ثوري فتح يتخذ عدة قرارات .. ويدعو العرب الوفاء بالتزاماتهم
نشر بتاريخ: 29/12/2012 ( آخر تحديث: 30/12/2012 الساعة: 01:47 )
رام الله - معا - عقد المجلس الثوري لحركة التحرير الوطني الفلسطيني "فتح" دورته العـادية العاشرة دورة " الانطلاقه وتجسيد الدولة " وذلك في المقر الرئاسي في مدينة رام الله (26-28) كانون الثاني 2012 ، بحضور ومشاركة الرئيس محمود عباس " ابو مازن " رئيس الحركة وأعضاء اللجنة المركزية .
وأدان المجلس قرار الاحتلال بمنع عدد من أعضاء المجلس من لبنان والشتات ومن قطاع غزة من الوصول لحضور الاجتماعات، ومواصلتة لاعتقال عضو اللجنة المركزية للحركة المناضل مروان البرغوثي .
وانطلقت أعمال الدورة في جلستها الافتتاحية بالنشيد الوطــني الفلســـطيني، والوقوف دقيقـــة صمت وتــــكريم وتخليد لارواح شهداء الشعب الفلسـطيني والثورة الفلسطينية التي يتزامن ذكرى انطلاقتها 48، وشهداءالأمة العربية.
وحيّا أمين سر المجلس امين مقبول شهداء الثورة ومناضلي الحركة الوطنية الفلسطينية في ذكرى الانطلاقه العظيمة، مؤكداً ان حركة فتح على عهدها ووعدها بمــواصلة النضال والكـفاح حتى تحقيق غايات وطموحات شـــعبنا في تـجـسيد حقوقه الوطنية وتقرير مصيره بإرادته الحــرة في الدولة الفلسـطينية المستقلة، واستهل المجلس أعماله بكلمــة الرئيس، التي جاءت وافية وشاملـة للمواضيع السياسية والوطنية والحركيــة التي تؤثر في القضية الوطنيــة بمختلف مساراتها .
وأكد الرئيس ان الانجاز الوطني في رفع مكانة فلسطين في الامم المتحده سيعقبه مواجهـــة كبيرة وتحديات عظيمه تتطلب الوحدة والتضامن والعمل الجاد والمثابر من الكل الفلسطيني وفي المقدمة حركة فتح صانعة الانطلاقة وطليعة الثورة وقائدة المشروع الوطني ، مشدداً عــلى أننا نأخذ التـــهديدات على محمــل الجد والمسؤولية، ولكننا لن نساوم على أرضنا ووطننا ، وشكر كل الدول التي انحازت الى جانب الحق الفلسطيني داعياً الى تراجع الدول التي صوتت ضد القرار .
وأضاف الرئيس أن وحده الشعب الفلسطيني وقواه الوطنيـــــه وانجاز مصالحة وطنية شاملة، ضمان للتحرر والاستقلال الوطني، داعياً الى الشروع في تنفيذ الاتفاقيات التي أنجزت في الدوحه والقاهرة عبر تعزيز المشاركة السياسيه واستئناف الحياة الديمقراطية بالانتخابات الحره، لبناء نظام قوي بإرادة الشعب الفلسطيني. وجدد الأخ الرئيس تمسكه بقرار استئناف المفاوضات مشروطاً بتنفيذ الإلتزامات وفي المقدمه وقف الاستيطان الباطل على أراضي الدوله الفلسطينيه والقدس عاصمتنا الابديه.
وقد ناقش المجلس الثوري وفي نطاق ثلاثة أيام، كافة القضايا على جدول أعماله السياسية والوطنيه والحركيه بعد استماعه لتقارير أمانة سر المجلس وتقرير اللجنة المركزية ومفوضياتها ولجان المجلس .
وفي معرض نقاشات أعضاء المجلس ومداخلاتهم والبحث العميق سياسياً ووطنياً، وافرد المجلس جلسات مطوله للوضع الداخلي للحركه وكيفية تنشيط أطر الحركه ومفوضياتها وتعزيز روح التضامن والفعل الفتحاوي الخلاق والمبدع ، لرفع شأن الحركه باعضائها باعتبارها قائدة مسيرة التحرر والبناء .
