السبت: 11/01/2025 بتوقيت القدس الشريف

مشاركون يوصون بعدم التعامل مع الضحايا كأرقام

نشر بتاريخ: 24/12/2012 ( آخر تحديث: 24/12/2012 الساعة: 21:12 )
غزة - معا - أوصى مشاركون في ورشة عمل حول دور الإعلام الفلسطيني خلال العدوان على غزة بعدم التعامل مع الضحايا الفلسطينيين أثناء الحروب كأرقام، وإنما أنسنة قصصهم لإيصالها إلى العالم وتثبيت الرواية الفلسطينية.

كما أكدوا ضرورة تطوير الكادر الإعلامي، والإسراع في ترتيب البيت النقابي، مشيرين إلى أهمية تطوير المهارات الإعلامية للصحافيين، بخاصة إكسابهم لغات أجنبية كاللغة الإنجليزية.

جاء ذلك خلال ورشة عمل نظمتها دائرة العلاقات العامة بجامعة القدس المفتوحة تحت رعاية رئيس الجامعة أ. د. يونس عمرو، بعنوان: "تقييم دور وأداء الإعلام الفلسطيني خلال العدوان الإسرائيلي على غزة 2012"، يوم الإثنين الموافق 24/12/2012م.

كما أوصى المشاركون في الورشة بتطوير الكادر الإعلامي وتوظيف الإعلام المجتمعي بشكل أفضل، والعمل على إيجاد تواصل إعلامي ووضع خطة لكيفية التغطية خصوصًا وقت النزاعات والحروب.

وطالب المشاركون بالعمل على إعداد دراسة تضم كل أسماء المدن والبلدات والأماكن داخل الأرض الفلسطينية المحتلة ليتم تداولها بين الكل الصحافي واتفاق جميع الصحافيين على استخدام مصطلحات معينة.

كما دعوا إلى العمل على توجيه الإعلام للمؤسسات الحقوقية من خلال القيام بعمل ملف بالاشتراك مع تلك المؤسسات ليشمل جميع الانتهاكات الإعلامية والإنسانية خلال الحروب وتقديمها للمحاكم الدولية لمحاكمة إسرائيل.

وطالب المشاركون بالبدء الفوري بإعداد خطة إستراتيجية للإعلام الفلسطيني المحلي الرسمي والخاص، وبإيجاد أماكن بديلة للعمل، خصوصًا بعد الاستهداف المباشر لبعض المكاتب الصحافية لاستمرارية التغطية بالشكل السريع، وبتوفير إمكانيات ووسائل للحماية مثل السترات الواقية والسيارات المُصفحة.

وبدأت الورشة بتلاوة آيات عطرة من القرآن الكريم ثم الوقوف دقيقة حداد وقراءة الفاتحة على أرواح شهدائنا الأبرار، فالسلام الوطني الفلسطيني.

وافتتحت الورشة بكلمة نائب رئيس الجامعة لشؤون قطاع غزة د. جهاد البطش بالنيابة عن رئيس الجامعة أ. د. يونس عمرو، رحب خلالها باسم رئيس الجامعة بالإعلاميين ورؤساء الجامعات ومديري الفروع وجميع المشاركين.

كما أشار د. البطش إلى أن تنظيم جامعة القدس المفتوحة لهذه الورشة يأتي انطلاقًا من شعورها الوطني في تحسس قضايا مجتمعنا، وحرصًا منها على التفاعل الكامل مع مختلف شرائح المجتمع، كما تأتي ضمن خطة الجامعة الإستراتيجية بتنظيم كافة الفعاليات التي تساهم في دعم صمود شعبنا، ومنها المؤتمر العلمي حول الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال الإسرائيلي الذي أعلنت الجامعة عن انطلاقه بالأمس، وهذه الورشة الإعلامية، ومؤتمر العمل التطوعي الذي سينطلق بعد أيام، ومؤتمر الطفل الفلسطيني الذي سينطلق بعد فترة وجيزة.

كما ثمن د. البطش دور الإعلام والإعلاميين خلال الحرب الأخيرة على غزة، خاصة في فضح ممارسات العدو الصهيوني رغم كل ما تعرضوا له من مخاطر إثر استهدافهم المباشر، ما أدى إلى استشهاد عدد منهم وإصابة عدد آخر، وتدمير عدد من المؤسسات الإعلامية، مشيراً إلى دور الإعلام المميز في عكس صورة الوحدة الوطنية خلال الحرب الأخيرة في الضفة وغة والوقوف صفًّا واحدًا في وجه العدوان.

