الخميس: 19/09/2024 بتوقيت القدس الشريف

فدا يدين قرار وزارة التربية اتلاف كتاب"قول يا طير" وشخصيات دينية تؤيد سحبه من المدارس بسبب الالفاظ الجنسية

نشر بتاريخ: 06/03/2007 ( آخر تحديث: 06/03/2007 الساعة: 12:14 )
معا- هل انتقل الصراع بين حماس وفتح وباقي الفصائل من مقاعد الوزارات الى قصص الخيال وحكايا التراث ؟؟ هل انتقل الصراع من وزارة الخارجية والداخلية الى نص انصيص وجبينة والشاطر حسن وحددون ؟؟؟

فقد دان الاتحاد الديمقراطي الفلسطيني "فدا" قرار وزارة التربية والتعليم إتلاف جميع نسخ كتاب " قول يا طير " الموجودة في مكاتب المدارس الفلسطينية.

واعتبرت (فدا ) في بيان وصل "معا" نسخة عنه القرار بمثابة إعدام واعتداء صارخ على الوجه الحضاري للتراث الفلسطيني, مشيرة الى انه بدلا من إتلاف الكتاب كان الأحرى بالوزارة مكافأة كاتبيه على الجهد المضني الذي بذلاه من أجل انجاز هذا العمل العلمي الذي من شأنه توثيق التراث الشعبي الفلسطيني وحمايته من الضياع في وقت سعى فيه المحتل وما يزال لسرقة هذا التراث عبر محاولة طمسه حينا، ونسبه لنفسه في أحيان كثيرة.

وطالبت (فدا) لجنة التربية والتعليم في المجلس التشريعي خاصة، والمجلس بصفة عامة؛ بعقد جلسة لمساءلة وزير التربية والتعليم د. ناصر الدين الشاعر عن هذا الإجراء الذي ترى فيه "محاولة لإعادة إحياء فترة محاكم التفتيش التي سادت في حقب ظلامية غابرة لا تريد لها أن تكون في فلسطين التي تميزت على الدوام بقيم التسامح والانفتاح الفكري والتآخي".

ومن جهة اخرى ثمّنت شخصيات أكاديمية ووطنية ودينية موقف وزارة التربية والتعليم العالي من كتاب وجد في مكتبات المدارس يحتوي على بعض الألفاظ الجنسية التي لا تتوافق بحال مع قيم وعادات وتقاليد الشعب الفلسطيني وتسيء إلى التراث الأصيل .. وتمثل هذا الموقف بمصادرة الكتاب من المدارس بصفته يعارض الخطة التربوية التي تستهدف الارتقاء بواقع طلبة المدارس عامة من خلال ترسيخ القيم الحميدة ونبذ الألفاظ البذيئة.

هذا وعلقت النائب منى منصور- عضو لجنة التربية والتعليم في المجلس التشريعي- بقولها: " إن وزارة التربية والتعليم العالي قامت بهذه الخطوة من أجل تنقية مكتبات المدارس من كل ما قد يرسخ السلوكيات الخاطئة لأبنائنا وبناتنا في المدارس" .. وقد أكدت أن هذا القرار "ليس إجحافاُ بحق تراثنا الأصيل .. بل حفظاً له وتكريماً له من الطريقة والأسلوب في عرض هذا التراث ونقله .. فلا يملك أحد أن يصادر هذا التراث العظيم الذي له قداسة التراب الفلسطيني برفات الأجداد والآباء وذكرياتهم التي لا تغيب" .. وأشارت منى منصور في نهاية حديثها أنه برغم إعلان وزارة التربية والتعليم موقفها بوضوح وبشفافية تامة .. على أن "الحديث ليس عن كتاب مدرسي بل عن كتاب طبع باللهجة العامية وتم توزيعه على المدارس والمكتبات ووجدت الجهة المختصة بالإشراف والتأهيل التربوي أنه غير مناسب لأنه باللهجة العامية ويحمل كلمات نابية" .. إلا أن البعض يحاول الاصطياد في الماء العكرة .. وتحميل الأمور أكثر مما تحتمل ..

بدوره شكر الأستاذ سعيد دويكات الأكاديمي في جامعة النجاح الوطنية وزارة التربية والتعليم على هذه الدقة والمتابعة الحثيثة حتى لمكتبات المدارس وعناوين الكتب ومحتواها .. الأمر الذي يجب أن يدعمه الجميع ويقف صفاً واحداً معهم في هذه المسيرة التي ترسخ الأخلاق الحميدة .. وأكد بقوله :" إن تراثاً سامياً لا ينقل للأجيال إلا بأسلوب سام" ..

وقال الشيخ حامد البيتاوي - رئيس رابطة علماء فلسطين- أنه يأسف لردود الأفعال السلبية التي أظهرت الحكومة الحالية كمن يمارس الإرهاب الفكري أو يهاجم التراث .. وقال :" أخشى أن تكون لبعض التصريحات المتسرعة والمقصودة من بعض الناطقين أهدافاً سياسية غير معلنة من أجل التشويه أو الإقصاء.. " .. واستنكر الشيخ بعض التصريحات التي استخدمت مصطلحات مثل :(الظلامية .. الطلبنة .. الانغلاق ...) وحاولت أن تظهر الحكومة الحالية التي خرجت من رحم الشعب بأنها تسعى لطمس الهوية الفلسطينية .. وأكد البيتاوي على انتماء هذا الشعب الفلسطيني لدينه ووطنه واعتزازه بقيمه واحترامه للتراث الملتزم الأصيل ..

وأكد بعض أهالي الطلبة من الشارع الفلسطيني أن هذه الألفاظ وإن كانت تراثية من الواقع الفلسطيني إلا أنهم لا يريدون لأبنائهم أن يتناقلوها أو تجري على ألسنتهم .. فعلق ولي الأمر محمد الشريف بقوله :" إن طلبة المدارس أمامهم أمور كثيرة ليتعلموها في هذه المرحلة أفضل من تلك الألفاظ" ..