بلدية خان يونس توقع إتفاقية توأمة مع نظيرتها تطوان المغربية
نشر بتاريخ: 06/01/2013 ( آخر تحديث: 06/01/2013 الساعة: 11:01 )
غزة-معا-وقعت بلدية خان يونس، جنوب قطاع غزة، مع نظيرتها تطوان المغربية إتفاقية توأمة تهدف إلى تعزيز التعاون المشترك في كافة المجالات الحياتية وتبادل الخبرات ودعم مشاريع التنمية في خان يونس، وتعد هذه الإتفاقية الأولى من نوعها ما بين المغرب وفلسطين.
ووقع الإتفاقية عن بلدية خان يونس رئيسها المهندس يحيى الأسطل والدكتور أحمد بو خبزة نائب رئيس بلدية تطوان المغربية بحضور معالي وزير الحكم المحلي الأستاذ محمد الفرا والمهندس صلاح الدين أبو عبدو نائب رئيس البلدية وأعضاء المجلس البلدي والمهندس محمد زكريا الأغا مدير عام البلدية ووفد رفيع المستوى من البرلمان المغربي ممثلاً عن حزب العدالة والتنمية، وذلك اليوم في دار البلدية.
وبحسب الإتفاقية ستعمل بلدية تطوان المغربية على دعم إحتياجات نظيرتها بخان يونس في تعزيز خدمات البلدية ودعم المشاريع الإنمائية وزيادة التعاون المشترك ورفع كفاءة الموظفين بما يعود بالفائدة على المواطن الفلسطيني والمساهمة في تعزيز صمود شعبنا في وجه الغطرسة الغربية والصهيونية الغاشمة.
وتقدم الأسطل بالشكر العميق إلى المملكة المغربية حكومةً وشعباً ومؤسسات وطنية وجماهيرية على وقفتهم ومساندتهم الكبيرة للشعب الفلسطيني التي عززت من حالة الصمود وساهمت في الوقت ذاته في التخفيف من حجم المعاناة بفعل الحصار والحرب الأخيرة معتبراً تلك الجهود مرآه حقيقية دللت على حالة الروابط الأخوية والعمق العربي والإسلامي كشعب واحد وأمة واحدة.
وقدم الأسطل شرحاً مفصلاً عن الملامح التاريخية لمدينة خان يونس التي عانت من الإحتلال الإسرائيلي طيلة خمسة وثلاثون عاماً حيث جثم على ثلث مساحة المدينة –الغربية- وعطل كافة عمليات التطوير في المنطقة، عدا عن حرمانها من أهم المشاريع الإستراتيجية وفي مقدمتها الصرف الصحي وهذا المنع الذي ساهم في إلحاق الأذى بشعبنا ولمعاقبته وتعطيل عملية النمو الطبيعي لغرب المدينة.
وشدد الأسطل على أن الإحتلال الإسرائيلي تعمد سرقة المياه الجوفية في خان يونس من خلال حفر ما يزيد عن (24) بئراً للمياه في المحررات تعمل على ضخ مياه المخزون الجوفي على مدار الساعة، مما أحدث عجز واضح وكبير في كميات المياه المستخرجة وزيادة نسبة الملوحة بشكل كبير، عدا عن قيامهم –الإحتلال- بوضع مصائد للأودية المائية المحاذية للحدود الشرقية لقطاع غزة للإستيلاء على المياة الرافدة من داخل فلسطين المحتلة.
وبين أن الشعب تعرض لحرب كبيرة نهاية العام الماضي إستخدم خلالها العدو الإسرائيلي أعتى أنواع الأسلحة ودمر عشرات الدونمات الزراعية المثمرة وإستهدف البيوت السكنية فوق رؤوس قاطنيها بشكل سافر لزيادة معاناة شعبنا، مشيراً في سياق متصل أن الوقفة التضامنية المغربية والمساندة العظيمة كانت بمثابة البلسم الشافي لجراح شعبنا، مقدماً إعتزازه الكبير بإتفاقية التوأمة التي من شأنها تطوير المدينة بكافة الجوانب.
