السبت: 16/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

اليونيسف: الأعمال القتالية أضرّت بالأطفال في غزة

نشر بتاريخ: 20/12/2012 ( آخر تحديث: 20/12/2012 الساعة: 16:46 )
رام الله- معا - أجرت منظمة اليونيسف بالتعاون مع المركز الفلسطيني للديمقراطية وحل النزاعات وجامعة بيرزيت بإجراء تقييم نفسي- اجتماعي عاجل لأثر الأعمال القتالية على الأطفال في غزة.

وجاء في ملخص اليونيسف أن الأعمال القتالية بين حماس والجيش الإسرائيلي خلال الفترة من 14 إلى 21 تشرين الثاني/نوفمبر 2012 قد أضرت بسلامة الأطفال والنساء.

وحتى يكون بالإمكان توجيه الاستجابة الإنسانية بشكل يدعم الأطفال المتضررين على أفضل نحو، قامت اليونيسف أجري التقييم بعد مرور أربعة أيام على إعلان وقف إطلاق النار، على شكل تقييم عاجل لوضع الأطفال في المناطق الأكثر تضرراً في غزة. وبالتالي فهو لا يمثل الوضع الإجمالي لأطفال غزة.

أظهر التقييم أن الأطفال الذين يعيشون في جميع محافظات غزة الخمس تعرضوا للضرر. وأظهر أن الأطفال في محافظتي شمال غزة ومدينة غزة تضرروا بقدر أكبر بالمقارنة مع أقرانهم في المواقع القائمة في المحافظات الأخرى. وأظهر التقييم كذلك أنه لم يوجد فرق في مستوى العنف الذي تعرضت له البنات والأولاد، ولكن ردود فعل الجنسين جاءت مختلفة. فالأولاد أظهروا أعراضاً انفعالية بقدر أكبر، مثل ارتفاع مستوى الخوف، فيما ظهرت على البنات أعراض جسدية بقدر أكبر، مثل التغيرات في أنماط الأكل والبكاء. وتضرر الأطفال الأكبر سناً بشكل أعلى نسبياً من الفئات الأصغر سناً.

المنهجية:

تم اختيار عينة عشوائية من 545 ولداً وبنت في عمر يتراوح من الولادة وحتى 18 سنة. وجاء اختيارهم من 35 موقعاً تتوزع على محافظات غزة الخمس، وتعتبر من المناطق الأكثر تعرضاً للعنف (انظر الخارطة). توزعت العينة بشكل متكافئ بين الجنسين (البنات بنسبة 49 بالمائة والأولاد بنسبة 51 بالمائة). قامت باحثات وباحثون ميدانيون مدربون بإجراء المقابلات مع الفتيان والفتيات في عمر 13 إلى 17 سنة، وأجريت المقابلات مع ذوي الأطفال في عمر 0-12 سنة. وتم أخذ موافقة مستنيرة على المشاركة بشكل شفهي. ترد الاستمارة المستخدمة في الملحق.

النتائج الرئيسية:

تنقسم النتائج إلى جزأين. يناقش الأول منهما تعرض الأطفال للعنف، فيما يناقش الجزء الثاني أثر هذا التعرض على رفاههم وسلامتهم.

التعرض للعنف
يتمثل أحد الأبعاد المركزية لتعرض الأطفال للعنف في مشاهدتهم للتدمير أو الأضرار، على النحو الذي أصاب منزل الطفل ذاته أو منازل الجيران. وقد كشف التقييم عن الآتي:

- أفاد الأطفال بمستوى مرتفع من التعرض للعنف. فمن بين الأطفال المشمولين بالمسح، صرح 83 بالمائة أن بيوتهم قد تضررت أو دمرت. وأفاد 50 طفلاً، أو 9 بالمائة، بأن منازلهم دمرت خلال الصراع، فيما أشار 85 بالمائة إلى أن أضراراً لحقت بالمحيط المباشر لمساكنهم. وصرح الأطفال في ربع العينة، أي 135 طفلاً، أن هذه الأضرار كانت بالغة.

-أشار الأطفال في مدينة غزة إلى أعلى مستويات من تدمير الممتلكات، يلي ذلك وبنسبة أقل الأطفال في خان يونس، ثم شمال غزة، فرفح والمنطقة الوسطى.

-أفاد 14 بالمائة من الأطفال بتعرضهم لإصابات، سواءً من قذيفة أو بسبب القصف على منازلهم. وكانت أعلى نسبة من الإشارة إلى الإصابات بين الأطفال في شمال غزة، تليها مدينة غزة ورفح والمنطقة الوسطى وخان يونس.

