أول مبادرة فلسطينية .. عدد من تجار المخدرات ومتعاطيها في "باطنية "خانيونس يتوبون استجابة لضغوط عائلية
نشر بتاريخ: 04/03/2007 ( آخر تحديث: 04/03/2007 الساعة: 21:50 )
خان يونس-معا- في مبادرة عائلية لم تشهد الأراضي الفلسطينية مثيلا لها من قبل, أقدم عدد من تجار المخدرات في أشهر مناطق ترويج المخدرات والحشيش أو كما يطلق عليها أهالي خان يونس ( الباطنية ) كناية على منطقة الباطنية في مصر، على إعلان توبتهم من الاتجار بالمخدرات والحشيش والبانجو في مدينة خان يونس جنوبي قطاع غزة.
وقال أبو عبد الله بربخ قائد كتائب شهداء الأقصى (لواء احمد مفرج) إن مجموعة من أبناء عائلة بربخ الناشطين في حركة فتح واذرعها المسلحة قاموا بمبادرة تجاه عدد من تجار المخدرات لحثهم على ترك الاتجار بها والتوبة إلى الله، والتوجه إلى شعبهم.
وأضاف أن ستة من التجار، وهم التجار الاساسيون في منطقة "جورة اللوت" قرروا الاستجابة لطلبنا وابتعدوا عن تجارتهم، وقاموا بإغلاق المحلات التي كانوا يبيعون فيها المخدرات.
احتفال بالمناسبة:
وقد أقيم في محافظة خان يونس، أمس، مهرجان احتفالي كبير شارك فيه المئات من أبناء عائلة بربخ راعية الاحتفال، وأبناء المنطقة، بينهم عشرات المسلحين الذين أطلقوا الرصاص في الهواء احتفاءً بالتوبة.
وتوجه المئات في مسيرة راجلة إلى وسط مدينة خان يونس بعد انتهاء المهرجان في رسالة قالوا إنهم يريدون توجيهها إلى الرئيس محمود عباس ورئيس الوزراء إسماعيل هنية تؤكد على ضرورة تعاطي الرئاسة والحكومة مع خطوتهم بخطوة مماثلة من قبل الرئاسة والحكومة لحماية هذه العائلات من الجوع والضياع من جديد.
كما وجهوا رسالةً ثانية لتجار المخدرات دعوهم فيها إلى الاقتداء بهم، والسير على خطاهم، ودعوا في الشق الثاني من الرسالة عباس وهنية إلى ضرورة شمل كل تجار المخدرات بخطة وطنية شاملة تقضي باستيعابهم جميعاً في وظائف توفر لهم ولأسرهم ابسط سبل الحياة الكريمة.
ملاحقة التجار الكبار:
وثمن عصام معمر مسؤول الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين في محافظة خان يونس موقف أبناء عائلاته، واعتبره موقفا جريئا يتطلب احتضانه من الجهات الفلسطينية الرسمية ، والتعاطي مع هذه الخطوة بخطوة مقابلة تضمن أن يقوم غير هؤلاء من التجار بالتخلي عن بيع السموم لأبناء الشعب الفلسطيني.
ودعا معمر" السلطة الفلسطينية بجميع مؤسساتها الى القيام بدورها في متابعة تجار المخدرات الكبار المنتشرين في كل مناطق قطاع غزة ينشرون السموم والموت دون حسيب او رقيب ".
ترحيب بحذر:
من جهته قال الرائد راجح أبو ستة مدير مكافحة المخدرات في محافظة خان يونس ،" نأمل أن تكون هذه الخطوة فاتحة خير وأن تكون النوايا صادقة لدى تجار المخدرات بأنهم لن يعودوا إلى ممارسة التجارة في المخدرات وتعاطيها".
واوضح أن هذه ليست المرة الأولى التي يعلن فيها التوبة عن تجارة المخدرات ، من قبل بعض التجار خاصة في تلك المنطقة التي تعج بتجارة المخدرات في محافظة خان يونس ، ولكن مع الأسف يعودوا بعد فترة وجيزة إلى التجارة بشكل مضاعف " .
وقال أبو ستة ،" إذا كانت النوايا سليمة وصادقة وان هناك بالفعل توبة وإقلاع تام عن الاتجار بالمخدرات فان محافظة خان يونس ستكون من أقل المحافظات في التعاطي والاتجار بالمخدرات على مستوى الوطن".
واشار إلى أنهم ينظرون بحذر وبترقب شديدين إلى هذه الخطوة ويأملون أن تكون صحيحة وسليمة ، خاصة وان عددا كبيرا من الذين خرجوا في مسيرة التوبة هم من الذين يتعاطون ويتاجرون بالمخدرات.
وأكد الرائد ابو ستة، أن مكافحة المخدرات في محافظة خان يونس ماضية في مواجهة ومكافحة كافة تجار المخدرات والنيل منهم وفق القانون، لأنهم يسيئون لنضال الشعب الفلسطيني ويعملون على تدمير الإنسان الفلسطيني الذي يمثل الثروة الحقيقية.
ويضيف ابو ستة "أن مكافحة المخدرات قد بدأت بحملة كبيرة للقبض على مروجيها وتم اليوم القبض على تسعة من مروجي المخدرات ، وأنها جاهزة لتنفيذ حملات ضخمة وشاملة من أجل القاء القبض على مروجي المخدرات ومحاربتهم في أوكارهم لتخليص الأبرياء من شرورهم".
وقد أبدى عدد من المواطنين ارتياحهم من الخطوة ، التي اعتبروها بالسابقة النوعية ،أملين أن تكون خطوة نهائية لا رجعة فيها ، وان يقوم كل من له علاقة بالمخدرات بهذا الفعل لكي ينعم الوطن بالسلم والاستقرار، ولكن عددا آخر من المواطنين شكك فيما حصل معتبرين ما حدث هو عبارة عن عرض قوة وإعادة اصطفاف عائلي على ضوء ما حدث مؤخرا في مدينة خان يونس، وقد برهنوا على ذلك من خلال العرض المسلح للعشرات المسلحين بالأسلحة الرشاشة والقذائف، داعين الأجهزة الأمنية المختصة وكل من له علاقة بهذا الشأن بضرورة متابعه، ما حدث لضمان عدم رجوع هؤلاء لتجارة المخدرات أو تعاطيها".