وفي ختام اعماله أقر المجلس البيان التالي :
اولاً: الوضع السياسي : بحث أعضاء المجلس مستقبل العمل السياسي في ضوء الانجاز الفلسطيني في الأمم المتحده وعلمه بالتحديات والعقبات التي تعترض المشروع الوطني في المرحله المقبلة، مؤكداً على التالي :
حيا المجلس الثوري الاداء والجهد الفلسطيني المثابر في المستويات كافة ، والذي أنجز نصراً سياسياً برفع مكانة فلسطين الى دولة مراقبة في الامم المتحده ويؤكد اعتزازه بالاصرار الذي مثله الرئيس محمود عباس ، وعدم تراجعه أمام كل الضغوضات والتهديدات التي واجهها.
شكر المجلس الثوري كافة الدول التي وقفت الى جانب الحق الفلسطيني وساندته ويخص بالشكر المجموعات الإقليميه والدولية ، من دول عدم الانحياز، والدول الاسلاميه ، والعربية ، والدول الاسيويه، والاوروبية، والافريقيه واللاتينيه.. وكافة الدول المركزية والمحورية التي ساندتنا تاريخياً ووقفت الى جانبنا، ويؤكد أن هذا الموقف لن ينساه الشعب الفلسطيني ..وسيبقى خالداً في اذهانه وذاكرته على مر التاريخ .
ودعا المجلس كافة الدول التي امتنعت عن التصويت الى الاعتراف بالقرار الاممي وانفاذه وكذلك تراجع الدول الرافضه والمعارضه .. ويدعو في هذا الاطار الى قيام علاقات ثنائيه مع كل الدول انفاذا للقرار الاممي .
كما دعا المجلس الثوري الامم المتحدة عبر امينها العام للاطلاع بمسؤولياتها في حماية الدوله الفلسطينية شعباً وارضاً ومقدرات من الاحتلال الاسرائيلي وتعدياته المستمره .
ويطلب المجلس من القيادة وضع الاليات الكفيلة بانضمامنا للمؤسسات والمنظمات التابعه للامم المتحده وبروتوكولتها المختلفه .
وراى المجلس الثوري أن مواجهة التهديدات المستمرة والمتواصلة يتطلب موقفاً فلسطينياً حازماً ..قائم على وحدة النظام السياسي الفلسطيني بقيادة منظمة التحرير الفلسطينيه وعلى برنامجها وثوابتها المعلنة.. واسقاط اي محاولات للمساس بوحدانية تمثيل الشعب الفلسطيني أو ازدواجية تمثيله، ودعا في هذا الصدد الى المباشره في تنشيط تفعيل مؤسسات منظمة التحرير وانخراط كافة الفصائل في اطارها .
ورفض المجلس الثوري وبشكل مطلق مبدأ الدولة ذات الحدود المؤقته ويدين أي استجابه من أي طرف كان لتساومه مع هذه الأطروحات وخاصة التي تهدف الى انهاء المشروع الوطني وفرص قيام الدوله المستقله على حدود "67" وعاصمتها القدس .
وساند المجلس الثوري بشكل تام الموقف الفلسطيني المتمسك بانهاء الاستيطان لاستئناف المفاوضات ، ويرى ان أي مبادرات لا تلزم حكومة الاحتلال على وقف الاستيطان كمقدمه لازالته لن توفر أرضية لاطلاق مفاوضات جادة ، معتبرا ان الاستيطان فعل غير شرعي وباطل منذ الحجر الأول على أي أرض فلسطينيه في حدود "1967" بموجب القانون الدولي والآرادة الفلسطنيه
وطلب المجلس الثوري الدول العربية الى الوفاء بالتزاماتها بحق الشعب العربي الفلسطيني بانجازه جزءاً أصيلاً من الامم العربيه ويرى أن تلكؤ الدول العربية في ذلك لهم فيه تعقيد لحياة الشعب الفلسطيني فيما يعارض ارادة الامة العربيه ويتوافق مع رغبات أعدائنا .
