دائرة شؤون المغتربين تشارك في مؤتمر العلماء العرب المغتربين بالقاهرة
نشر بتاريخ: 23/12/2012 ( آخر تحديث: 23/12/2012 الساعة: 12:39 )
القاهرة- معا- أكد علي ابوهلال المدير العام لدائرة شؤون المغتربين في منظمة التحرير الفلسطينية على مساندة ودعم دولة فلسطين للعلماء العرب المغتربين المشاركين في مؤتمر العلماء العرب المغتربين "عندما تتكامل العقول العربية"، الذي استضافته جامعة الدول العربية بالقاهرة، يومي19-20 ديسمبر الجاري، برعاية الدكتور نبيل العربي الأمين العام لجامعة الدول العربية، ودعا العلماء المشاركون في المؤتمر لإطلاق مبادرات عربية جماعية ومنسقة للنهوض بالعلوم والتكنولوجيا والتقدم العلمي في العالم العربي لمواكبة التطورات العلمية التي يشهدها العالم.
ودعا الى ضرورة الاستفادة من خبرات وامكانيات العقول العربية المغتربة وتنسيق جهودها وتعاونها مع العلماء العرب في البلدان العربية، وطالب الدول العربية إلى توفير البيئة المناسبة للعلماء العرب من أجل إطلاق الابداعات والاختراعات العلمية التي تمكن العالم العربي من النهوض والتقدم العلمي.
جاء ذلك خلال مشاركة ابوهلال في مؤتمر العلماء العرب المغتربين مندوباً عن دائرة شؤون المغتربين في منظمة التحرير الفلسطينية وممثلا لدولة فلسطين.
وأشار الدكتور نبيل العربي، الأمين العام لجامعة الدول العربية إلى ضرورة التواصل مع العقول العربية المهاجرة في مختلف فروع العلوم والتكنولوجيا. موضحا أنه ووفقا للاحصائيات فإن 34% من الأطباء فى بريطانيا ينتمون إلى الجاليات العربية، وأضاف العربي أن التوصيات الصادرة عن هذا المؤتمر ستعرض على المؤتمر على القمة العادية للدول العربية مارس 2013.
وقال الدكتور مصطفي مسعد وزير التعليم العالي المصري أن هناك ضرورة لوضع آليات لدعم المعارف والخبرات، وشبكات العلماء العرب في الخارج، مع إطلاق المبادرات العلمية والبرامج الواقعية، مع التأكيد على منهاجية إطلاق المبادرات الإقليمية التي تخدم الدول العربية، لإبراز مدى التقدم الذي حققته العلوم والتكنولوجيا في الدول العربية.
وأشارت الدكتورة نادية زخاري وزير الدولة للبحث العلمي المصرية إلى أنه لا توجد إحصائيات دقيقة عن عدد العلماء العرب والمصريين في الخارج، ولكننا نعلم جيدا أنهم كثيرون جدا. مشددة على أهم خلق سبل التعاون المشترك والبناء بين العلماء العرب داخل وخارج الدول العربية. موضحة أننا لدينا أبحاث علمية ممتازة، لكن 5% منها فقط هى التي يتم توظيفها بصورة اقتصادية. قائلة أننا في حاجة لإطلاق الحاضنات وتأسيس المشاريع الصغيرة والمتوسطة القائمة على الابتكار، مع تجهيز مراكز التميز لنقل التكنولوجيا، كمجال للتعاون المشترك بين علماء الداخل والخارج.
وأوضح الدكتور عبد اللـه عبد العزيز النجار رئيس المؤسسة العربية للعلوم والتكنولوجيا (الإمارات) أن العلماء العرب في الداخل والخارج لبنة واحدة، ولكنهم يحتاجون إلى البيئة المحفزة للتعاون المشترك، فالباحث والعالم العربي، الذي تفوق في الغرب، هو إبن المجتمع العربي، ولكن البيئة المحفزة والموالية، على كل المستويات، هى التي دعمته لإنتاج أفكاره الابتكارية وتحويلها لمنتجات تلبي احتياجات الاقتصاد والمجتمع.
وتحدث عن نماذج وقصص نجاح دعمتها المؤسسة العربية للعلوم والتكنولوجيا للعلماء العرب في الخارج، وللعلماء العرب داخل الدول العربية، وللعلماء العرب في الخارج لخدمة مجتمعاتهم، خاصة وأن مجلس إدارة المؤسسة يضم في عضوية مجلس إدارته أكثر من 50% من العقول العربية المغتربة، لتأكيد التواصل بين المجتمع العلمي والتكنولوجي داخل الدول العربية وخارجها.