ومن جهته بارك وزير الحكم المحلي بالحكومة المقالة بغزة محمد الفرا توقيع الإتفاقية لدعم مشاريع بلدية خان يونس وإحياء عملية التنمية والتطوير للوصول بها إلى مصافي الدول المتقدمة، واصفاً اللقاء الذي جمع الطرفين بالتاريخي كون هذه الإتفاقية تعد الأولى من نوعها ما بين فلسطين والمغرب، داعياً أن تكون جسراً لباقي البلديات المغربية والفلسطينية.
وأشاد الفرا بحالة التضامن الرسمية والشعبية في المملكة المغربية الشقيقة التي لم تتوقف عن دعم شعبنا منذ حربي الفرقان والأيام الثمانية وكافة الأحداث الجسام التي مرت على شعبنا، حيث تم تنظيم العديد من المظاهرات المنددة بالعدوان وقتل الأطفال الفلسطينين منادية بوقف الحرب فوراً، والعمل على إرسال الطواقم الطبية وقوافل فك الحصار المعززة لصمود الفلسطينيين .
وقال الفرا: " لقد كانت الجاليات المغربية في المحيط الإقليمي والغربي عماد التبرعات الخيرية المناصرة لشعبنا والتي عبرت عن الحب الصادق والوفاء والإنتماء والمساندة العظيمة وعززت العلاقات بين الشعبين الشقيقين، لافتاً إلى وجود لقاءات مثمرة وعلى كافة المستويات جمعت الإخوة العرب بعد أن فرقتنا الحدود السياسية" على حد تعبيره.
وشكر الفرا الوفد المغربي على جهودهم الطيبة في دعم شعبنا مبيناً أن خان يونس أطلقت إسم (المغاربة) على أحد أهم شوارعها الإستراتيجية الهامة تيمناً بهم ولشكرهم على وقفتهم العظيمة.
وأعرب بو خبزة نائب رئيس بلدية تطوان المغربية والنائب عن حزب العدالة والتنمية عن سعادته البالغة بالوصول إلى أرض غزة العزة والإباء ولقاء أهل فلسطين الصامدين على أرضهم، موجهاً تحيته الصادقة لكل فلسطيني في القطاع العزيز على قلوب كافة العرب والمسلمين.
وذكر بو خبزة بأن توقيع الإتفاقية جاء في سياق إستكمال الجهود المبذولة التي قام بها المغرب ملكاً وحكومةً وشعباً لكي يوفو حق الشعب الفلسطيني الذي إعتبره واجب وطني لدعم الفلسطينيين في مواجهة الغطرسة الغربية والصهيونية، واعداً بالمساعدة في كافة السبل لإنجاح الإتفاقية وترجمتها واقعاً ملموساً.
وأشار إلى وجود مبادرة ملكية لإقامة مستشفى مغربي ميداني في غزة، وضرورة العمل على زيادة الدعم وتطويره بالشكل المطلوب تحقيقاً للتنمية المنشودة، مقدماً في سياق متصل نبذة تعريفية عن بلدية تطوان والهيئة المحلية التي تديرها والأعمال الواقعة على عاتقها.
وقدم المهندس حازم الفرا نبذة تعريفية عن مدينة خان يونس والمجالس المحلية التي تعاقبت عليها منذ تأسيسها قبل تسعة عقود كاملة ونسبة السكان والخدمات التي تقدمها البلدية وأهم المشاريع التطويرية التي تفتقر إليها المدينة للنهوض بمسيرتها التي تعرضت لكبوة كبيرة جراء إستمرار الحصار.
وإختتم اللقاء بتسليم أعضاء الوفد المغربي الوشاح الفلسطيني والهدايا التذكارية ودرع البلدية تقديراً لجهودهم المبذولة في مساندة شعبنا، وقد وجه الوفد المغربي دعوة مفتوحة لرئيس البلدية وأعضاء مجلسها لزيارة المغرب خلال الفترة المقبلة