حماس: خطاب الرئيس عباس يحمل إساءة بالغة للمقاومة الفلسطينية
نشر بتاريخ: 09/08/2005 ( آخر تحديث: 09/08/2005 الساعة: 15:27 )
غزة-معا- قال سامي أبو زهري المتحدث الإعلامي باسم حركة حماس في حديث خاص لوكالة معا ان خطاب الرئيس محمود عباس يحمل إساءة بالغة للمقاومة الفلسطينية، وذلك حينما استشهد بأحد الأخطاء التي وقعت بها إحدى فصائل المقاومة، متابعا أن "الرئيس نسي القول أن هذه صواريخ المقاومة هي السبب في دحر الاحتلال عن أرضنا".
وقال أبو زهري ان خطاب الرئيس ظهر اليوم لم يتضمن أية إشارة للمقاومة باعتبارها سببا رئيسيا لاندحار الاحتلال، مضيفا:" نؤكد في هذا السياق أن ما يجري هو انتصار كبير لشعبنا الفلسطيني، ولأول مرة تتمكن المقاومة الفلسطينية أن تكرر تجربة حزب الله في جنوب لبنان وتطرد الاحتلال عن جزء من أرضنا"، متابعاً:" الاحتلال يخرج بالمقاومة وليس بالمفاوضات، وسبق ان قال الاحتلال بنفسه وبشكل واضح أن انسحابه احادي الجانب أي دون تفاوض، وما يجري اليوم يؤكد أن المقاومة هي الخيار الاستراتيجي لشعبنا وليس المفاوضات".
وانتقد أبو زهري حديث الرئيس "أبو مازن" عن الاحتفالات بالانسحاب الإسرائيلي قائلا:" تحدث الرئيس عن ضرورة عدم المبالغة بالاحتفالات وهذا أمر يثير استهجاننا لأن السلطة هي التي بدأت بهذه الاحتفالات منذ الأسبوع الماضي وتمتلئ صفحات الصحف عن إعلانات وعقود لشركات عقدتها السلطة بخصوص الاحتفالات التي ستجريها، وهناك أنباء دقيقة حسب ما يصدر عن السلطة الفلسطينية بإنفاق مئات الآلاف من الدولارات للإنفاق على هذه الاحتفالات "مؤكدا في هذا الشأن أن حماس لن تستنكف عن هذه الاحتفالات من خلال المشاركة في الاحتفالات العامة التي تدعي لها الحركة أو من خلال احتفالاتها الخاصة التي ستعلن عنها ببرنامج معين في الوقت المناسب حسب ما أفادنا به.
وعلق أبو زهري على حديث الرئيس حول الانسحاب واصفا إياه بالحديث العام، حيث لم يشر الرئيس برأيه لأي ضوابط وآليات يمكن ان تخلق حالة من التوافق المدني حول هذا الملف، وخاصة حينما قال الرئيس يجب أن نحمي هذا الإنجاز.
وحول تأجيل الانتخابات وما ورد في خطاب الرئيس قال أبو زهري:"إن التبرير الذي ورد في خطاب الرئيس حول تأجيل الانتخابات التي كان من المزمع عقدها في السابع عشر من يوليو/تموز الماضي ونحن في حركة حماس رفضنا هذا التبرير في حينه ونؤكد على تمسكنا بموقفنا من إجرائها في أقرب وقت ممكن قبل نهاية العام الحالي، وبالتالي نتحفظ على ما أعلن اليوم عن عقد الانتخابات في يناير /كانون ثاني المقبل".
وعما يخص قضية التجنيس قال أبو زهري:" كرر الرئيس الحديث عن قضية التجنيس، ورغم انه حاول تبرير ذلك إلا أننا نعتبر أن الصيغة التي يجري الحديث من خلالها حول هذه المسألة تخلق الالتباس وتفسح المجال لاستغلال هذه الدعوات بما يخدم مشاريع التوطين وإلغاء حق العودة".
