الجمعة: 29/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

من زرع حصـد

نشر بتاريخ: 31/12/2012 ( آخر تحديث: 31/12/2012 الساعة: 15:47 )
بقلم: جبر عميرة - عضو سابق باتحاد الكرة الطائرة – القدس

لا شك أن الأمانة ثقيلة والطريق طويل، وما تمخض عن الدورة الانتخابية للاتحادات الرياضية بالأمس القريب، مسؤولية كبيرة، وهو بمجمله تكليف وليس تشريف كما يعتقد البعض، فنحن كرياضيين، تعبنا من العمل الارتجالي في مسيرتنا الرياضية، ولا بد أن الجميع تابع الحضور اللافت الذي جسدته الهيئات العامة لجميع الاتحادات الرياضية، تلبية لدعوة اللجنة الأولمبية.

كان حضور مميز بالفعل، ونابع من الانتماء والعطاء لأبناء هذا الشعب المناضل، بأنديته المتعطشة للتصويب، والمشاركة الفعالة في بناء الحركة الرياضية الفلسطينية بصدق واخلاص، من خلال ايصال أصواتهم الى صندوق الانتخابات للجمعية العمومية لهذه الاتحادات، وهذا حق شرعي وقانوني يُعطى ولا يؤخذ في المسيرة الديمقراطية، التي حث عليها راعي هذه المسيرة، اللواء جبريل الرجوب "أبو رامي"، في كلمته أمام الحضور، والتي أكد خلالها مرارا، على ضرورة تجنيب الحركة الرياضية، كل محاولات العسكرة والتسييس، فسمعنا وتفاءلنا، لهذا التوجه، وهذا ما طمأن الجميع، يحدوهم الأمل بأن يشاهدوا ما سمعوه على أرض الواقع، مع تسليمنا بأن من يعمل يخطئ، ومن لا يعمل لا يخطئ، "وما بتعرف الناس إلا لما تجربها"، ومن يعتذر عن الخطأ انسان يحتذى به.

ولأن "كل شاه معلقة بعرقوبها" كما يقولون، فقد بتنا بحاجة إلى رص الصفوف، وتوحيد الجهود، والعمل الجماعي لبناء جيل رياضي، قادر على حمل هذه الرسالة، والحفاظ على الارث الرياضي، الذي بني على أكتاف القائمين على الأندية الرياضية، التي تعتبر الأساس المتين لهذا البناء، والمرجعية الأولى للاتحادات الرياضية وللجنة الأولمبية، بحيث لا يُهمّش دورهم، باعتبارهم الأقرب والأدرى بشعاب هذه الكفاءات الرياضية، المتطوعة على حساب بيوتها وأبنائها، دون انتظار الشكر من أحد، بما في ذلك أنديتهم القائمين عليها، لأن في تحييد هؤلاء نكران للجميل، وعلينا أن لا نفقدهم مصداقيتهم بعد هذا المشوار الطويـل.

انما هي رسائل مختصرة.. للجنة الأولمبية، أن تكون العنوان الحاضن لهذه الكفاءات دون تمييز، وأن تعمل على توجيهها وتطويرها، دون مجاملة أو محسوبية، لأن هذه المؤسسة كنا في السابق نسمع عنها ولا نراها، أما اليوم فهي بيت الجميع، وحارسة ارثنا الرياضي العزيز، الذي يتوجب علينا الحفاظ عليه وحمايته بأمانة، لايصال رسالتنا لكل الجيال القادمة، "فمن زرع حصد، ومن سار على الدرب وصل"، وللأخوة أعضاء الاتحادات المنتخبين.. أعانكم الله على هذا الحمل الثقيل، فأنتم اليوم الواجهة الحضارية لهذه المنظومة، فسيروا على بركة الله، ونحن معكم في خدمة هذا الشعب العظيم، ورحم الله امرئ عرف قدر نفسه، فوقف عندها.