العاصفة لم تبق لسكان واد فرعا ملابس وأحذية لأطفالهم
نشر بتاريخ: 12/01/2013 ( آخر تحديث: 12/01/2013 الساعة: 14:41 )
الخليل- معا - تقرير معا - منذ ما يزيد عن 30 عاما، يعيش في وادي فرعا الى الشرق من بلدة إذنا غرب مدينة الخليل، قرابة 74 نسمة، أطفال ونساء ورجال، يعيشون في خيام وبيوت من الصفيح، تشبه البيوت التي نعيش فيها، وانتشرت تلك البيوت في بطن الوادي وعلى المنحدر، حولت عاصفة البرد التي ضربت البلاد مؤخراً، حياتهم الى جحيم، ولم يعد بإمكانهم الجلوس في تلك البيوت التي غمرتها مياه الامطار، وتلك التي اقتلعت من جذورها بفعل الرياح العاتية.
حياة قاصية يعيشها هؤلاء الناس، ولا يملكون الا الحب والحنان لتقديمه لأطفالهم العراة، توجهت برفقة ناصر قباجة منسق وحدة الكوارث في جمعية الهلال الاحمر الفلسطيني لجنوب الضفة الغربية، وبرفقة جبريل الطميزي منسق وحدة الحد من المخاطر في الهلال فرع إذنا، الى وادي فرعا، وبالكاد استطعنا أن نجلس بسيارة الهلال الاحمر، التي كانت مليئة بمواد الاغاثة الطارئة، من فرشات وأدوات مطبخ وأدوات نظافة، والتي تم جلبها من مخزن جمعية الهلال الاحمر في الخليل.
|201401|
وصلنا بلدة إذنا وكان بانتظارنا عدد من المتطوعين الى جانب رئيس جمعية الهلال فرع إذنا السيد جمال الطميزي، وعضو الهيئة الادارية جمال نوفل، وبعد الترحاب، توجهت بنا قافلة المساعدات الى وادي فرعا، وسرنا بين الجبال وفي طريق غير معبد مسافة لا تقل عن 3 كيلو متر، وما ان وصلنا الى الوادي وترجلنا من السيارات، حتى تهافت علينا الناس، وسمات الفرح والسعادة بادية في عيونهم، سلموا علينا بحرارة بالغة، حتى أن الاطفال تركوا بيوتهم وخرجوا للاستطلاع الأمر، ويبدوا بأن الاطفال قد نسوا ان ينتعلوا أحذيتهم، أو قل بأنه لا يوجد لديهم أحذية بعد أن جرفت مياه الامطار متاع بيتهم الذي دمر بفعل العاصفة.
"للمرة الرابعة أحضر الى هنا خلال هذين اليومين، وهذا المرة أنا سعيد جداً، لأن السكان هنا سيبيتون هذه الليلة في فراش دافء وخاصة هؤلاء الاطفال". هذا ما ذكره جبريل الطميزي.
وأضاف منسق وحدة الحد من المخاطر، الطميزي: في المرات السابقة، كنا نحضر الى هنا لعمل تقييم عن احتياجات السكان، واليوم نحضر لهم بعض المساعدات الطارئة التي ستساعدهم على اجتياز آثار الدمار التي لحقت بهم".
|201400|
وزاد عليه رئيس فرع الهلال في إذنا، جمال الطميزي: استعنا بجرافة لابعاد مجرى سيل الماء عن هذه البيوت، وكان يزيد عرض السيل عن 5 أمتار، وقد جرف السيل ما وقف في طريقه من خيام ومتاع للناس، حتى أن بعض المواشي قد نفقت وجرفها السيل".
هذه السيدة والتي وقفت بباب خيمتها تنظر بحسرة وألم على ما آلت اليه أمورها بعد العاصفة، قالت لنا: فقدت 5 من الغنم، وبعض الدجاجات وقرابة طن ونصف الطن من الاعلاف".
وأضافت أم محمد العزازمه : أعيش في هذه الخيمة مع 4 من اولادي، وزوجي، الذي يعمل في رعاية الاغنام، وتساعده البنات في الرعاية، حياتنا قاسية جداً، اضطررنا أن نعيش هنا بعد أن رحلنا عن أرضنا في منطقة بئر السبع عام 48، ونحلم بالعودة اليها".
الى جانب الهلال الاحمر في إذنا والخليل، قدمت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين، و "الأوتشا" مساعدات طارئة الى هؤلاء السكان. لكنهم ما زالوا بحاجة الى الكثير من المساعدة.
|201499|
جمال نوفل، أخبرنا بأن الاحتلال الاسرائيلي يحظر على هؤلاء بناء بيوت من الحجر، ويمنعهم من العيش أو الرعي بحرية في هذه المنطقة المعرضة للمصادرة لصالح مستوطنة "أدورا" الجاثمة على المرتفعات الجبلية.
|201403||201404||201405||201406||201407|