أسواق "غزة" عطشى بانتظار رواتبٍ تروي ظمأها
نشر بتاريخ: 18/12/2012 ( آخر تحديث: 18/12/2012 الساعة: 14:16 )
غزة- تقرير معا - حركة مشلولة باتت تخيم على أسواق قطاع غزة في ظل تأخر صرف الرواتب الذي لا يدوم رخائها سوى أيام.
بضائع التجار تكدست وإقبال ضعيف من قبل الناس على الشراء, فمعاناة الموظفين باتت تلازمهم كل شهر, ديون كثيرة تنتظر سدادها, وراتب أصبح موعد صرفها مجهول.
التاجر أبو رامي بين لـ معا أن تأخر صرف الرواتب سببت ركود في حركة البيع, وأدت إلى الانتظار والترقب لحظة بلحظة لسماع خبر يريح القلوب "الرواتب نزلت" , لأن ذلك لم يعد مقتصراً على الموظفين فقط وانما أصبح مهماً للتجار والبائعين أيضاً.
انزعاج أبو رامي لهذا الحال بات واضحاً على قوله "ما في رواتب ما في شغل ما في حركة ما في حياة فاتحين المحلات وقاعدين الوضع صعب جداً على الجميع ونحن كتجار نتأثر بصرف الرواتب لإحداث إنعاش لحركة السوق للبيع والشراء خاصة من أول أسبوعين لصرف الرواتب".
لم يكن الوحيد أبو رامي الذي يعاني من تأخر قلة البيع بل شمل ذلك كل التجار وأصحاب المحلات التموينية والغذائية والمكتبات والملابس ومحلات الأحذية وأصحاب المطاعم.
تاجر الأحذية عمر نادر أكد لنا أن تأخر صرف الرواتب للموظفين عاد بضرر كبير عليهم, مبيناً أنه في ظل ذلك تتراكم الديون على الموظف, وعندما يتلقى راتبه يقوم بسدادها دون أن يلتفت لأشياء أخرى. وقال: "الشهر كله مثل بعضه صار, أصبحنا لا نرتكز على الرواتب وننتظر المواسم فهي أكثر دخلا ومبيعاً لنا".
سها طالبة في الثانوية العامة بينت أنهم يعانون في المنزل من أزمة مالية, لأن والدها موظف سلطة ويعيل أسرة مكونة 9 من أشخاص, ومعظم إخوتها طلبة مدارس ويحتاجون لمتطلبات كثيرة.
وأوضحت أنها لا تستطيع دفع رسوم الدروس الخصوصية, مبينة أنها تحتاج مستلزمات مدرسية عديدة. وأكدت سها على ضرورة أن يتم صرف الراتب بانتظام وفي موعد محدد من كل شهر, حتى لا يتحمل الطلبة أيضاً المعاناة.
محمد موظف في السلطة الوطنية أكد لـ معا أن تأخر الرواتب يسبب لهم أعباء كثيرة, مشيراً إلى أنه لا يستطيع تلبية كل متطلبات أسرته, مما يدفعه إلى الاقتراض من أصدقائه. وقال: "لا يتبقى شيئ من الراتب عندما نستلمه, لأنني أقوم بسداد كل ما اقترضه, فالديون تكون متراكمة وكثيرة".
وأكد أنه لو تم صرف الراتب في موعد محدد من كل شهر, فمن الممكن أن ينظم حياته, ومصروفاته الأسرية.