-شهد ربع الأطفال (26 بالمائة) ما يصل إلى ثلاثة حوادث من العنف. وشهد حوالي النصف (46 بالمائة) أربعة إلى خمسة حوادث عنيفة، فيما شهد 28 بالمائة ستة حوادث عنيفة. وأشار الأطفال الأكبر سناً إلى مشاهدتهم لحوادث عنف بنسبة أعلى بشكل ملموس ممن هم أصغر سناً، فيما لم يوجد فرق في هذا التعرض بين الأولاد والبنات. وكانت أعلى نسبة من مشاهدة الأطفال لحوادث العنف في مدينة غزة، ثم خان يونس وشمال غزة.

أثر التعرض للعنف:

عند تقييم أثر التعرض للعنف على سلامة الأطفال ورفاههم، تطرق المسح إلى ثلاثة أبعاد كالآتي:
1.ثمانية أعراض جسدية: اضطرابات النوم، وقضم الأظافر، وزيادة البكاء، والتعلق بالوالدين، والنوم مع الوالدين، والشكوى من أوجاع وآلام، وتغير الشهية، وإبداء ملامح الذهول والصدمة.

2.سبعة أعراض انفعالية: العصبية المفرطة، ومشاعر الغضب، وصعوبة التركيز، والسرحان، والشعور بعدم الأمان، والشعور بالذنب، ومشاعر الانصعاق والانذهال.

3.خمسة أبعاد للخوف: الخوف من الموت، والخوف من البقاء وحيداً، والخوف من الإصابة، والخوف من الأصوات العالية، والخوف من مغادرة المنزل.

•الأعراض الجسدية
تم بناء مقياس للأعراض الجسدية باستخدام ثمانية أسئلة (ألفا = 0.71). وكانت النتائج الرئيسية على النحو الآتي:
-صرح 20 بالمائة من الأطفال بمعاناتهم من عرض واحد إلى خمسة أعراض، وأفاد 53 بالمائة بمعاناة ستة إلى سبعة أعراض، وأشار 27 بالمائة إلى معاناتهم من جميع الأعراض، بالمقارنة مع الفترة التي سبقت الأعمال القتالية للتو.

-وجدت تباينات ملموسة في التبليغ عن الأعراض الجسدية بين الأولاد والبنات. فقد أفادت البناتبالأعراض الجسدية بنسبة أعلى، على الرغم من أنه لم يوجد فرق في مستوى التعرض للعنف بين الأولاد والبنات. إن هذه النتيجة تشير إلى الحاجة لاستخدام أساليب نفسية-اجتماعية مختلفة بين الأولاد والبنات. وكان أعلى مستوى من الإشارة إلى الأعراض الجسدية موجوداً بين الأطفال في شمال غزة ومدينة غزة. وهذه النتيجة تشير إلى ضرورة أن يحظى هؤلاء الأطفال بالأولوية في الاستجابة لاحتياجاتهم.

أفاد الأطفال بالأعراض الجسدية التالية:
-أشار 97 بالمائة إلى التعلق بالوالدين.
-أشار 94 بالمائة إلى النوم مع الوالدين.
-أشار 91 بالمائة إلى معاناة اضطرابات متزايدة في النوم.
-أشار 85 بالمائة إلى تغير الشهية (زيادة أو نقصاناً).
-بدت على 84 بالمائة ملامح الذهول والانصعاق.
-أشار 77 بالمائة إلى زيادة البكاء.
-أشار 76 بالمائة إلى الشعور بأوجاع واعتلال.
-أشار 47 بالمائة إلى قضم أظافرهم.

•الأعراض الانفعالية
تم بناء مقياس للأعراض الانفعالية باستخدام سبعة أسئلة (ألفا = 0.74). وكانت النتائج الرئيسية على النحو الآتي:
?بالإجمال، أفاد 39 بالمائة من الأطفال بمعاناتهم من عرض واحد إلى خمسة أعراض، وصرح 34 بالمائة بوجود ستة أعراض، فيما أشار 27 بالمائة إلى أنهم عانوا من الأعراض السبعة جميعاً، بالمقارنة مع الفترة التي سبقت الأعمال القتالية للتو.

?لم توجد تباينات في مستوى الأعراض حسب الجنس، ولكن كانت هناك تباينات ملموسة حسب العمر، حيث أفاد الأطفال الأكبر سناً بهذه الأعراض بنسبة أعلى. تشير هذه النتيجة إلى ضرورة أن يكون اليافعون منفتيان وفتيات في موقع الأولوية بالنسبة لخطوات الاستجابة.