وقال الدكتور وائل الدليمي رئيس جمعية التقدم العلمي والتكنولوجي بأمريكا SASTA أن العلماء العرب في الخارج ينظرون بعين الألم والحسرة لعالمنا العربي، مقارنة بدول أخرى مثل الهند والصين وكوريا الجنوبية، التي استطاعت الاستفادة من أبنائها المهاجرين، علما بأن نسبة المغتربين العرب أضعاف نسب المغتربين من هذه الدول. مشدداً على أن الجمعية تهتم بكل الدول العربية، وليس بدولة واحدة. وتسعى الجمعية إلى تكوين مشاريع على أرض الواقع إنطلاقا من دولة عربية، أو مؤسسة أكاديمية وبحثية، شريطة أن تخدم كل الدول العربية. مشددا على: جئنا خدمة لوطننا العربي وليس لإملاء شروط.
وأضاف عمر الجراح نائب رئيس جامعة العلوم والتكنولوجيا بالأردن أن العلماء العرب في حاجة لبيئات الحرية والعدالة والانفتاح ليبدعوا، ويقدموا حلولا لتحديات البيئة، الطاقة، السكان، الصحة، التطورات التكنولوجية، العولمة والتنافس الاقتصادي. مشددا على أن إنتاج المعرفة السبيل الوحيد للنجاح في عالم الأعمال. موضحا أن المشكةل في نمو الطلب على التعليم العالي في الدول العربي، مع نقص التمويل، يؤدي إلى تردى مستوى البنية التحتية بالجامعات، ومن ثم ضعف مستوى الخريج العربي. وإنفاق الدول العربية على البحث العلمي يتراوح ما بين 0.2%-0.5% من الناتج المحلي، مقابل ما بين 4-6% في الدول الغربية، وأن هناك فقر في النشر والباحثين، ومعظم الأبحاث أكاديمية، لا تنتج براءات اختراع ذات جدوى اقتصادية.
وأكد الدكتور أبو القاسم البدري مدير إدارة العلوم والبحث العلمي بالمنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم (الإلسكو) أهمية بناء جسور التعاون المشترك والمستمر بين العلماء العرب في داخل في الخارج، مع حشد وإشراك العلماء العربي المغتربين مع نظرائهم العرب وصناع القرار في المطقة، للعمل نحو تعزيز التعليم العالي والبحوث والعلوم والتكنولوجيا في الدول العربية.
هذا ونظم المؤتمر، جامعة الدول العربية، بالتعاون مع جمعية تقدم العلوم والتكنولوجيا في العالم العربي بأمريكا SASTA، بمشاركة عشرات العلماء العرب، نذكر منهم، الدكتور محمود صقر رئيس صندوق العلوم والتنمية التكنولوجية المصري، والدكتور هلال الأشول أستاذ مساعد العلوم بالمعهد الفيدرالي السويسري للتكنولوجيا، والدكتور أيمن الهواري أستاذ الطاقة النووية بجامعة نورث كارولينا الأمريكية، والدكتور خالد الكركي أستاذ الهندسة الكهربائية بجامعة تكساس A&M القطرية، والدكتور شاكر موسى أستاذ علم الأدوية بكلية Albany للصيدلة والعلوم الصحية، والدكتور موفق الجاسم الباحث الرئيسي في مجموعة البحث بالمختبر الوطني للطاقة في جولدن بولاية كلورادو الأمريكية.
وهدف المؤتمر إلي وضع آليات فعالة لإقامة الشبكات والمشاركات مع العلماء العرب في الخارج للاستفادة من خبراتهم وقدراتهم وعلاقاتهم، وناقش المشاركون ضمن محاور المؤتمر المجالات التالية: العلوم الطبية والصحية، ومصادر الطاقة الجديدة والمتجددة، وتكنولوجيا المعلومات والاتصالات، مع التأكيد علي ضمان جودة التعليم والبحث العلمي، وحقوق الملكية الفكرية في الوطن العربي.
وقدم المؤتمر مبادرات محددة وبرامج علمية قابلة للتنفيذ تجمع بين الخبرات والموارد القائمة في الوطن العربي وما لدي الجماعات العلمية العربية في الخارج لمواجهة التحديات المشتركة واستغلال الفرص الفريدة المتاحة في المنطقة من أجل الابتكار والتطور العلمي والتنمية الاقتصادية. ووضع العلماء المشاركون في المؤتمر منهجية لإطلاق مبادرات إقليمية جماعية ومنسقة للنهوض بالعلوم والتكنولوجيا في العالم العربي وإبراز صورة العلوم العربية في العالم.
وقد عقد الأخ ابوهلال العديد من اللقاءات على هامش المؤتمر مع العلماء المغتربين العرب تناولت مشاركتهم ودعمهم للمؤتمر العالمي الأول للأكاديميين الفلسطينيين الذي تنظمه دائرة شؤون المغتربين وجامعة النجاح الوطنية بمدينة نابلس في شهر نيسان/ ابريل القادم.
حيث أكد العلماء العرب دعمهم لهذا المؤتمر واستعدادهم لتقديم الدعم الممكن من أجل تحقيق أهدافه، وخاصة تعزيز التعاون والتنسيق بين العلماء والأكاديميين المغتربين في الخارج وبين الجامعات الفلسطينية في مجال الاستفادة من الخبرات العلمية والأكاديمية التي تتوفر لدى العلماء والأكاديميين المغتربين.