وأما بالنسبة لتعليق عمل لجنة المتابعة العليا الذي اعلن عنه أمس قال :" اللجنة تمارس عملها وليس هناك جديد في هذا الأمر وهناك لقاء لها اليوم في السابعة مساء".
وفي سؤال ل "معا" عن إصرار الحركة على تشكيل لجنة وطنية تشرف على ملف الانسحاب قال :" إيمانا من حركة حماس بضرورة إنجاح هذا الإنجاز طالبنا بتشكيل لجنة وطنية لكن كل ما يطرح من صيغ هو صيغ شكلية من قبل السلطة، وإذا استمر الوضع على هذا الحال فموقف الحركة انها لن تزاحم في هذا الموضوع والسلطة هي من سيتحمل بالكامل المسؤولية أمام شعبنا من حيث الفشل أو النجاح".
وحول ما ورد عن الوزير محمد دحلان عن معارضته التامة لتشكيل أي جسم سياسي يشرف على إدارة ملف الانسحاب قال أبو زهري:" اللجنة الوطنية التي نطالب بها ليست جهة سياسية إنما هي لجنة وطنية متخصصة للإشراف على هذا الملف تشبه اللجان المشكلة لمقاومة الجدار والمسؤولة عن ملف القدس وليست بديلا عن السلطة أو أي من المؤسسات القائمة، ولا تهدف للإسهام بادارة خاصة في القطاع وما يصدر عن بعض الشخصيات في السلطة وخصوصا دحلان والمبررة في ان تشكيل أية لجنة سيكون موازيا للسلطة هو مجافي للحقيقة ولا يهدف إلا لمحاولة السلطة تبرير تعطيل تشكيل هذه اللجنة مضيفا أن سبب عدم تشكيل هذه اللجنة يعود إلى ما أسماه:" عقلية التفرد التي تحكم أداء السلطة والتي لا زالت متواصلة بكل أسف في العديد من المجالات "
وفيما يتعلق من اتهامات للفصائل أنها لم تشارك بأية استشارة أو مساعدة في المجال الفني والتقني من خلال اللجان الفنية للإشراف على ملف الانسحاب قال :" يجب التمييز بين أمرين بين اللجان الفنية واللجنة الوطنية، فاللجنة الفنية تعمل في الميدان وتضم خبراء وهي تابعة للسلطة ونحن لا نتحدث عن هذه اللجان، إنما نتحدث عن لجنة اشراف تشارك فيها القوى الرئيسة تضع الضوابط والضمانات للتصرف في هذه الأراضي والملكيات بشكل يخدم الصالح الفلسطيني وبالتالي متابعة ما يتم التوافق عليه، ولكن السلطة رفضت ذلك، والحديث عن ان الفصائل منشغلة بصياغة البيانات كما قال دحلان فعليه أن يتذكر ان هذه القوى هي التي حررت هذه الأرض ودفعت أغلى ما تملك ويكفينا اننا قدمنا خيرة قادتنا وفي مقدمتهم الشيخ أحمد ياسين في اللحظة التي كانت فيها السلطة لا تجيد سوى التفاوض مع الاحتلال، ويجب أن يكون خطاب السلطة متوازنا يراعي مشاعر شعبنا الفلسطيني الذي دفع أغلى ما يملك من دماء أبنائه لتحرير هذه الأرض".
وعن برنامج حماس السياسي والعسكري بعد الانسحاب الإسرائيلي من قطاع غزة قال :" فيما يخص الجانب السياسي فنعتقد أن الفساد على الساحة الفلسطينية والتراجع الخطير لا يمكن علاجه إلا عبر صندوق الاقتراع لإحداث تغييرات جذرية وان استمرار تأخير الانتخابات لن يؤدي إلا إلى المزيد من التراجع على. أما على الصعيد العسكري فالاندحار الإسرائيلي يؤكد جدوى المقاومة ولذلك نحن متمسكون بسلاحنا وخيار المقاومة اما كيف ستكون الأشكال في ظل التحولات الجديدة فهذا يحتاج إلى دراسة تناسب المرحلة الجديدة".