الجمعة: 08/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

ميمنة نجت من صبرا وشاتيلا فاستقبلتها اسرائيل بحرب في غزة

نشر بتاريخ: 22/12/2012 ( آخر تحديث: 22/12/2012 الساعة: 20:11 )
غزة-تقرير معا - على ارض غزة اجتمع شمل رحاب كنعان بابنتها ميمنة حمزة ،،، وبعد عدة لقاءات عبر شاشات التلفزة تمكنت ميمنة من الوصول إلى غزة لتلتقي بإخوة لم تعرفهم في حياتها وتلتقي بمن كبر...

ميمنة التي شهدت مجزرة صبرا وشاتيلا واستشهد شقيقها ماهر بين يديها استقبلتها الحرب الإسرائيلية الأخيرة على غزة ولكن صمودها وشجاعتها التي تربت عليها منذ حرب بيروت في العام 1982 جعلتها تصمد في غزة وتشارك أهلها مصابهم لعلها تنال الشهادة في ارض الوطن.

وعند بوابة معبر رفح البري ركعت ميمنة لتقبل تراب فلسطين هذا التراب الذي طالما حلمت بان تعود إليه غير مصدقة أن الحلم قد تحقق وأن فلسطين أصبحت اقرب ما يكون لأي فلسطيني وفي هذا الصدد تقول ميمنة لـ"معا":"رغم إني لم اعد إلى صفد بلدي الأصلي ولكن وجودي في غزة جعلني أتنسم رائحة الحرية".

ميمنة هي البنت الكبرى لرحاب كنعان التي فقدتها بعد أحداث مجزرة صبرا وشاتيلا أما رحاب فعادت مع المنظمة إلى تونس لينقطع خط التواصل مع ابنتها ميمنة وابنها ماهر .

وما بين عائد مع السلطة إلى ارض الوطن ولاجئ في الشتات ظل الانقطاع سيد الموقف بين ميمنة ورحاب كنعان اللتين التقتا بعد فراق دام 24 سنة عاشتهم ميمنة تقوم بدور الأم والأخت لماهر.

وتابعت ميمنة:"كان حلم حياتي أن التقي أهلي على ارض فلسطين واتمنى ان يتكلل هذا الحلم بحق العودة لجميع شعبنا الذي يعيش في مخيمات اللاجئين في كل مكان"، معربة عن حزنها للساعات التي ستشهد فيها وداع من انتظرت طويلا رؤيتهم.

محاولات كنعان للبحث عن ابنتها لم تنته، فقبل لقاء الشاشات عرفت كنعان أن ابنتها على قيد الحياة قيل لها في ذلك الوقت أنها هربت مع والدها إلى منطقة الجبل في لبنان....الوقت لم يسعفها كثيرا وانتهت رحلة البحث لتعود إلى تونس في العام 1986 لتفاجأ بنبأ استشهاد ابنها ماهر في عنوان لمجلة فلسطينية تعني بالثورة لتساورها شكوك حول استشهاد ابنتها أيضا وبقيت تتابع المجلة لعلها تجد اسم ابنتها بين أسماء الشهداء.

كنعان التي لم تقرأ اسم ابنتها في المجلة كانت تحتفظ برقم خالتها في لبنان منذ 22 سنة وفي كل مرة تحاول فلا يجيبها احد إلى أن قررت محاولتها الأخيرة "ميمنة عايشة ولا ميتة؟؟؟" هكذا سالت كنعان خالتها.

صوت الأم بقي محفورا في قلب الطفلة التي حرمتها اسرائيل من حنان أمها فما أن سمعت الصوت صرخت:"أنا ميمنة يما" لتتأكد كنعان أن ميمنة لم تمت وتبدأ محاولات لم شملهما.

وتقول ميمنة :"لقد زففت أخي ماهر شهيدا إلى مثواه الأخير واليوم أنا هنا في غزة لأفرح الفرحة الحقيقية بزواج إخوتي."

"كم تمنيت أن أكون مع أمي في الحرب الإسرائيلية أواخر العام 2008،،خفت أن يخطفها الموت مني بعد أن وجدتها...ولكن هذه الحرب كنت عاقدة العزم أن أبقى معهم فإما نموت سويا أو نحيا سويا" كما تقول ميمنة

وأضافت:"على رغم من فرحتي الكبيرة أنني بين أهلي في غزة إلا أنني دائمة التفكير في الساعات القادمة التي سأعود بها إلى المنفى وأعيش بدونهم".

وتأمل ميمنة أن يتحقق حلم العودة لكل لاجئ فلسطيني حتى تتمكن من العيش في حضن والدتها التي لم تشعر به في طفولتها...والى حين أن يتحقق حلمها تعود ميمنة إلى مخيم صبرا وشاتيلا وتعيش فصولا جديدة من فصول التيه والتشرد.