لاجئون هربوا من القصف في سوريا ليواجهوا حياة صعبة في غزة
نشر بتاريخ: 29/12/2012 ( آخر تحديث: 30/12/2012 الساعة: 17:45 )
غزة- تقرير معا - "منازل أصبحت خالية من سكانها, وشوارع امتلأت بالجثت التي تجوارها الأجسام الحية المهجرة قسراً من منازلها , والتي أخذت من جانبي الطرق مكاناً للنوم".
هذا هو حال اللاجئين الفلسطينيين في المخيمات بسوريا, فلا مأوى ولا طعام ولا أمن يحمي حياتهم التي أصبحت مهددة بالفناء في كل لحظة, مما دفعهم للهرب في المناطق والدول المختلفة ,لتكون غزة حاضنة لبعض منهم على أمل أن توفر لهم ما افتقدوه هناك, في مشهد أعاد ذاكرتنا لنكبة عام 1948 والتي هجر فيها الفلسطينين من قراهم ومدنهم.
اللاجئ الفلسطيني صبحي الذي وصل الى غزة قادماً من سوريا منذ 25 يوماً برفقة زوجته وابنته بين لـ معا أن أوضاع اللاجئين الفلسطينيين في سوريا صعبة للغاية,مبيناً أن مخيم اليروموك يواجه الخطر الأكبر, فأطفاله ونسائه أصبحت تنام في الشوارع , وأغطيتهم هي ملابسهم التي يرتدونها.
وأضاف: "بيوتنا انسرقت واحتلوها, وأهلي هربوا من المخيم وتشتتوا في مناطق كثيرة, وأنا جئت لقطاع غزة كوني فلسطيني لاجئ".
وأكد صبحي أنه كان يأمل في الحصول على حياة كريمة في غزة , مبيناً أنه يعيش حياة صعبة للغاية, فلا سكن ولا عمل ولا مال يوفر له لقمة عيش, مضيفاً :" الحرب والدمار اللي عشتها بالمخيم أريح من حياة الذل , ما حدا دور علينا بغزة".
وأشار الى معاناته في الوصول الى غزة, مبيناً أنه مكث ما يقارب 6 أيام على الحدود بين مصر وليبا.
وطالب صبحي الحكومة الفلسطينية أن تنفذ ما وعدت به للاجئين السوريين , وأن تأمن لهم حياة في غزة.
حال عائد عبد الله يختلف قليلاً عن سابقه فمعاناته تكمن في الخوف والقلق المستمر على ابنه حسام الذي يدرس في سوريا.
وبين عبد الله لـ معا أنه كان يسكن سوريا ولكنه عاد الى غزة في عام 1998 , وأرسل ابنه لاكمال دراسته في الجامعات السورية , قبل أن تسوء الأوضاع هناك.
وقال عبد الله: "حاولت أجيب ابني لغزة ما قدرت", مبيناً أنه بعد صعوبات كثيرة حصل ابنه على تأشيرة ولكن أغلق المطار, ليعاد فتحه بعد انتهاء التأشيرة , مما تطلب تجديدها , مبيناً أن المصاريف باهظة جداً هناك.
وأكد عبد الله أنه يتابع أخبار سوريا عن طريق وكلات الانباء , وفي اتصال مع ابنه والذي استطاع بصعوبة بالغة اجرائه, بين له ابنه أنهم يعيشون أوضاعاً مأساوية فلا يوجد ماء للشرب, ولا طعام الا قليلاً والذي ارتفع سعره بشكل كبير.
ووجه عبد الله رسالة للقيادة الفلسطينية, مطالباً اياها بحماية أبناء الفلسطينيين اللاجئين في سوريا.
زوجة عبد الله والتي بدأت حديثها بالبكاء من شدة قلقها على ابنها , قالت:" بظل خايفة خاصة لما يقولوا في انفجار, ما بنام ولا باكل بظل قلقانة , ما برتاح الا لما أطمأن على ابني من أهلي واخواتي بسوريا , لما يحكولي انه لسا عايش ".
الخبير في شوؤن اللاجئين الفلسطينيين سمير أبو مدللة , أشار الى أن الأزمة في سوريا هددت ما يقارب 150 ألف فلسطيني يقطنون في المخيمات خاصة في مخيم اليرموك, مشيراً الى أنه حتى هذه اللحظة سقط ما يقارب 80 شهيداً في اشتباكات بالمخيم.
وأكد أبو مدللة أن الموقف الرسمي ضعيف , وأن السطة لم تتخذ خطوات جدية سواء على مستوى الرئاسة أو منظمة التحرير أو دائرة شوؤن اللاجئين, مبيناً أن كل ما يصدر هي فقط نداءات تنادي بالمحافظة على سلامة اللاجئين الفلسطينيين وتأمين عودتهم, دون أخذ خطوات جدية لحمايتهم.
وقال: "يجب على الرئيس أبو مازن ورئيس دائرة اللاجئين بمنظمة التحرير البدء بالتحرك بشكل فعلي لحماية اللاجئين الفلسطينيين في سوريا, وتأمين ما يحتاجه اللاجئين الذي لجئوا الى لبنان والمناطق الأخرى لحين عودتهم لمخيماتهم في سوريا".