الأحد: 17/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

نابلس المنكوبة بالاجتياحات المتكررة .. انسحابات.. بانتظار اجتياحات قادمة!!

نشر بتاريخ: 01/03/2007 ( آخر تحديث: 01/03/2007 الساعة: 19:23 )
نابلس- سلفيت- معا - عاودت حكومة الاحتلال ممارسة هوايتها في القتل لأجل القتل وعاودت تخريب مدينة نابلس واجتاحت قوات كبيرة من جيشها فجرا المدينة المسالمة وعمدت تلك القوات فور وصولها قلب المدينة الى حصار البلدة القديمة من جميع الجهات، بعد يوم واحد على انسحابها من المدينة في الاجتياح الأول.

بروفيسور قاسم .. عملية تدريب .

وقال البروفسور عبد الستار قاسم الاستاذ والمحاضر في جامعة النجاح الوطنية بنابلس ، أن هدف الحملة هو عمليات تدريب للقوات الخاصة الاسرائيلية ومن المحتمل ان يكون هناك جنود أمريكان يتدربون معهم لحرب المدن العراقية ، وان الصهاينة يستعدون لاجتياح غزة او لبنان في المستقبل .

وأضاف : انه من الملاحظ ان الاجتياح المتواصل وحتى هذه اللحظة أقل همجية ووحشية من الاجتياحات السابقة ، وان جنود الاحتلال أقل شراسة ، وهذا مؤشر أمني خطير ، لانه من الملاحظ ان شباب الانتفاضة المطاردين سرعان ما يظهرون عند خروج قوات الجيش مما يسهل عمليات المراقبة والتجسس من قبل العملاء والخونة ، وانه من الضروري ان يحتاط المطاردون والا يظهروا للعيان .

أوضاع صعبة

وذكرت مصادر محلية في المدينة أن حجم القوات الإسرائيلية التي اجتاحت المدينة فجر امس كان اكبر من القوات التي توغلت فجر السبت الماضي، معربة عن اعتقادها أن عدد الاليات العسكرية التي استباحت المدينة زاد عن 150 آلية عسكرية مدعومة بالجرافات العسكرية الى جانب تحليق طائرات الاستطلاع الإسرائيلية.

كما أوضح بعض المصورين الصحفيين أن قوات الاحتلال اعتقلت في بداية اجتياحها عدداً من أقارب بعض المقاومين الذين وردت أسماؤهم في البيان الإسرائيلي الذي وزعته قبل ثلاثة أيام في المدينة، وقامت ببثه عبر الإذاعات والمحطات المحلية بعد السيطرة على مجال البث فيها، مضيفا أنهم عادوا من جديد لبثه في هذا الاجتياح.

وذكر مواطنون أن قوات الاحتلال اعتقلت جميع عائلات المطلوبين الذين اعلنت عنهم اسرائيل للضغط عليهم وعلى المقاومين الآخرين لتسليم أنفسهم .

محاصرة مستشفيات واعتقالات

وذكرت تلك المصادر أن قوات الاحتلال عمدت إلى محاصرة مستشفيات المدينة الثلاثة ( رفيديا والاتحاد والوطني)، فيما سيطرت على عشرات المنازل خاصة في أحياء البلدة القديمة ومحيطها بعد إرغام سكانها على الخروج منها إلى الشوارع وحاصرت بلدية نابلس ، ومقر الاطفائية في المدينة واحدى دور السينما.

واعتقلت قوات الاحتلال عشرة مواطنين في عدة احياء من المدينة وقد عرف منهم القيادي في حماس الشيخ ماهر الخراز واولاده الثلاثة و لؤي شعبان وعادل شعبان وعلاء مهدي البسطامي 17 عاما واياد البسطامي 18 عاما وعماد البسطامي 22 عاما.

وقال شهود عيان أن قوات الاحتلال داهمت منزل الشهيد مصطفى كلاّب في شارع حطين، وحولت الكثير من منازل المواطنين في منطقة رأس العين والمطلة على البلدة القديمة إلى نقاط عسكرية، ومنعت طواقم الإسعاف والصليب الأحمر والاغاثة الطبية من تقديم المساعدة للسكان الذين أجبرتهم قوات الاحتلال على الخروج من منازلهم، حسب ما أكدت مصادر الاغاثة الطبية والهلال الاحمر لشبكة اخباريات.

