الأحد: 22/12/2024 بتوقيت القدس الشريف

الجبالي دخل جهرا وعاش ترفا وخرج سرا

نشر بتاريخ: 25/05/2005 ( آخر تحديث: 25/05/2005 الساعة: 20:41 )
خرج غازي الجبالي في عملية شبه سرية من البلاد متوجها الى الاردن هذا الخبر الى هذا الحد مؤكد ولا جدل ولا نقاش فيه.
اما النقاش والجدل و التضارب في كيفية واسباب ودواعي الخروج ويبدو ان هذا الرجل يصر على ارتباط اسمه بالجدل والغط لما صاحب سيرته المهنية والشخصية. وقبل ان نصل الى استيضاح حقيقة الموقف نشعر انه يتوجب علينا ان نقف على اهم محطاته ليس تشيعاً للرجل الذي افل نجمه ولكن له سوابق في العودة ولا ندري ماذا تحمل الايام القادمة.
فالجبالي من مواليد عام 1946 بقرية عانا قضاء يافا، وبعد النكبة هاجر الى قرية (خربة بني حارث) قضاء رام الله وفي عام 1952 رحل الى مخيم الوحدات وتخرج عام 1966 من جامعة عين شمس بمصر تخصص حقوق.
كان ملازم اول في كلية الشرطة بعمان وفي عام 1970 التحق بصفوف الثورة الفلسطينية وفي عام 1975 عين قائداً لمنطقة بعلبك والهرمل في لبنان.انتدبه الرئيس الراحل عرفات عام 1977 الى موريتانيا لتشكيل اول جهاز شرطة ليتزوج من فتاه موريتانيا طلقها عام 1985 ليحتفظ بزوجته الاولى التي انجب منها ولدين وبنتين.
وفي عام 1989 رفع الى رتبة عميد وعين عضواً في المجلس الثوري لفتح وعضوا في المجلس العسكري الاعلى لمنظمة التحرير.
وفي عام 1994 كان الجبالي في طليعة الشرطة الفلسطينية التي وصلت الى غزة التي اشاد فيها بيتا فاخرا وكان له في رام الله بيت اخر.
وعمل الجبالي منذ لحظة وصوله للاراضي الفلسطينية في بناء جهاز شرطي وكانت مشكلته الكبيرة عام 1997 عندما اعتقلت مجموعة فلسطينية ينتمي بعضها لجهاز الشرطة الفلسطينية حاولت القيام بعمل فدائي ضد احدى المستوطنات في نابلس ادعت بانهم تلقوا تعليمات من الجبالي بفعل ذلك وبغض النظر كان ذلك حقيقة او محاولة منهم للخلاص عبر الزج باسم قائدهم الجبالي ولكن النتيجة ان اسرائيل ادعت ان الجبال مسؤول عن تشكيل وحدة عسكرية تقوم بعمليات فدائية ضد المستوطنين في نابلس واصبح مطلوبا لهم.
وكان اسم الجبالي حاضرا في المفاوضات التي جرت في البيت الابيض بحضور الرئيس عرفات ورئيس الوزراء الاسرائيلي السابق نتانياهو الذي اثار الرئيس عرفات عندما طرح بان يتم التغاضي عن موضوع الجبالي مقابل الضغط على الرئيس المصري في سبيل اطلاق سراح الجاسوس الاسرائيلي عزام عزام وبعد استقالته حكومة ابو مازن عاد الجبالي قائدا لجهاز الشرطة من جديد ولكن هذا الوضع لم يطول لان ما حدث كان له شأن كبير.
ومع بداية الانتفاضة الفلسطينية التزم الجبالي في غزة ولم يخرج منها وفي حزيران2002 اقتحمت قوات الاحتلال منزله في رام الله اثناء اجتياحها للمدينة في العملية التي عرفت بحملة ( السور الواقي) وعثرت على حقيبة مجوهرات وقطع ذهبية وساعات مرصعة بالالماس واقلام فاخرة تقدر قيمتها ب 450 الف دولار وذهب البعض لتقديرات تفوق الملايين لحجم الموجودات لتلك الحقيبة.
ونفى الجبالي ان تكون جميعها له وقال ان المجوهرات تعود لزوجته وابنتيه وزوجة ابنه واضاف ان الساعات الثمينة كانت عبارة عن هدايا تلقاها من عدد من وزارء الداخلية والمسؤولين العرب تكريماً له.
واما المجوهرات ادعى انها قصةاسرائيلية مفبركة هدفها تلطيخ سمعته.
ورغم قربه من الرئيس السابق ياسر عرفات وسطوته الا ان عرفات وقبيل تشكيل حكومة ابو مازن اقاله من منصبه و كرد فعل و تحديا لعرفات في حينه اعلن ترشيح نفسه لمنصب الرئاسة في حال اجراء انتخابات رئاسية .
بعدان نجا اللواء الجبالي من محاولة اغتيال عبر تفجيره عبوة ناسفة استهدفت منزله الكائن في شارع الكنز وسط مدينة غزة.
في حوالي الساعة الثانية بعد منتصف الليل وكان ذلك في نهاية شهر نيسان 2004 وقد وجهت اصابع الاتهام في حينه الى فرق الموت والتي يتهم محمد دحلان بالوقوف خلفها ..
وكان قد تعرض لاعتداء من قبل مسلحين اثناء تواجده في مكتبة في مقر المديرية بتاريخ 5/2/2004 وقتل احد افراد الشرطة في الحادثة.
وبعد ذلك باقل من ثلاثة اشهر وبتاريخ 17/7/2004 وفي تمام الساعة 2:30 بعد الظهر اعترض عددا من المسلحين موكب مدير عام الشرطة الفلسطينية اثناء مروره على الطريق الساحلي بالقرب من مدخل النصيرات.
وتم اقتياده الى مخيم البريج المجاور.
وقد تردد اسم مجموعة (شهداء جنين) على انها قامت بالخطف وقد افلحت جهود الوساطة في الافراج عنه بعد نحو ساعتين وبعد وعود بالنظر في مطالب الخاطفين الذين وجهوا له تهمة الفساد.
وبعد هذه الحادثة عاد الرئيس السابق واقاله من منصبه ولم يعود حتى اللحظة.
اما حقيقة سفره خارج البلاد فقد تضاربت الانباء ولكن مصدر مسؤول وهو شخصية، امنية كبيرة صرح لنا بان موضوع سفر الجبالي تم حسمه اثناء لقاء اللواء نصر يوسف وزير الداخلية مع وزير دفاع الاحتلال موفاز في هذا الاسبوع حيث طلب ان ياذن للجبالي بالخروج الى عمان لان زوجته مريضة بالسرطان وتمر بوضع صحي صعب ولهذه الاعتبارات الانسانية سمح للجبالي بالخروج ولكن هذا لم يمنع ان تنتشر الاخبار بهروب الجبالي وبتوقيعه صفقة مع الاحتلال بالخروج مع امواله واحتياجاته.
وبغض النظر عن كيفية خروجه ولكن الثابت انه خرج وان اسمه ارتبط كثيراً بالفساد.
فهل يعود الجبالي مرة اخرى الى موقع المسؤول او تكون هذه المحطة الاخيرة في سلسلة سيرته المثيرة للجدل.