بعد 35 عاما- الاسير العراقي البياتي يرى والدته المريضة
نشر بتاريخ: 19/12/2012 ( آخر تحديث: 19/12/2012 الساعة: 10:59 )
بغداد -معا- في قاعة مؤتمر القدس في بغداد، حيث عقد المؤتمر الدولي للتضامن مع الأسرى تحت رعاية جامعة الدول العربية، قدم الاسير العراقي المحرر علي عباس البياتي 55 عاما شهادته أمام المؤتمر، حيث يزور بلده العراق لأول مرة منذ تحرره من السجن عام 1999، بعد قضاء عشرين عاما خلف القضبان.
الاسير علي البياتي الذي احدث تأثرا كبيرا على المؤتمرين خلال سرده لحكايته المؤلمة، ورحلته الصعبة من السجن إلى غزة ومن ثم إلى بغداد ، لم يستطيع أن يكمل كلامه عندما وصف لقاءه بوالدته المريضة بعد غياب 35 عاما... الجميع بكى، والجميع لم يحتمل مشهد العناق الدافيء بين أم وابنها الذي عاد أخيرا إلى موطن ولادته وذكرياته.
بدأ البياتي يستعيد الماضي وهو يتطلع إلى بغداد بعد حرمانه منها سنوات، يتذكر طفولته وأصدقاء الطفولة الذين 90% منهم قد استشهدوا .
الصورة المتخيلة في وعيه عن بغداد وأقاربه بدأت تستعيد ظلالها في عقله وحركاته واندهاشه فانهالت الأسئلة وانهالت الدموع وهو لا يزال في حضن والدته التي لم تتوقع أن يعود إليها.
مشاعر مختلفة في رواية علي بين أسير قاتل في صفوف الفدائيين الفلسطينيين واعتقل عام 1979، وقضى سنوات طويلة بالسجن، خاض معارك الجوع والمواجهة مع زملائه الأسرى في سبيل الحرية و الكرامة وبين ذكرياته وهو يحمل بندقيته ويتجاوز حدود فلسطين ويعود بعد الحرية إلى قطاع غزة حيث يتزوج وينشي عائلة، ولتكون فلسطين بيته الثاني والشعب الفلسطيني عائلته الكبيرة.
علي البياتي أحد أسرى الدوريات العرب، الذين شاركوا الشعب الفلسطيني في مقاومته للاحتلال وتسللوا عبر الحدود، منهم من استشهد ومنهم من وقع في الأسر، إلى أن تم تحرير 43 منهم في اتفاقية شرم الشيخ عام 1999.
لقد منح الرئيس أبو عمار علي البياتي جواز سفر فلسطيني واعتبره ابن فلسطين امتداد للمئات من الشهداء العراقيين الأبطال الذين دافعوا عن فلسطين في كافة معاركها، ولا زال صرح شهداء العراق قائما في مدينة جنين.
قصة علي البياتي وهو يرويها من على منبر مؤتمر بغداد للأسرى هي قصة الشعب الفلسطيني، من المنفى إلى العودة إلى مواصلة الصمود وهو يؤكد على أهمية وقوف كل شعوب الأرض مع الشعب الفلسطيني في سبيل تحقيق حقوقه المشروعة، مؤكدا أن الدفاع عن فلسطين هو الدفاع عن شرف الأمة العربية والعدالة الإنسانية.
البياتي الذي لقي كل التقدير والاحترام من الحكومة العراقية ، والتي احتفت به، واصدر رئيس الوزراء العراقي قرارا بإعطائه الجنسية العراقية لتمتزج جنسيته العراقية مع الجنسية الفلسطينية في هذا الثنائي الخاص لمناضل يستعيد أحلامه من شاطئ دجلة إلى بحر غزة، ومن نهر الفرات إلى معارك الصمود والجوع خلف قضبان السجون.