الموت يداهم أحد المشجعين في مباراة ساخنة بين إتحاد خان يونس وإتحاد الشجاعية

بيت لحم- معا - تقرير يوسف صادق- لم يعلم الشاب "فايق علي عاشور البنا" إبن الثانية والاربعين أنه قادم الى الموت المحقق، فيما هو ذاهب لمشاهدة فريقه الذي احبه منذ أن أنشا نادي إتحاد خان يونس البلدي، فعلاقته بالنادي لم تكن طبيعية، سيما وأنه يسكن بجوار المدينة الرياضية جنوب مدينة خان يونس.
هذا الرجل الذي قضى نحبه وترك خلفه عشرة اطفال يلتحفون السماء ويفترشون الارض وكشك صغير كان لابيهم يبيع الحلوى للاطفال.
فقد كان فايق البنا على موعد مع لقاء كروي هام يجمع إتحاديَ خان يونس والشجاعية عصر أمس، بينما همت زوجته "أم علي"، بتحضير بعض ما صنعت من الحلوى، ربما تباع وسط إزدحام الجمهورين ومحبي كرة القدم وعاشقي الرياضة الفلسطينية.
أما القصة فبدأت عندما إمتلأت المدرجات عن بكرة أبيها، في مهرجان رياضي كروي
للفصل بين المرتبة الاولى والثانية في المجموعة الثانية من الدوري التصنيفي،
والتي جمعت فريقي إتحاد خان يونس وإتحاد الشجاعية على ملعب استاد المدينة
الرياضية فى خان يونس.
كان اللقاء ساخنا جدا عندما أصيب لاعب إتحاد خان يونس "عيد العكاوي" بكسر في
ثلاثة ريش من أضلاعه (7-8-9)، كما كانت المدرجات أكثر سخونة، وبدأت الهتافات
تعلو من عاشقي الاتحادين "خان يونس والشجاعية"، وسط إطلاق نوع من المفرقعات الخطرة التي قد تصيب لاعبينا ومحبينا.
وقبل نهاية الشوط الاول من المباراة بدقيقتين، بدأت الامور تسخن في المدرجات،
وتحولت أرضية الملعب الى مايشبه ساحة الحرب الحقيقة نتيجة تبادل إطلاق الرصاص بشكل كثيف مابين الجماهير الرياضية التى ملأت كافة المدرجات ورجال الشرطة الفلسطينية التى تدخلت للسيطرة على الموقف ومنع أحداث الشغب التى إندلعت .

المباراة جاءت بصورة طبيعية حين بادر إتحاد خان يونس بالتقدم وإفتتاح التسجيل
فى الدقيقة ( 55 ) عن طريق اللاعب معالي كوارع من كرة عرضية أرسلها اليه زميله
رائد فارس أسكنت شباك حارس مرمى إتحاد الشجاعية إياد دويمة، ثم دخلت المبارة لاستحواذ فريق الشجاعية لتعويض الهدف والخروج بالتعادل في أقل تقدير، بينما إعتمد إتحاد خان يونس على الهجمات المرتدة التي أضاع من خلالها ثلاثة فرص حقيقية، أحدها ضربة جزاء واضحة بعد أن لمسها اللاعب صائب جندية بيده.
وقبل نهاية الشوط الثاني الاصلي بدقيتين خطف اتحاد الشجاعية التعادل، وبعدها
توقفت المباراة وسط اعمال شغب كبيرة خارج المستطيل الاخضر، تطورت الى إطلاق نار بشكل كثيف من قبل شرطة حفظ النظام مما حدى بطاقم التحكيم بقيادة "سعدو مقبل" ومساعديه على الهباش وسعود حمد الى عدم استكمالها واتخاذ قرار نهائى بذلك نتيجة غياب الأمن والأمان على حد وصف سعدو مقبل 0
يقول عضو مجلس إدارة نادي إتحاد خان يونس "إبراهيم العقاد"، كانت مباراة رائعة
ومثيرة ، حماسية لأبعد الحدود، والكل انتظر العرس الرياضى على أحر من الجمر،
لكن النهاية تحولت الى نكبة جديدة تسجل فى قاموس رياضتنا الفلسطينية التى تشوهت بأعمال الشغب.وأضاف عضو مجلس الادارة، إن الفلتان الامني تغلغل وإزداد شيئاُ فشيئاً حتى وصل ملاعبنا الرياضية، فى زمن لايبشر بخير، مشيراً الى أننا في النادي فقدنا أخاً وصديقاً وزميلاً مخلصاً وفياً "فايق عاشور البنا" .. وتحولت الأفراح الرياضية الى أحزان وأتراح ورفعت الرايات السوداء حداداً "وواصل العقاد كلامه بصعوبة بالغة بعد الخبر المفجع المتمثل بوفاة أحد مشجعي ناديه متأثراً بإصابته برصاص الشغب الجماهيرى الذى اقتحم مباراة الأمس بين إتحاد خان يونس مع ضيفه إتحاد الشجاعية فى إطار لقاءات الدورى التصنيفى لكرة القدم، واصل العقاد حديثة قائلا : توفى فايق على عثمان عاشور ( 42 ) عاما أحد أبناء النادى المخلصين بعد إصابته بطلق نارى طائش لم يعرف مصدره وتعرض للإصابة خارج أسوار إستاد المدينة الرياضية بعدما أخلت الشرطة الفلسطينية كل من فى الملعب فإمتدت أعمال الشغب خارجه ليصاب المرحوم بإذن الله فايق عاشور بقدمه وتم نقله الى غرفة العمليات فوراً الى المستشفى الأوربى لنسمع بعد مرور ست ساعات على دخوله المستشفى خبر الفاجعة بوفاته " .
وأكد العقاد أن مجلس إدارة الإتحاد أعلن الحداد لمدة ثلاثة أيام حداداً على روح
شهيد الرياضة الفلسطينية، مؤكداً إيقاف جميع النشاطات الرياضية للنادي، موضحا
أن مجلس إدارة النادي رفع تقريره للاتحاد الفلسطيني لكرة القدم وشرح تفاصيل كل
ما حدث.
ووجه مجلس إدارة نادي إتحاد خان يونس خالص تعازيه الى اهل الفقيد، سائلين الله
أن يلهم أهله الصبر والسلوان.