البلدة القديمة

وخلال الاجتياح الإسرائيلي يتعرض سكان البلدة القديمة التي تضم حوالي 30 ألف نسمة يعيشون في بيوت صغيرة ومتلاصقة، لعدوان همجي من جنود الاحتلال الذين يقتحمون المنازل ويعيثون فيها فساداً بعد أن يجبروا جميع قاطنيها على التجمع في غرفة واحدة.

وروت المواطنة بسمه الأغبر التي تسكن في حارة القيسارية في البلدة القديمة تفاصيل اقتحام منزلها، حيث قالت " في الليلة الأولى من الاجتياح كان صوت إطلاق النار مرعباً ولم نستطع النوم من شدة الخوف، وبعد منتصف الليل اقتحم أكثر من 10 جنود إسرائيليين مدججين بأحدث الأسلحة منزلنا، وأجبرونا على التجمع في غرفة واحدة وكان عددنا 13 شخصاً بيننا مسنة وأطفال".


رئيس البلدية يتحدث

من جانبه، وصف المهندس عدلي يعيش رئيس بلدية نابلس، مشاهد الخراب والدمار الناجمة عن الاجتياحات الإسرائيلية المتكررة بـ"الكارثية"، مشيراً إلى أن التفجيرات التي تحدثها قوات الاحتلال قرب المنازل والمحال التجارية تؤدي إلى حدوث تشققات كبيرة في كثير من المنازل المتلاصقة، وقال: إن منطقة كاملة آيلة للسقوط قرب "حمام النصر" داخل البلدة القديمة".

وأضاف يعيش بأن شبكة الكهرباء والمياه والصرف الصحي في مدينة نابلس تعرضت لأضرار كبيرة وشاملة، وأن عدة منازل ومحال تجارية تم حرقها بكاملها، وقال: إن البلدية والمؤسسات الأهلية ستقوم في الوقت الحالي بتصليح الأبواب وزجاج النوافذ بسبب الجو الماطر والبارد".

وأكد رئيس بلدية نابلس أن إمكانيات البلدية والمؤسسات الأهلية متواضعة جداً، مطالباً الرئيس محمود عباس ورئيس الوزراء إسماعيل هنيه والمؤسسات الخارجية بتقديم يد العون والمساعدة للمدينة المحاصرة منذ بداية انتفاضة الأقصى.

حماس تستنكر

من جانبها، استنكرت حركة حماس معاودة اجتياح مدينة نابلس من قبل قوات الاحتلال واعتقال أقارب من تسميهم قوات الاحتلال بالمطلوبين من نساء وأمهات ورجال كبار في السن.

وأكد البيان أن هذه العملية لن تثني الشعب الفلسطيني الذي قدّم الغالي والنفيس من أجل أمته ووطنه وإن هذه الممارسات العدوانية المتكررة داخل مدينة نابلس لا تدل إلا على تخبط الجيش الإسرائيلي وعدم قدرته على تحقيق أهدافه بدليل ما يقوم به من صب جل غضبه على المواطنين العزل ..

ودعت الحركة في بيانها إلى وقفة جادة ومؤازرة حقيقية ودعم كامل لأهالي المدينة وخاصة أهالي البلدة القديمة الذي ما لبثوا يتنفسون الصعداء حتى داهمتهم الترسانة الظالمة وكذلك صب جميع الجهود الرسمية والمحلية والدولية من أجل رفع كافة أشكال العدوان ووقفها الأمر الذي يتيح للمواطنين العيش الكريم كباقي الشعوب ..

وأكد البيان على أهمية دور وسائل الإعلام في فضح هذه الممارسات من خلال تغطيتها السريعة والكاملة وتصدر هذه الأحداث والممارسات لنشرات الأخبار التي تكشف عن زيف المزاعم الصهيونية وحقدهم، حسب تعبير البيان.

