بلدية بيت فوريك تنجح في عبور ازمة الاحوال الجوية بنجاح

نابلس- معا - مع اطلالة فجر كل صباح من ايام المنخفض الجوي غير المسبوق والذي لم تعرف المنطقة مثيل له منذ عشرات السنين، وقبل ساعات من بدء دوام الموظفين واطقم البلدية المختلفة في بلدة بيت فوريك ، كان هناك رجل يفتح ابواب البلدية قبل الجميع ويبدأ بالاتصال باعضاء فريق الطوارئ والتي اطلق عليهم ( جنود الفرقه الخاصة طواريء )، وما ان يكتمل وصول اعضاء الجنود هؤلاء حتى يسرع بتشغيل سيارته والانطلاق بها في مقدمة المعدات والاليات لتفقد كل شارع وكل زقه في مناطق بيت فوريك المترامية الاطراف والتي استقبلت مياه الامطار والسيول بكل رحابة صدر ودونما تذمر فهي خير ونعمه لا نجد معها سوى ان نحمد الله عليها.

ورغم ان هاتفه لم يهدأ عن استقبال المكالمات على مدار الساعة ممن يستغيثون جراء سيول تحاصر منزلهم او مشاكل في تصريف مياه الامطار واعطال في شبكة الكهرباء ، الا انه كان يبار بالاتصال للاطمئنان على احوال المتضررين ممن تقع منازلهم على مقربة من السيول والوديان والمناطق السهلية والمهددون اكثر من غيرهم بسبب طبيعة ارضهم وجغرافية منطقتهم.

قد تستهوي فكرة ان يشتكي المسؤول من ضعف الامكانيات وفداحة الاضرار وعدم اهتمام الحكومه او الوزارات فيرمي الكره في اتجاه الاخرين متهما اياهم بالتقصير وعدم القيام بواجبهم ، الا ان صاحبنا كان يعمل عكس ذلك تماما، موجها كلامه لاعضاء الفرقه الخاصه (ما حك جلدك مثل ظفرك فتولى انت جميع امرك ) ، فبالمزيد من العمل والاصرار واستغلال المصادر المتاحة وتوظيفها بأمثل الطرق سنعبر هذه الازمة لتأمين اهلنا وضمان سلامة اطفالنا وشيوخنا.

وعندما استيقظ الجميع على منظر الثلج الابيض وذهب ليلعب ويستمتع بالمنظر الاخاذ كان هو يفكر كيف سنتصرف عند ذوبان الثلج وتدفق المياه ، لذلك حق له ان يجيب المذيعه في احدى الاذاعات المحليه عندما بادرته بالسؤال عن حجم الاضرار ان يجيبها ، لا يوجد اضرار هنا وكل امورنا تحت السيطره بفضل الله وجهود ابنائنا.

لكل هذا وغيره الكثير احبه ويحبه الصغير والكبير في بيت فوريك، رغم ان من في مكانه قد لا تجد له محبون كثر، انه رجل (عرفاتي الهوى) من طينة المسؤولين بمعنى الكلمة لا بامتيازات المنصب ، صديقنا رئيس بلدية بيت فوريك الحاج عارف حنني.