ودعا المجلس الثوري الى تنشيط وتفعيل المقاومة الشعبية في كافة الأماكن خاصة مواقع الاحتكاك والاشتباك المختلفه وتوفير الإمكانيات الكفيلة بتعميمها ونجاحها وتعرية الاحتلال وعدوانه على شعبنا وأرضنا أمام العالم .
واكد على مقاطعة منتجات الاحتلال الإسرائيلي أي كان لصالح المنتج الوطني الفلسطيني وتعزيز هذا التوجه باعتباره جزء أصيل من فعاليات المقاومة الشعبية الشاملة .
ثانياً :- الوضع الوطني وإنهاء الإنقسام:
بحث المجلس الثوري الواقع الوطني الفلسطيني في ظل العدوان على غزة والقرار الاممي بحصول فلسطين على صفة الدوله المراقب، وآفاق المصالحة الوطنية وانهاء الانقلاب والانقسام والآثار التي ترتبت على ذلك ، وأكد المجلس التالي :
1- إن وحدة شعبنا وتفاعلاته الشامله ميدانياً وجماهيرياً، ودبلوماسياً كانت الحاسمه في وقف العدوان الاسرائيلي على غزة والمجلس الثوري يحيي شهداءنا الذين سقطوا على أرض غزة والضفه الغربية في مواجهة العدوان، ويحيى وحدة شعبنا التي تقهر العدو وتحطم مخططاته ويدعو الى الانتقال من دائرة الوحده في ساحة المعركه الى الوحدة في نطاق الهوية الوطنية ومسيرة التحرر ونبذ كل اشكال الخلاف والتدمير الذاتي .
2 – يرى المجلس الثوري أن الشعب الفلسطيني وقضيته الوطنية عانت ويلات الانقلاب وآثارة المدمرة وأن شعبنا وقواه الحية الوطنية والمدنية والاجتماعيه يتطلعون لانهاء الانقلاب وما نتج عنه من انقسام يهدد وحدة الوطن والشعب وتهدد مسيرة التحرر الوطني الذي دشنته فتح بانطلاقتها وقيادة الثوره الفلسطينيه المعاصره .
ويؤكد المجلس الثوري ان المصالحة الوطنية تتطلب تجاوز عقلية الانقلاب والانتقال لمستوى طموحات شعبنا وحقوقه والمباشره في تنفيذ ما اتفق عليه في الدوحه والقاهره وفي المقدمه تمكين الشعب الفلسطيني من ممارسة حقوقه الأساسيه بالانتخاب والرأى والتعبير والتهيؤ لاجراء انتخابات رئاسيه وتشريعية ووطنية.
3- يدعو المجلس كافة الفصائل الى الاضطلاع بمسؤولياتها الوطنية في تحقيق الوحدة الوطنية وتقوية الجبهة الداخليه وعدم الحياد عن الهدف الفلسطيني الأصيل وغايات وأهداف الثوره الفلسطينيه وتضحيات شعبنا وتوفير مقومات انجاز المصالحه الوطنيه عبر انهاء الانقلاب واستعادة وحدة الوطن .
4- المجلس الثوري يدين بشدة ما تعرض له اهلنا في سوريا الشقيقه من جرائم بشعة ويرفض أي محاولة للزج بهم في أتون الصراع الدائر هناك ، ويؤكد على الموقف الثابت بعدم التدخل في الشؤون الداخليه للاشقاء العرب وأي عمل يتجاوزه يقع في خانة التجريم والادانه ويؤكد المجلس على ضرورة اتخاذ جميع الاجراءات اللازمه لتقديم العون والمساعده لأبناء شعبنا الصامدين في سوريا والمهجرين في دول الجوار دون إبطاء .
5 - يحيي المجلس الثوري جماهير شعبنا في الساحه اللبنانيه ويثمن عالياً صمودهم ودورهم الأصيل في تحمل مسؤولياتهم الوطنية، كما أكد المجلس على اهمية تقديم كل الامكانيات اللازمه للتخفيف من معاناتهم وتوفير سبل العيش الكريم الذي يعزز التمسك بحق العودة ورفض كل شعارات التوطين.
