السبت: 05/10/2024 بتوقيت القدس الشريف

واقع وقرارات وتحديات

نشر بتاريخ: 25/12/2012 ( آخر تحديث: 25/12/2012 الساعة: 20:46 )
بقلم : عبدالمطلب الشريف

من الواضح والجلي أن هموم الحركة الرياضية الفلسطينية وواقعها الصعب الناتج عن إرهاصات الإحتلال ومعيقاته باتت تؤرّق وتقضّ مضاجع النظام السياسي الفلسطيني والمسؤولين عن تسيير أمورها وسط هذه الحقول الشائكة من الألغام الإسرائيلية المزروعة في في طريقها بهدف نسفها وإخراج عربتها عن السكة ومنعها أو تعطيلها على الأقل من ولوج بوابات العالم ،لأن هذا الإحتلال يعلم علم اليقين أن الرياضة بأشكالها وألوانها المختلفة هي الوسيلة الأنجع والأنجح للإندماج مع العالم الخارجي والتشابك مع شعوبه وتبادل الثقافات وعرض الهموم والقضايا ، وبات يؤرق قادته هذا الإختراق الفلسطيني الواسع الذي أحدثته السياسة الرياضية الجديدة سواء كان ذلك بالإنطلاق والإنتشار على مساحات واسعة خارج الوطن أو استقدام كبارها وكوادرها ذكوراً وأناثاّ الى هنا حيث نحن صامدون ، مما جعلها وبحق سفيراً متنقلاً يجوب الأرض دولاً وقارات ويحمل في جعبته صوراً ومشاهد مشرقة عن شعب مناضل يتوق الى الحرية ويسعى للسلام ويملك من الإمكانيات البشرية والعقلية ما يؤهله ليكون شريكاً فاعلاً في إعادة صياغة المفاهيم الأخلاقية على أسس من الحب والبذل والعطاء ، وبذلك انقلب السحر على صاحبه وأخذت الصورة المشوهة التي بثتها وسائل الدعاية الصهيونية على مدى عقود طويلة تتبدل ويخفت بريقها .

واستمراراً لهذه الجهود المضنية التي بذلتها القيادة الرياضية ولا زالت ممثلة بربانها اللواء جبريل الرجوب لتوسيع هذا الإختراق جاءت قرارات المكتب التنفيذي للجنة الأولمبية لإعادة هيكلة الإتحادات والمؤسسات الرياضية على أسس تنسجم وتتماشى مع النهضة الكبيرة التي تشهدها الرياضة العالمية وبما يحقق الطموح الفلسطيني في اللحاق بها بعد سنوات عجاف قد نتحمل جزأً صغر أم كبرمن المسؤولية عن حالها الى جانب السياسة الإسرائيلية الممنهجة لقتلها وطمس معالمها .

وأعترف هنا أنني وكغيري من أعضاء رؤساء وأعضاء الإتحادات الرياضية قد توجسنا خيفة من هذه القرارات في قراءتنا الأولية لها ، وبدأت الإتصالات والتساؤلات تصدر من هنا وهناك – وزادت بالتأكيد ارباح شركة جوال – حول مغزى هذه القرارات والأهداف المستترة خلفها ، وكثرت التحليلات واختلفت الآراء بين معارض ومشكك وموافق على استحياء .

أيام مرّت قبل أن تنقشع غمامة صيف علت سماءنا في فصل الشتاء ، وبدت الأمور والأهداف واضحة وجلية وضوح السماء من خلال ما صرح به صاحب القرار في مقابلته الصحفية مع تلفزيون فلسطين وما أكد عليه في اجتماعه في مقر اللجنة الأولمبية مع رؤساء الإتحادات وبعض الكوادرمما أعاد القلوب الى مواضعها بعدما بلغت قرب الحناجر .

وها نحن نقف اليوم على أعتاب مرحلة جديدة عنوانها مراجعة الماضي لتحسين الحاضر والمستقبل من خلال تفاهم واضح بين القيادتين السياسية والرياضية ودعم أكيد من الفصائل والعناوين الوطنية لإعادة صياغة منهج وأساليب العمل الرياضي على أسس وطنية شمولية بعيداً عن الذاتية والفئوية البغيضتين ، بإشراك كل عناصر المجتمع وشرائحه كل حسب قدرته واختصاصه بدأً من القاعدة العريضة مدارس التربية والتعليم ومروراً بالأندية والمراكز والإتحادات والمؤسسات الرياضية وغير الرياضية لحياكة ثوب رياضي فلسطيني بمقاس الطفل والشاب والكهل داخل الوطن وخارجه .