الجمعة: 29/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

عيسى: حركة فتح تملك من عناصر القوة ما يهيؤها للحرية والاستقلال

نشر بتاريخ: 30/12/2012 ( آخر تحديث: 30/12/2012 الساعة: 16:55 )
رام الله- معا - أكد استاذ القانون الدولي الدكتور حنا عيسى على أن الذكرى الــ 48 لانطلاقة حركة التحرير الوطني الفلسطيني "فتح"، تأتي والشعب الفلسطيني بمختلف شرائحه وفئاته وطبقاته مصمم على مواصلة النضال الوطني المشروع، لإحقاق الثوابت الوطنية الفلسطينية وفي مقدمتها حق إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة بعاصمتها القدس الشريف، وحق عودة اللاجئين الفلسطينيين وفقاً لقرارات الشرعية الدولية، مشيراً الى ان حركة فتح كان لتأسيسها هدف إعادة تنظيم الشعب الفلسطيني للعمل على تحرير وطنه وبدمه وروحه والاعتماد على نفسه ليكون طليعة الشعب العربي في معركة التحرير.

واضاف د. عيسى: "أن حركة فتح وهي تحتفي بذكرى انطلاقتها الــ 48 تتمسك بكونها حركة تحرير وطنية تهدف إلى دحر الاحتلال الإسرائيلي، وتحقيق الحرية والاستقلال للشعب العربي الفلسطيني على اعتبارها جزء لا يتجزأ من حركة التحرير العالمية، ومن صف القوى العالمية الساعية إلى حرية واستقلال الشعوب. وقد أثبتت حركة فتح على مدار وجودها كحركة تحرير بأنها صمام الأمان للشعب الفلسطيني في كل مساعيه الرامية لقيادة البلد نحو الاستقلال. وتعمل حركة فتح من خلال برنامجها السياسي على النضال الشعبي المناهض للاستيطان ولإنقاذ القدس ورفض تهويدها ومقاطعة المنتجات الإسرائيلية في داخل الوطن وخارجه من خلال التحرك الشعبي.

وأثبتت حركة فتح من خلال التفاف الجماهير حولها بأنها قادرة في الزمان المحدد العودة إلى هيئة الأمم المتحدة ومجلس الأمن لتحميلهما مسؤولياتهما في حل الصراع وإنهاء الاحتلال، ومواصلة العمل لاستصدار قرارات من مجلس الأمن لوقف الاستيطان الإسرائيلي من جهة، واستطاعت كذلك من خلال سياستها الحكيمة رفض الاعتراف بإسرائيل كدولة يهودية لحماية حقوق اللاجئين وحقوق أهلنا في أراضي الــ 48 من جهة اخرى.

كما وأكد أن الهدف الأسمى لحركة فتح هو تأكيدها على تحقيق المصالح العليا للشعب الفلسطيني من خلال تكريس مبادئ ومنهجية الوحدة الوطنية على اعتبارها السلاح الأمضى التي يمتلكها الشعب الفلسطيني من اجل إقامة الدولة المستقلة وعاصمتها القدس الشريف.

واضاف ان التناقض الأساسي هو مع الاحتلال الإسرائيلي، وان حركة فتح بالرغم من الصعاب والتحديات الراهنة مصمصة على تحقيق الحلم الفلسطيني ليصبح قائما بإقامة الدولة الفلسطينية ذات السيادة المطلقة، وان ما يميز ذكرى حركة فتح أنها تأتي مع أعياد الميلاد والسنة الميلادية لتغرس في النفوس ميلاد القضية الفلسطينية إلى جانب الأعياد الدينية وبذلك يصبح مزيج الأعياد الدينية والوطنية شعلة الحرية لأبناء الشعب الفلسطيني بمسيحييه ومسلميه لتحقيق الوحدة الوطنية المرجوة للجميع.

وتتسمك حركة فتح بقرارات الشرعية الدولية وفتوى لاهاي حول القدس التي تؤكد بطلان قرارات إسرائيل بالضم والاستيطان، وبناء الجدار العازل، وان القدس الشرقية جزء لا يتجزأ من الأرض الفلسطينية التي احتلتها إسرائيل في عدوان عام 1967. ولا ننسى عبر التاريخ بان صمام الوحدة الوطنية للفلسطينيين هي حركة فتح التي عملت منذ تأسيسها على النهوض بمؤسسات منظمة التحرير الفلسطينية الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني وكرستها شخص من أشخاص القانون الدولي بفعل النضال ونسج العلاقات الممتازة مع الدول الداعمة لحقوق الشعب الفلسطيني.

ومن خلال تزعم حركة فتح للسلطة الوطنية لفلسطينية منذ تاريخ 1/7/1994 بقيادة القائد الشهيد أبو عمار – رحمه الله ومن بعده الرئيس محمود عباس "أبو مازن" على مبادئ الديمقراطية والتعددية والتداول السلمي للسلطة، وحماية حرية الأفراد وحقوقهم باعتبارها أسس بناء الدولة وتحقيق الأمن والأمان واحترام القانون وإعادة بناء وتنظيم الأجهزة الأمنية على أسس وطنية ومهنية، حيث استطاعت حركة فتح بنجاحاتها من محاربة الفساد، وتحقيق الإصلاح، واحترام القانون والعمل على بلورة آليات الحكم الصالح، والفصل بين السلطات، وتفعيل مبدأ المساءلة، ويشهد التاريخ الفلسطيني بان حركة فتح عززت بشكل ملحوظ حضور ومشاركة منظمات المجتمع المدني، التي تضطلع بدور مشهود وفعال.

نعم، أن حركة فتح من خلال موقعها الريادي والطليعي منذ نشأتها وحتى ألان ومستقبلا تلتزم بالقانون الدولي وتشجع التعايش السلمي، ونبذ العنصرية و الاحتلال والإرهاب والتعصب والتطرف، مع التمييز بين الإرهاب والمقاومة الشرعية، كل ذلك منحها مصداقية وثقة الشعب الفلسطيني لان تكون الإطار الوطني الشامل لكل أبناء الشعب الفلسطيني الصامد الصابر.