وزير الإعلام اليمني يؤكد أهمية ترسيخ صحافة الاستقصاء في زمن التحول
نشر بتاريخ: 18/12/2012 ( آخر تحديث: 19/12/2012 الساعة: 09:57 )
صنعاء- معا - رحّب وزير الإعلام اليمني علي بن أحمد العمراني باستراتيجية شبكة إعلاميون من أجل صحافة استقصائية عربية (أريج) القاضية بمأسسة نشاطها في اليمن عام 2013 داخل غرف الأخبار وكليات الإعلام.
وقال العمراني خلال لقائه الاثنين مع الزميلة رنا الصباغ، مديرة أريج التنفيذية، إن صحافة الاستقصاء بالنسبة لليمن "جهد نوعي وجديد وسندعمه الى أقصى حد، وسنكون متعاونين الى أبعد الحدود". كما أكد أن سقف الحرية الاعلامية في اليمن بلا حدود.
ودعا الوزير اليمني الإعلاميين إلى ممارسة "التنظيم الذاتي" القائم على أخلاقيات المهنة والالتزام بالصدقية والمهنية، من خلال "وضع ميثاق شرف لترسيخ قيم المهنة بحيث يفاخر كل صحفي بالانتماء لمهنة المتاعب وليس مهنة الكذب"، وصولا إلى رفع صدقية الإعلام بين الناس في زمن بات اليمن يعاني فيه من فوضى الإعلام حال سائر دول الربيع العربي.
وبينما ذكّر بأن بعض وسائل الإعلام في بلاده تجاوزت الثوابت المتفق عليها، وعلى رأسها ضمان وحدة اليمن، أوضح العمراني أن "بعضها تعدّى على ثقافة وتقاليد المجتمع اليمني" وأحيانا يستخدم الإعلام "للنيل من سمعة الناس دون وجه حق وأدلة".
ورغم هذه الإساءات، بحسب الوزير اليمني، لم تلجأ الحكومة "ولا مرة واحدة إلى القضاء وقلنا خلينا تكون أول سنة سنة حرية سقفها السماء، لنرى كيف سيفرز الجسم الصحفي مناعة صحفية بحيث يحصل التهذيب من داخل الجسم الإعلامي وليس من خلال الاكراه والاجبار والمحاكم".
وأعرب عن الأمل في "أن يكون الإعلاميون أعلاما. لكنهم لن يكونوا ذلك الا اذا التزموا بأخلاقيات المهنة والصدقية والمسؤولية لأننا لا نستطيع بناء البلاد بالكذب وبالسباق بين من يغالط ومن يفتري أكثر".
منذ الثورة التي أطاحت بالرئيس علي عبد الله صالح أقر البرلمان اليمني قانونا يضمن حق الوصول إلى المعلومات. كما تدرس لجنة الإعلام في البرلمان مسودة مشروع قانون الصحافة ويجري العمل على سن تشريع لهيئة المرئي والمسموع، بما يضمن مأسسة دور السلطة الرابعة في دولة تتحول صوب الديمقراطية.
من جانبها قالت الصباغ أن زيارتها إلى صنعاء وفرّت فرصة نادرة للالتقاء مع مجلس نقابة الصحافيين وممثلي وسائل الإعلام العام والخاص ومنظمات المجتمع المدني التي تعكف على تطوير الإعلام. وأكدت "وجود نافذة فرصة ذهبية في اليمن بعد التغييرات الأخيرة"، كما أعربت عن الأمل في أن يستغل الصحافيون حماسهم ويتشابكوا بإيجابية".
تناولت اللقاءات على مدى أسبوع دراسة أفضل السبل لنشر منهجية صحافة الاستقصاء القائمة على التوثيق بهدف كشف المستور، تصويب الأوضاع وتعزيز دور السلطة الرابعة في المساءلة والمراقبة.
وخلال الأسابيع القادمة ستطرح أريج عطاء لاختيار مؤسسات إعلامية في مجال الصحافة المكتوبة، الإذاعة والتلفزة تمهيدا لتأسيس وحدات للصحافة الاستقصائية داخل غرف الأخبار بهدف استدامة هذا النمط من الإعلام. كما ستواصل الشبكة عقد دورات لتدريب صحافيين مستقلين وأساتذة كليات الإعلام في جامعات يمنية على استخدام دليل أريج "على درب الحقيقة". يتضمن ذلك تصميم ثلاث ساعات معتمدة ضمن مساق بكالوريوس الإعلام، علما أن غالبية الجامعات العربية لا تدرّس هذه المادة ضمن ساعاتها المعتمدة لشهادتي البكالوريوس والماجستير لأسباب سياسية، قانونية ومهنية.
في موازاة إدخال منهجية أريج إلى غرف الأخبار وكليات الإعلام، يعكف صحافيون يمنيون ممن أنتجوا تحقيقات استقصائية بإشراف الشبكة على تأسيس رابطة للصحافيين الاستقصائيين بالتعاون مع نقابة الصحافيين اليمنية.
|196045|
يذكر أن اليمن كانت بين أوائل الدول التي شهدت انتشار أنشطة أريج على صحافيين أفراد وطلاب الإعلام منذ عام 2009. وأشرفت أريج على إنجاز ونشر ثلاثة تحقيقات استقصائية ودرّبت 15 صحافيا يمنيا بعدة مستويات: تأهيل مدربين، مشرفين وصحافيين ميدانيين.
استراتيجية أريج للأعوام 2011-2014 تستهدف تعزيز أنشطتها في دول انتشارها التسع؛ وهي إلى جانب اليمن والأردن- كل من مصر، سورية، لبنان، فلسطين، البحرين، العراق وتونس.
أريج هي شبكة الدعم الإعلامي الوحيدة في المنطقة التي تنجز تحقيقات استقصائية معمقة بمنهجية متطورة. منذ نشأتها مطلع 2006، دربت الشبكة قرابة 30 مشرفا والعديد من أساتذة الإعلام في جامعات عربية فضلا عن زهاء 300 صحافي ميداني كما أشرفت على إنجاز أزيد من 150 تحقيق استقصائي في مختلف وسائط الإعلام.