الثلاثاء: 26/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

ما بعد تسونامي الانطلاقة في ذكراها الـ48 هل من مصالحة حقيقية؟

نشر بتاريخ: 12/01/2013 ( آخر تحديث: 12/01/2013 الساعة: 09:39 )
لا زال مهرجان الانطلاقة في ذكراها الـ 48 في المحافظات الجنوبية بغزة هاشم حديث الخاصة والعامة في الوطن والشتات وعلى صفحات الصحف المحلية والإقليمية والدولية، ولازالت الصورة الثابتة والمتحركة للجماهير المشاركة في ساحة الشهيد ياسر عرفات – السرايا سابقاً – عالقة في خلايا الذاكرة الفلسطينية، ولازال الصدى يجوب السهول والجبال والوديان بأغاني الثورة التي انطلقتْ مع الرصاصة الأولى والبيان الأول لقوات العاصفة ولا زالتْ الكوفية الفلسطينية تزين أعناق الشباب والشابات ولازالتْ ماجدات فلسطين يلبسن أثواب الفرح المطرزة بلوحات الانتصار وهي تحاكي ألوان العلم الفلسطيني، فعيد الثورة والانطلاقة لازال حديث الساعة يصحبه مطالب شعبية لابد من تحقيقها على رأسها إنهاء الانقسام البغيض، فهل بدأت خطوات المصالحة الحقيقية على يد الرئيس مرسي؟، الرئيس الذي أتت به مليونيات ميدان التحرير بغض النظر عما شابها من اختلالات أو انتقاضات ذوي المليونيات أنفسهم ( فهذا شأن مصري داخلي ). فهل لمليونية غزة أن تقود إلى المصالحة الفلسطينية الحقيقية، لينتبه الكل الفلسطيني للمعركة الأكبر، معركة الوجود على الخارطة الدولية بالاعتراف الدولي الحقيقي، لتكون فلسطين الدولة رقم 194 بكامل عضويتها في منظمة الأمم المتحدة؟

إن المتتبع لمجرى حوارات ولقاءات المصالحة الفلسطينية يجد نفسه أمام حركتي فتح وحماس عمودها الفقري والتي اتخذت من أرض الكنانة حضناً دافئاً لها (أي الحوارات واللقاءات) ، دون إغفال الأطراف الفلسطينية الأخرى التي تبارك ما يتوصل إليه طرفا الانقسام الفلسطيني من حلول ربما تنهي سنوات عجاف في السجل الوطني الفلسطيني، فالكل الفلسطيني بعد حوارات يومي الأربعاء والخميس (9- 10 يناير الجاري) في القاهرة بضيافة الوسيط المصري يستعد للمشاركة في الحوارات الشبه نهائية لتجديد التوقيع على اتفاق المصالحة الفلسطينية الفلسطينية أمام الوسيط المصري المنتخب الجديد، ليتكرر نفس السؤال والتخوف الجديد القديم فلسطينياً، هل يصمد هذا الاتفاق الذي سيوقع من جديد؟ وهل يكون الطرفان الأساسيان في الساحة الفلسطينية صادقين ومستعدين لتنفيذ ما تم وسيتم الاتفاق عليه قريباً؟ أسئلة كثيرة من حق كل الفلسطينيين الوقوف أمامها في ظل الظروف الداخلية والإقليمية والدولية التي تحيط بهم، وبتقديري أن مليونية ساحة الشهيد عرفات كانت السؤال الأكبر والرسالة الكبرى والبليغة التي أراد الفلسطينيون ايصالها للفصائل السياسية وعلى وجه الخصوص حركة حماس، وهذا لا يعفي الآخرين من فهم الرسالة أيضاً والعمل على المساهمة الحقيقية لإنهاء الانقسام وإعادة الوحدة الوطنية وتفعيل مؤسسات م.ت.ف والعمل على الانتقال الحقيقي من حالة السلطة الوطنية الفلسطينية إلى حالة الدولة الفلسطينية التي حاز عليها الفلسطينيون في 29 نوفمبر 2012 ، البناء عليها وصولاً إلى الاعتراف الكامل دولياً، وهذا لن يتحقق دون تصحيح الوضع الفلسطيني الداخلي. من هنا تأتي أهمية الوحدة الوطنية الفلسطينية بمشاركة وتوحيد الكل الفلسطيني على القاسم السياسي المشترك على قاعدة الوحدة والتنافس السياسي الشريف، بعيداً عن لغة الرصاص والتخوين.

إن الوضع الفلسطيني اليوم أمام منعطفات تاريخية داخلية ذاتية وخارجية إقليمية ودولية قد تطيح بالمكتسبات والانجازات الوطنية التي حققها شعبنا الفلسطيني وفي مقدمتهم الشهداء والجرحى والأسرى إذا ما استدرك الكل الفلسطيني هذه المخاطر وأجواء الفك والتركيب هنا وهناك وفوت الفرصة على كل المتربصين بقضيتنا . فلقاءات البيت الفلسطيني المرتقبة في بحر الأسابيع القادمة مطلوب منها أن تحقق الأمل الفلسطيني في الوحدة والبناء والإعمار وحماية الأرض ومقاومة النهب والتهويد للقدس عاصمة الدولة الفلسطينية، وتمتين الجبهة الداخلية والوقوف صفاً واحداً أمام كل المعارك التي تنتظرنا في المحافل الدولية تحقيقاً لإنجاز الدولة القادمة لا محالة. ويبقى السؤال المشروع ما بعد تسونامي الانطلاقة في ذكراها الـ 48، هل من مصالحة حقيقية؟