?لم يتمكن التقييم من تناول الأعراض لدى صغار الأطفال، حتى عمر السادسة، بالقدر الكافي. قد يكون هذا الأمر ناتجاً عن الافتقار إلى أدوات مسح ملائمة ثقافياً فيما يتعلق بصغار الأطفال، أو بسبب أنه لا يمكن تناول الاحتياجات النفسية-الاجتماعية لصغار الأطفال بالقدر الكافي في مسح مقطعي مستعرض.
?وجد أعلى مستوى من الأعراض بين الأطفال من مدينة غزة ورفح وشمال غزة بالمقارنة مع المواقع الأخرى.

أفاد الأطفال بالأعراض الانفعالية التالية:
-أشار 97 بالمائة إلى الشعور بعدم الأمان.
-أشار 85 بالمائة إلى صعوبة التركيز.
-أشار 84 بالمائة إلى الشعور بالانصعاق أو الانذهال.
-أشار 82 بالمائة إلى مشاعر الغضب.
-أشار 82 بالمائة إلى أعراض السرحان.
-أشار 81 بالمائة إلى زيادة في العصبية المفرطة.
-أشار 38 بالمائة إلى الشعور بالذنب.

•أعراض المخاوف
تم بناء مقياس للمخاوف باستخدام خمسة أسئلة (ألفا = 0.76). وكانت النتائج على النحو الآتي:
?أفاد ثلث الأطفال (34 بالمائة) بعدم حدوث تغير في أحاسيس الخوف لديهم بالمقارنة مع الفترة قبل الاقتتال، فيما صرح 33 بالمائة عن زيادة في واحد أو اثنين من المخاوف، وأشار 24 بالمائة إلى ثلاثة أو أربعة مخاوف، وأشار 9 بالمائة إلى شعورهم بالمخاوف الخمسة جميعاً.

-صرح الأولاد عن مشاعر الخوف بنسبة أعلى من البنات بقدر ملموس.
-أفاد الأطفال من شمال غزة وخان يونس ومدينة غزة بقدر أكبر من المخاوف بالمقارنة مع المواقع الأخرى.
أفاد الأطفال بأعراض الخوف التالية:
-أشار 80 بالمائة إلى الشعور بالخوف من الأصوات العالية.
-أشار 63 بالمائة إلى الشعور بالخوف من الموت.
-أشار 62 بالمائة إلى الشعور بالخوف من البقاء وحيدين.
-أشار 59 بالمائة إلى الشعور بالخوف من الإصابة.
-أشار 57 بالمائة إلى الشعور بالخوف من مغادرة منازلهم.

الخلاصة:
أظهر التقييم وجود ارتباطات بين الأعراض ومدى التعرض للعنف. وبينت النتائج أن الأعراض الجسدية والانفعالية ارتبطت بالتعرض للعنف أو مشاهدته. لذا فالأطفال الذين تعرضوا لإصابة أو الذين تعرضت بيوتهم للقصف أو الذين شهدوا عدة حوادث عنيفة يشكلون أولوية بالنسبة لجهود الاستجابة. وهؤلاء الأطفال يغلب أن يعيشوا في شمال غزة ومدينة غزة وخان يونس.

وجدت أيضاً ارتباطات مهمة بين الأعراض ومشاعر الخوف، والتي هي أيضاً بحاجة إلى أن يتم التصدي لها، وخاصة في أوساط الأولاد. مع ذلك، أظهر التقييم أن الأعراض الانفعالية كانت مرتبطة بعمر الطفل، حيث ازدادت الأعراض مع زيادة عمر الطفل، مما يشير إلى الحاجة إلى تقديم الدعم لفئة اليافعين من الفتيان والفتيات.

إن لهذا التقييم حدوده ولا يمكن تعميم نتائجه على جميع الأطفال في غزة، ولكنه مع ذلك يزود قطاع العمل الإنساني بالأدوات والتوجهات الأساسية من أجل التدخل المباشر.

من المعروف جيداً أن العديد من الأعراض المتعلقة بالتعرض للعنف تختفي مع الوقت كلما نجح الأطفال في العودة إلى حياتهم الطبيعية. لذا فينبغي أن تعطى الأولوية في التدخلات لإرجاع الأطفال إلى حياتهم الطبيعية من جديد.

تم عرض النتائج التمهيدية على اجتماع مشترك للفريق العامل على حماية الطفل والفريق العامل على الصحة النفسية والدعم النفسي-الاجتماعي في يوم 6 كانون الأول/ديسمبر 2012.