اليسرى وفق ما ابلغه الأطباء هناك.
عاد حسين دون إجراء العملية ليصارع المرض بجسم متكامل مصارعا لقمة العيش لأطفاله مسلما قدره لله، وحتى هذه اللحظة فان حسين يدفع ما بين 700 الى 800 شيكل (حوالي 200 دولار) شهريا من جيبه الخاص للعلاج. فإلى أين يمضي؟؟؟؟
حسين الشمارخة لا زال يجلس في خيمة الاعتصام بعد أن وصله كتاب الطرد من العمل بحجة تقليصات وكالة الغوث الدولية تحت مبررات العجز المالي في المؤسسة الدولية.
وكان الناطق باسم اللجان الشعبية عماد أبو سنبل قد تساءل في بيان صحفي عن هذه الأزمة التي تطال صغار الموظفين من اللاجئين ولا تطال رواتب كبار الموظفين من الأجانب وامتيازاتهم ونثرياتهم التي تفوق رواتب الشمارخة وزملائه
فهل تعيد وكالة الغوث حسابات إغاثة اللاجئ ام ستتحول لمقبرة ومقصلة للاجئ؟ والى اي حد سيصمد شمارخة في صراعه مع وكالة الغوث من جهة وفي صراعه مع السرطان من جهة اخرى؟ وهل يدري السكرتير العام للأمم المتحدة بان كي مون عن قصة شمارخة ومرضه وجوعه ؟ قد لا يدري .. إلا أن الله يعلم ويدري .. فلك الله يا حسين.