الإثنين: 23/09/2024 بتوقيت القدس الشريف

مدى: ابشع الانتهاكات اجبار صحفيين على التعري

نشر بتاريخ: 03/01/2013 ( آخر تحديث: 03/01/2013 الساعة: 15:08 )
رام الله -معا- رغم انخفاض انتهاكات الحريات الإعلامية خلال شهر كانون الاول 2012 بحق الصحفيين والوسائل الإعلامية في دولة فلسطين، وذلك بعد شهر تشرين ثاني الدامي والمكتظ بالانتهاكات، خاصة في قطاع غزة، فقد شهد الشهر الماضي(كانون اول) انتهاكا بشعا للحريات الاعلامية والكرامة الانسانية حيث اجبرت قوات الاحتلال مصورا وكالة رويتر مأمون وزوز ويسري الجمل على التعري في البرد القارص.

ورصد المركز الفلسطيني مجموعة من انتهاكات قوات الاحتلال الإسرائيلي في الضفة الغربية، والتي تركزت في منطقة الجنوب (مدينتي الخليل وبيت لحم). أما بالنسبة لقطاع غزة فلم يشهد انتهاكات من قبل الاحتلال إلا أن الصحفيين لا زالوا يعملون في ظروف صعبة جرّاء قصف العديد من مقرات الوسائل الإعلامية. كما انخفضت الانتهاكات الفلسطينية بحق الصحفيين فقد رصد المركز خلال الشهر الماضي انتهاكين، واحد في الضفة وآخر في قطاع غزة.

اعتداءات قوات الاحتلال:

شهد يوما 12 – 13 كانون الأول تصعيداً احتلالياً بحق الصحفيين في مدينة الخليل، واعتدت قوات الاحتلال عليهم بقنابل الغاز والضرب والاحتجاز، وهم مصورو وكالة رويتر مأمون وزوز ويسري الجمل (اجبرتهم على التعري في لبرد القارص) وعمار عوض، مراسل قناة القدس أكرم النتشة، والمراسل الحر محمد الصغير، مصور وكالة الأسوشيتد برس ناصر الشيوخي، مصور الوكالة الفرنسية حازم بدر، ومصور الوكالة الأوروبية عبد الحفيظ الهشلمون.

كما احتجزت قوات الاحتلال مجموعة من الصحفيين في مدينة بيت لحم حوالي ساعة من الزمن ومنعتهم من إعداد تقارير عن الاعتداءات الاحتلالية على أحد المنازل الفلسطينية في مدينة الخضر، وذلك يوم الثلاثاء الموافق 18/12/2012. وهم: مراسل قناة القدس ممدوح حمامرة، مصور وكالة بال ميديا عبد الغني النتشة، مراسل راديو بيت لحم 2000 فادي العصا، ومراسل قناة الأقصى صهيب العصا.

الانتهاكات الفلسطينية:

وعلى الصعيد الفلسطيني الداخلي فقد قام الامن الفلسطيني باقتحام منزل مصور قناة الأقصى أحمد الخطيب واعتقاله لمدة ثلاثة أيام. كما قامت الحكومة المقالة بقطاع غزة بمنع نقابة الصحفيين من إقامة احتفال تكريمي لإعضاء النقابة بحجة أنها "غير شرعية" وذلك يوم السبت الموافق 29/12/2012.

واستنكر المركز الفلسطيني للتنمية والحريات الإعلامية (مدى) يستنكر كافة الانتهاكات بحق الحريات الإعلامية في فلسطين وطالب بوقفها واحترام حرية التعبير التي كفلها الاعلان العالمي لحقوق الانسان. وهنأ الصحفيين في كافة أنحاء العالم بالعام الجديد، ويأمل بأن يكون أفضل من العام الذي سبقه وخالٍ من الانتهاكات بعد عام 2012 الذي كان الأسوأ على الصحفيين منذ سنوات كثيرة في دولة فلسطين والكثير من دول العالم خاصة في سوريا والصومال والمكسيك والباكستان.

واعرب "مدى" عن تقديره البالغ للصحفيين الفلسطينيين، لعملهم وجهدهم المتفاني في تغطية الأحداث وخاصة الخطرة منها في فلسطين خلال عام 2012، حيث دفعوا الثمن غالياً اثناء قيامهم بعملهم ونقلهم للحقيقة، ففقدوا خلال شهر تشرين الثاني الماضي ثلاثة من الزملاء خلال العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة وهم حسام محمد سلامة، محمود علي الكومي، ومحمد موسى ابو عيشة، وتعرض الكثير منهم الى اعتداءات متعددة، كما تعرضت مقرات وسائل اعلام محلية وعربية ودولية للقصف الاسرائيلي مما ادى الى جرح العديد منهم في قطاع غزة وفي الضفة الغربية وداهمت قوات الاحتلال مقرات العديد من وسائل الاعلام وصادرت معدات واجهزة منها.

تفاصيل الانتهاكات:

(12/12) اعتدت قوات الاحتلال الإسرائيلي على مجموعة من الصحفيين في الخليل يوم الأربعاء الموافق 12/12/2012 بالضرب وقنابل الغاز أثناء تصويرهم للشهيد محمد سلايمة الذي قتل برصاص مجندة اسرائيلية، وهم: مصورا وكالة رويتر مأمون وزوز ويسري الجمل، مراسل قناة القدس أكرم النتشة، والمراسل الحر محمد الصغير. وأفاد وزوز لمركز مدى بأنه كان مع زملائه في سيارة الوكالة متوجهين إلى البلدة القديمة بعدما سمعوا بسقوط الشهيد، وقبل وصولهم إلى المنطقة بحوالي 400-500 متر، اعترض جنود الاحتلال طريقهم وبدأوا بإطلاق النار في الهواء وتصويب أشعة الليزر نحوهم، فتوقفوا عن القيادة واتخذوا إجراءات السلامة المهنية حتى يبرزوا بأنهم صحفيين.