كما زف د. البطش بشرى للكادر الإعلامي الفلسطيني بشكل عام، بأن الجامعة، وإيمانًا منها بدور الإعلام وأهمية تطوير الكادر الإعلامي، ستفتتح تخصص الإعلام الرقمي.

وقسمت الورشة إلى محورين، وجاءت الجلسة الأولى بعنوان "الإعلام المرئي"، أما الجلسة الثانية، فكانت بعنوان "الإعلام الإذاعي والإلكتروني".

وأدار الجلسة الأولى مدير مركز الدوحة للإعلام بقطاع غزة الإعلامي عادل الزعنون، وأشار خلالها إلى بعض الإحصائيات الخاصة بالإعلام خلال الحرب الأخيرة، من عدد شهداء وجرحى ومؤسسات إعلامية مدمرة.

بدوره، أكد مدير مكتب الجزيرة بغزة الإعلامي وائل الدحدوح أن "هناك حقائق تفيد بأن هناك تحسنًا ملحوظًا في الإعلام الفلسطيني بكافة أذرعه ومقوماته رغم بساطتها، ورغم ذلك، فنحن بحاجة لتقييم مستوى الإعلام على الدوام"، داعيًا إلى تحليل أسباب هذا التحسن ودعمها.

من جانبه، قال الإعلامي د. أشرف المبيض من فضائية وتلفزيون فلسطين: "لحظة بدء العدوان على غزة، أوقفنا البث المباشر، وعلى الصعيد التحريري، ألغينا نشرات الأخبار وتوجهنا إلى موجة مفتوحة"، مضيفًا أن المصدر الأول للمعلومة كان المراسلين الذين بدورهم تحملوا مسؤولية المعلومات التي كانوا ينقلونها. وأنهى مداخلته مشيرًا إلى أن الإعلام الفلسطيني قدم شيئًا جديدًا، فكان مصدر الخبر فلسطينيًّا.

وأشار الإعلامي من فضائية الأقصى يونس أبو جراد إلى أنه "كانت هناك انطلاقة جديدة للتغطية الإعلامية، فلأول مرة يصمد الإعلام الفلسطيني أمام الإعلام الإسرائيلي، بل أصبح هو مصدر الخبر، ولأول مرة يضطر الإعلام الإسرائيلي لمحاورة الإعلام الفلسطيني".

كما تحدث الإعلامي يوسف أبو كويك من فضائية فلسطين اليوم عن تجربة فضائية فلسطين اليوم الإعلامية خلال الحرب الإسرائيلية، وما واجهته الطواقم من مخاطر خلال التغطية المباشرة لكافة الأحداث والمستجدات.

كما أعرب الإعلامي حازم البنا من قناة القدس الفضائية، التي تم استهداف مقرها في قطاع غزة، بأن القناة وأثناء فترة العدوان قررت تجنب استضافة رجال السياسة وتم التركيز على بث الروح المعنوية للشعب الفلسطيني.

وأدار الجلسة الثانية عميد كلية الصحافة والإعلام فى جامعة فلسطين أ. د. حسين أبو شنب، وأشار خلالها إلى أن وسائل الإعلام المجتمعية باتت الأكثر أهمية في العصر الحالي، وأن الإعلام الإلكتروني لم يعد اليوم يكتفي بالنص وحسب، بل بالنص متعدد الوسائط.

بدوره، أكد الإعلامي أحمد عودة من وكالة معاً أن الإعلام الإذاعي والإلكتروني عمل على تغطية أحداث الحرب على قاعدة مهنية، وبحث عن ملاحقة الحدث بالتفصيل دون أن يخضع ذلك للجانب السياسي على مدار 24 ساعة، لحشد رأي عام حول التصدي للعدوان الإسرائيلي، كما ابتعد عن السبق الصحافي واهتم أكثر بالدقة.

من جهته، أشار الإعلامي فادي عبيد من إذاعة صوت القدس إلى أن الإعلام المحلي له دور كبير جدًّا في نقل الصورة الحية، ولا يمكن لأي كان أن ينتقص من حق هذا الإعلام.

من جهته، تحدث الإعلامي حسين الجمل من إذاعة صوت الشعب عن دور الإذاعة في نقل الخبر بصورته الحية خلال الحرب على غزة، كما أشار إلى التحديات التي واجهت الإذاعات من عدم وجود الإمكانيات المادية من معدات وتجهيزات، وكذلك عدم وجود إدارة إعلامية مركزية مشتركة بين المؤسسات الإعلامية المختلفة.