رصد معا- سيناء.. ما بين عنف العصابات وهجمات المتشددين
نشر بتاريخ: 03/01/2013 ( آخر تحديث: 03/01/2013 الساعة: 17:52 )
العريش- معا - شهد الملف الامني بسيناء خلال عام 2012 سلسلة من الاحداث الامنية المثيرة من خطف سائحين أجانب وتفجيرات خط الغاز الطبيعي المُصدَّر لاسرائيل واستشهاد جنود مصريين بسيناء على ايدى "إرهابيين" اضافة الى "عملية نسر" التي شنها الجيش المصري لاجتثاث التنظيمات "الارهابية" والتي ما لبثت أن توقفت وأعلن عن فشلها.
وشهد عام 2012 عمليات خطف سائحين أجانب بشبة جزيرة سيناء على خلفيات جنائية لتحرير متهمين مقبوض عليهم من قبل الشرطة المصرية ففي31 يناير 2012 تم خطف واحتجاز 25 عاملا صينيا من قبل جماعات اسلامية متشددة بسيناء من اجل الضغط على الحكومة لاطلاق سراح المتهمين في تفجيرات سيناء والمحكوم على ثلاثة منهم بالاعدام.
وفي تاريخ 2 فبراير 2012 تم اختطاف سائح سنغافوري بوسط سيناء وتم احتجازة بمنطقة صحراوية مقابل تحرير احد المسجونين المقبوض عليه في قضية مخدرات وفي تاريخ 3 فبراير 2012 اي بعد مرور 24 ساعة على خطف السائح السنغافوري تم اختطاف سائحتين امريكيتين ومرشد سياحي مصري بمنطقة سانت كاترين من اجل الضغط لتحرير مسجون في قضية افيون وسلاح تم القبض عليه بمدينة الطور، وفي تاريخ 10 فبراير 2012 تم اختطاف ثلاث سائحات من كوريا ومرشد سياحي مصري من نفس الخاطفين السابقين لنفس الاسباب.
في شهر مارس 2012 تم اختطاف ساحتين من البرازيل ومرشد سياحي مصري بمنطقة سانت كاترين لتحرير مسجونين على ذمة قضايا جنائية وفي تاريخ 30 مايو 2012 تم اختطاف سائحين امريكيين بمدينة نويبع من اجل تحرير متهم ضبط بحوالي طن بانجو في كمين بمنطقة النقب، وبالفعل تم اطلاق سراح المتهم المضبوط بالمخدرات مقابل اطلاق سراح سائحين امريكيين، وبتاريخ 15 يوليو 2012 تم اختطاف سائحين امريكيين أحدهما قس بوسط سيناء من اجل اطلاق سراح متهم من شمال سيناء مقبوض عليه بالاسكدنرية في قضية مخدرات.
وبسبب عمليات خطف السائحين الاجانب بسيناء تكبدت مصر عام 2012 خسائر تجاوزت 5 مليار دولار بسبب عمليات الخطف هذه.
ومن أشهر القضايا الجنائية عام 2012 بجنوب سياء القبض على والد المتهم الخطير علي الدخيل الهارب من السجون بعد الثورة وما زال يشكل خطورة امنية كبيرة بجنوب سيناء، ويقف وراء عمليات خطف السائحين الاجانب واستهداف افراد شرطة بكمائن امنية بجنوب سيناء.
كما ضبطت مباحث جنوب سيناء متهما يدعى غريب ابو شاهين وبحوزته بنادق قناصة وقنابل يدوية ومتفجرات بشرم الشيخ كما ضبطت مباحث جنوب سيناء تشكيلا عصابيا اجنبيا متخصصا في سرقة ماكينات الصرف الآلي بشرم الشيخ بطرق حديثة كما احبطت شرطة نفق الشهيد احمد حمدي تهريب كميات كبيرة من الصواريخ لسيناء بداية ديسمبر 2012 وضبطت قوات الجيش بالعريش 17 صاروخا فرنسية الصنع جنوب مدينة العريش خلال شهر ديسمبر.
أما استهداف وتفجير خط الغاز الطبيع المصدّر لاسرائيل خلال عام 2012 فقد شهدت خطوط الغاز الطبيعي بشمال سيناء 15 تفجيرا منذ بداية ثورة 25 يناير عام 2011 وكان نصيب عام 2012 من تفجيرات خط الغاز الطبيعي حوالي 4 تفجيرات فقط، وخلال هذا العام صدر قرار مصري تاريخي بوقف تصدير الغاز نهائيا لاسرائيل بعد نجاح الجماعات الجهادية في سيناء على اجبار مصر وقف تصدير الغاز ففي تاريخ 5 فبراير 2012 تعرض خط الغاز الطبيعي بشمال سيناء للتفجير الثاني عشر وفي 5 مارس 2012 تعرض خط الغاز للتفجير الثالث عشر بمنطقة ابو طبل جنوب حي المساعيد بالعريش.