وتابع وزوز حديثه: "بالرغم من ذلك اقترب منّا حوالي عشرة جنود وأمرونا بالنزول من السيارة وانهالوا بالضرب علينا بجنون، وأمرونا بخلع ملابسنا بالبرد القارص. وبعد ذلك أطلقوا قنابل الغاز بين أقدامنا". "لقد كان الوضع مرعبا جداً، فقد تعرضنا للاعتداء بالضرب وقنابل الغاز والشتم، وكانت الأسلحة فوق رؤوسنا. لقد تذكرت أطفالي في هذه اللحظة، حيث اعتقدت أني لن أراهم مرة أخرى".

(13/12) اعتدت قوات الاحتلال الإسرائيلي على مجموعة من الصحفيين في مدينة الخليل بالضفة الغربية أثناء تغطيتهم لمواجهات اندلعت بين شبان فلسطينيين وقوات الاحتلال، وذلك يوم الخميس الموافق 13/12/2012. وأفاد مصور وكالة الأسوشيتد برس ناصر الشيوخي لمركز مدى بأنه ذهب مع زملائه (مصور الوكالة الفرنسية حازم بدر، مصور الوكالة الأوروبية عبد الحفيظ الهشلمون، ومصور رويتر عمار عوض) لتصوير مواجهات بين الفلسطينيين وقوات الاحتلال بالقرب من مدرسة طارق بن زياد بمدينة الخليل، وأثناء ذلك اقترب منهم جنود الاحتلال وقالوا لهم ممنوع التصوير وأمروهم بإخلاء المنطقة، ولكنهم رفضوا ذلك حيث جاء أحد الجنود وقيّد زميله حازم بدر وقام باعتقاله.

وتابع الشيوخي قائلاً: "لقد أصررنا على التصوير فقال لنا الجنود إن لم تذهبوا سنعتقلكم أيضاً ولكننا رفضنا وطالبنا باطلاق سراح زميلنا، لقد كانوا يتحدثون إلينا بطريقة فظة وبلؤم شديد". أما بدر فقال للمركز: " لقد اعتقلوني حوالي ساعة إلا ربع بطريقة همجية جداً، فقد كبلوا يداي وراء ظهري وقاموا بضربي على قدميّ وظهري، كما كانوا يوجهون لي كلمات نابية طوال الوقت. كما حاول أحد الجنود تلفيق تهمة لي بأنني حاولت الاعتداء عليه ولكن زملائي المصورين وثقوا عملية الاعتقال، فتم إطلاق سراحي بعد تدخل مكتب الوكالة الفرنسية واتصالها مع الناطق باسم الجيش في المنطقة".

(18/12) احتجزت قوات الاحتلال مجموعة من الصحفيين في مدينة بيت لحم أثناء اعدادهم تقارير، وذلك يوم الثلاثاء الموافق 18/12/2012. وهم مراسل قناة القدس ممدوح حمامرة، مصور وكالة بال ميديا عبد الغني النتشة، مراسل راديو بيت لحم 2000 فادي العصا، ومراسل قناة الأقصى صهيب العصا. وأفاد ممدوح حمامرة لمركز مدى أنه توجه مع عدد من الزملاء لاعداد تقارير عن اعتداءات المستوطنين على احد المنازل في قرية الخضر ببيت لحم وعن معاناة الساكنين فيه جرّاء الاعتداءات عليهم. وأضاف حمامرة: " أثناء قيامنا بعملنا، جاءت مجموعة من جنود الاجتلال الإسرائيلي ومنعونا من التصوير واحتجزونا حوالي ساعة من الزمن، ثم اطلقوا سراحنا ولكننا لم نستطع القيام بعملنا".

(18/12) اقتحم عدد من أفراد الأمن الوقائي منزل مراسل قناة الأقصى أحمد الخطيب وقاموا باعتقاله بعد تفتيش منزله، وذلك مساء يوم الثلاثاء الموافق 18/12/2012. وأفاد الخطيب لمركز مدى بأن الأمن الوقائي قاموا باعتقاله لمدة ثلاثة أيام، حيث قاموا بالتحقيق معه حول عمله الصحفي وراتبه، بالإضافة إلى أسئلة شخصية أخرى. وأضاف الخطيب: "لقد انزعجت بشكل كبير من طريقة دخولهم إلى المنزل وتفتيشه، كما أنهم قاموا بتعطيلي عن عملي لمدة ثلاثة أيام. بالنسبة لمعاملتهم كانت حسنة ولم اتعرض لاي مضايقات."

(29/12) منع المكتب الإعلامي الحكومي والأمن الداخلي التابعان للحكومة المقالة في قطاع غزة نقابة الصحفيين من إقامة احتفال تكريمي لإعضاء النقابة في غزة، وذلك يوم السبت الموافق 29/ 12/202. وكانت النقابة قد وجهت دعوات للصحفيين لحضور احتفالها في مطعم السلام بمدينة غزه، في تمام الساعة 12 ظهراً، لتكريم الصحفيين في غزه لجهودهم في النقابة. وتم إبلاغ النقابة يوم الخميس الموافق 27/12/2013 بمنع الاحتفال. وأفاد الصحفي يوسف الأستاذ أمين سر النقابة لمركز مدى ، بأنه تلقى اتصالاً من المكتب الإعلامي الحكومي و اتصالاً آخراً من الأمن الداخلي أبلغاه بمنع تنظيم الاحتفال، وأن سبب المنع هو أن نقابة الصحفيين المنظمة للاحتفال غير شرعية.