مؤسسات المجتمع المدني لا تقف ساكته

اثر الجرائم الإنسانية التي تقوم بها قوات الاحتلال الاسرائيلي والتي باتت ذات طابع يومي في مدينة نابلس الفلسطينية، عقد تجمع مؤسسات المجتمع المدني في نابلس عدة لقاءات للمساهمة في إغاثة البلدة القديمة التي تعاني من نقص حليب الأطفال والخبز والأدوية، وللعمل على الدفاع عن الحقوق الإنسانية للمواطنين في نابلس ضد وحشية الاحتلال الإسرائيلي المتواصلة.

وطالب التجمع السلطة الوطنية الفلسطينية بكل مكوناتها وزعماء الدول العربية ومجلس جامعة الدول العربية والأمين العام للأمم المتحدة وأعضاء مجلس الأمن الدولي والمجموعة الرباعية بالعمل فوراً على ما يلي:-

1- عقد اجتماع عاجل لمجلس الأمن الدولي لوضع حد نهائي للحصار الإسرائيلي المفروض على محافظة نابلس، ووقف كل أشكال العدوان على شعبنا في نابلس خاصة، وفي فلسطين عامة، إذ لا يعقل أن يستمر حصار نابلس قرابة خمس سنوات وكأن شيئا لم يكن.

2- عقد اجتماع للقمة العربية ليتحمل الزعماء العرب مسؤولياتهم في هذا الخصوص.

3- مطالبة لجنة حقوق الإنسان في الأمم المتحدة، وكافة المؤسسات العاملة في
مجال حقوق الإنسان القيام بواجبها ضد جرائم الإحلال الإسرائيلي في نابلس.

4- مطالبة السلطة الوطنية الفلسطينية إعلان نابلس محافظة منكوبة.

اتحاد لجان الرعاية الصحية يناشد

ناشد اتحاد لجان الرعاية الصحية في بيان ارسله الى شبكة اخباريات كافة المؤسسات الدولية و الحقوقية و الإنسانية لاستنكار الجرائم البشعة التي تمارسها قوات الاحتلال ضد أهالي مدينة نابلس عامة وضد الطواقم الطبية و المؤسسات الإنسانية العاملة في الميدان.

وقال البيان أنه ولليوم الرابع تقوم قوات الاحتلال بممارسات قمعية ضد مدينة نابلس و مواطنيها و تحديداً البلدة القديمة و محيطها، تقتحم المنازل و تحطم محتوياتها و الاعتقالات بالجملة، واضافت بانه وفي سابقة خطيرة تقوم بالدخول على تردد المحطات و الإذاعات المحلية لتبث إعلانات لجيش الاحتلال فيها تهديد للمواطنين إلى جانب حصارها الصارم لجميع مشارف المدينة و لا يسمح بالدخول و الخروج منها إلا بعد تفتيش و تدقيق في الهويات.

واشارت الى ان قوات الاحتلال منعت اليوم الطواقم من الدخول إلى البلدة القديمة نهائياً، و لم تتمكن من الوصول إلى الحالات التي اتصلت باتحاد لجان الرعاية الصحية وهي تستغيث طالبة توفير أدوية للحالات المرضية المزمنة أو إخلاء مريض جراء استنشاق الغازات المسيلة للدموع و لم تتمكن هذه الطواقم من تلبية نداءات الاستغاثة الإنسانية لأعداد واسعة بسبب الحصار المشدد على البلدة القديمة، حيث في هذا الإطار حُجزت الطواقم الطبية و صودرت هوياتها لعدة ساعات وهذا يدلل على أن قوات الاحتلال تضرب بعرض الحائط كل المواثيق و الأعراف الدولية و في طليعتها معاهدة جنيف الرابعة.

وأكد الاتحاد انه مستمر ببذل كل الجهود و المساعي من أجل الوصول إلى المرضى و القيام بواجبه المهني و الإنساني و الوطني تجاه أبناء شعبنا، و "لن تثنينا ممارسات الاحتلال القمعية الهادفة إلى منعنا من أداء واجبنا" حسب البيان.

وناشد اتحاد لجان الرعاية كل الضمائر الحية في العالم إلى الضغط على حكومة الاحتلال من أجل الانسحاب من مدينة نابلس و الالتزام بالقوانين و المواثيق الدولية و أن هذه الممارسات لن تثني الشعب الفلسطيني من مواصلة نضاله من أجل نيل الحرية و الاستقلال و بناء دولته المستقلة ذات السيادة و عاصمتها القدس.