وبتاريخ 9 إبريل عام 2012 تم تفجير خط الغاز الطبيعي للمرة الرابعة عشرة على 17 كم جنوب العريش وفي تاريخ 22 يوليو عام 2012 تم تفجير خط الغاز الطبيعي بالعريش للمرة الخامسة عشرة والاخيرة، واعقبها قرار الحكومة المصرية بوقف تصدير الغاز الطبيعي نهائيا الى اسرائيل بتاريخ 22 ابريل 2012 حيث اعقبها التفجير الخامس عشر بعد قرار وقف تصدير الغاز لمجرد شكوك لدى الجماعات الجهادية بان مصر عاودت تصدير الغاز لاسرائيل بعد قرار الوقف وكان التفجير الخامس عشر لانبوب بداخلة بقايا غاز قديم.
ومن أهم الاحداث الامنية بشمال سيناء خلال عام 2012 استهداف كمين الريسة الشهير الذي يقع على المدخل الغربي لمدينة العريش باتجاه مدينة رفح على الطريق الدولي، وقد تعرض كمين الريسة لاكثر من 35 محاولة لاستهدافه سواء من قبل مسلحين جنائيين أو جهاديين.
فعقب ثورة 25 يناير مباشرة خلال ايام 26 و27 تم استهداف كمين الريسة من قبل جماعات متشددة قتلت 5 افراد شرطة وقتها واصابت آخرين، وظل كمين الريسة يتعرض لضربات متتالية من المسلحين من بعد الثورة وحتى اليوم، وفي عام 2012 تعرض كمين الريسة للاستهداف قرابة 20 مرة من قبل مسلحين ووقعت اشتباكات متبادلة بين افراد الكمين ومسلحين.
كما شهد عام 2012 حوادث استشهد خلالها جنود مصريون بشمال سيناء ومن اشهرها حادثة استشهاد 16 جنديا مصريا بتاريخ 5 اغسطس 2012 على ايدى جماعات "ارهابية"، وحادثة استشهاد 21 جنديا من الشرطة في حادث انقلاب حافلة شرطة على الحدود المصرية الاسرائيلية بوسط سيناء في 19 اكتوبر 2012، وقد تعرضت وقتها حافلة شرطة تنقل جنودا من الامن المركزي للانقلاب وسقطت من ارتفاع 100 متر.
أما حادثة استشهاد 16 جنديا من الجيش في 5 اغسطس 2012 على ايدي مجموعة "ارهابية" لم تكشف عنها السلطات المصرية حتى الان وهو حادث شهير ما زال له اثار داخل نفوس الشعب المصري، وقد اعقب هذا الحادث انطلاق العملية "نسر" في سيناء بعد تصريحات الرئيس محمد مرسي وقتها بانه سيقتص لدماء 16 شهيدا من جنود الجيش، وانطلقت الحملة في 17 اغسطس 2012 وقامت مصر بادخال اعداد كبيرة من الاليات العسكرية وشنت عدة هجمات على معاقل "لارهابين" برفح والشيخ زويد وقتل 5 عناصر متطرفة والقي القبض على آخرين، الا ان الحملة العسكرية باءت في النهاية بالفشل، وتوقفت ووصفها البعض بانها كانت مجرد استعراض اعلامي لامتصاص غضب الشارع المصري بعد استشهاد 16 جنديا.
وقام الرئيس مرسي بعدها بثلاثة زيارت لشمال سيناء وترددت بعد توقف الحملة العسكرية "نسر" وجود صفقات سرية مع الجماعات الجهادية والتكفيرية بسيناء من اجل وقف العنف وعدم احراج الرئيس، وبالفعل شهد أواخر عام 2012 توقف تام لاية عملية عنف ضد الجيش والشرطة، باستثناء عمليتين في 3 نوفمبر 2012 مما أدى إلى استشهاد 4 افراد شرطة بدورية متحركة داخل مدينة العريش، ومحاولة اغتيال مفتش الامن العام بالعريش بعدها في 6 نوفمبر 2012، اضافة الى عملية خلية مدينة نصر والتي كشفت عن متهمين ضالعين من شمال سيناء وتم القبض على ثلاثة منهم في بداية شهر نوفمبر بالعريش لانهم متورطون في خلية مدينة نصر التي كانت تستهدف الرئيس مرسي شخصيا.