6- المجلس الثوري يحيي الدور النضالي والبطولي لأسرانا البواسل ويؤكد على اهمية تعزيز صمودهم والاهتمام الجاد بكل قضاياهم وفي مقدمتها السعي الحثيث للافراج عنهم وإطلاق سراحهم وإنجاز ما يلزم من إجراءات وفعاليات تخدم هذا الهدف بما فيه تدويل القضيه باعتبارهم أسرى حرب وفق القوانين والمواثيق الدوليه خاصة بعد حصول فلسطين على مكانة دولة غير عضو في الامم المتحده .
7- المجلس الثوري يؤكد على إيلاء مدينة القدس اهمية خاصة في ضوء الهجمه الاستيطانيه الشرسه ومحاولات تهويد المدينه المقدسه ، بتجنيد وتوظيف كل الطاقات والامكانيات الحركيه والوطنيه من أجل الحفاظ على هويتها الوطنيه والقوميه والانسانيه باعتبارها العاصمه الابديه للدوله الفلسطينيه وتوحيد الجهود وحشد الدعم اللازم على كل المستويات لهذا الغرض ومطالبه الدول العربيه والاسلاميه بالوفاء بالتزاماتها الماديه والاخلاقيه اتجاه أولى القبلتين وثالث الحرمين .
ثالثاً:- الوضع الداخلي الحركي:
تركزت المداخلات من رئيس الحركة وأعضاء اللجنة المركزية والمجلس الثوري في صلب الوضع الحركي بشموليته، من حيث أداء المؤسسات القيادية في مستوياتها العليا والوسطى والقاعدية وأداء المفوضيات المختلفــة والاجهزه المركزيه للحركه .
وقد عكست النقاشات الجاده والمعمقه حجم المسؤولية والأهميه لتصليب البناء وتعزيز قوة الحركة وتمكين أعضائها وكوادرها من المشاركه في الحياة التنظيميه. وأكد المجلس على اهمية استعادة روح التضامن والالتزام بمبادئ العمل الفتحاوي واطلاق روح المبادرة واشاعة الحياة التنظيميه والشروع الفوري في عملية البناء الديمقراطي في الاطر الحركيه الشعبيه والتنظيميه في الداخل والخارج عبر توحيد عمل المنظمات الشعبيه واجراء الانتخابات في الأقاليم في المحافظات الشماليه والجنوبيه والاقاليم الخارجيه لتصليب وتنظيم الهياكل الحركيه وتهيئة مكونات المؤتمر العام السابع في موعده النظامي صيف 2014 .
وفي هذا الشأن اتخذ المجلس الثوري القرارات المناسبة واللازمة لتدشين مرحلة جديده من العمل قائم على الأخوة والمحبة والتضامن والعمل الدؤوب والمثابر وتم تفويض اللجنه المركزيه المباشره الفوريه في تنفيذها .
وقد تزامنت الدورة مع الذكرى "48" للانطلاقه التي دشنت فيها حركة فتح لمرحلة جديدة من الكفاح الوطني والمقاومة أعادت الروح للقضية الوطنية وثبتت الهوية والكيانيه الفلسطينية وقادت من خلالها فتح الثوره الفلسطينيه المعاصرة ، وهنا يهنئ المجلس الثوري الشعب الفلسطيني والأمة العربيه، وكل مناضلات ومناضلي حركة فتح الذين ضحوا بأرواحهم لأجل فلسطين.
ودعا المجلس جماهير شعبنا الفلسطيني الى احياء هذه المناسبة بما يليق بتضحيات شعبنا، مؤكدا على استمرار ومواصلة النضال الوطني بقيادة حركة فتح حتى تحقيق النصر وتجسيد الاستقلال الوطني على الارض الفلسطينيه المحتله عام "1967" وعاصمتها القدس وتجسيد حق العوده والافراج عن الاسرى.