ندوة في نابلس بعنوان "البعد السياسي والديني للدولة عضو مراقب"

نابلس- معا - اعتبر وزير الاوقاف الدكتور محمود الهباش ان الاحتكام الى صندوق الاقتراع واجراء انتخابات رئاسية وتشريعية خطوة لا بد منها قبل تحقيق المصالحة، باعتبارها بوابة المصالحة.

وحث الهباش خلال ندوة عقدتها وزارة الاعلام في نابلس بعنوان "البعد السياسي والديني للدولة عضو مراقب"، ائمة وخطباء المساجد على توعية الناس بثقافة الانتخابات واهميتها، معتبرا ان الانتخابات في هذه المرحلة واجبة شرعا لانها تقود الى المصالحة.

واكد الهباش ان الامور لا تتجه نحو تحقيق المصالحة على الارض لاسباب عديدة، اهمها برأيه ان البعض لا يتمتع بثقافة المصالحة والوحدة، مشيرا الى انه ومنذ ما يزيد عن خمس سنوات لا يوجد خطوة واحدة يمكن البناء عليها لتحقيق المصالحة، وكل خطوة ايجابية في هذا المجال كان يتم نقضها، لافتا الى انه في الوقت الذي رفعت فيه السلطة الحظر عن الكثير من انشطة حركة حماس في الضفة، هناك رفض لاقامة مهرجان انطلاقة حركة فتح في ساحة الكتيبة في غزة.

وعبر الهباش عن اعتقاده بان الحديث عن المصالحة سيطول ولن تتحقق في القريب العاجل الا اذا تغيرت معادلتان، هما الوضع العربي، وحركة الشارع الفلسطيني، مضيفا انه في ظل تباين البرامج السياسية للفصائل الفلسطينية فان الحكم والفيصل يجب ان يكون هو الشعب الذي يجب ان يتحرك ويضغط على من يعطل المصالحة ويشير اليه بوضوح.

من جهة اخرى، اوضح الهباش ان الازمة المالية التي تعاني منها السلطة الفلسطينية جوهرها سياسي، وتهدف الى الضغط على القيادة والشعب الفلسطيني للتخلي عن اقامة الدولة الفلسطينية، مضيفا: "انهم يخيروننا بين الراتب والدولة، ونحن نصر على الاثنين معا لانهما حق لنا".

وشبّه الهباش الازمة التي تمر بها السلطة بآلام المخاض الذي لا بد منه لولادة الدولة الفلسطينية، ورأى ان المخرج من هذه الازمة يكون بتحرك جماهيري يضغط لانهاء الانقسام، ويضغط على الاحتلال لكي يرحل.

ودعا الهباش الى عدم الانشغال بتقييم ما تم انجازه في الامم المتحدة بالحصول على دولة بصفة مراقب، والانتقال بدلا من ذلك الى التفكير بالخطوة التالية التي يجب ان تكون محاولة تكريس الدولة على الارض من خلال التحرك السياسي والدبلوماسي لرفع التمثيل الفلسطيني في كل دول العالم.

وافتتح الندوة مدير مكتب وزارة الاعلام في نابلس ماجد كتانة الذي رحب بالوزير الهباش والوفد المرافق له من وزارة الاوقاف، واشار الى الدور الهام الذي تضطلع به المساجد في توعية الناس باعتبارها اكبر وسيلة يمكنها مخاطبة الجماهير.

واكد كتانة ان المصالحة الوطنية باتت ضرورة ملحة، خاصة بعد حصول فلسطين على صفة دولة مراقب، بعد ظلم تاريخي لحق بالشعب الفلسطيني لاكثر من 65 عاما.