الأحد: 13/10/2024 بتوقيت القدس الشريف

كتب المحرر السياسي- تبرعوا بوزارة الداخلية لوزارة الصحة!!

نشر بتاريخ: 07/03/2007 ( آخر تحديث: 07/03/2007 الساعة: 09:51 )
بيت لحم- معـا- كتب ابراهيم ملحم- إستبعد رئيس الوزراء المكلف إسماعيل هنية في حديث للصحفيين أمس الاول الإعلان الرسمي عن التشكيلة الوزارية لحكومة الوحدة قبل نهاية الأسبوع القادم عازياً ذلك إلى ماوصفه بـ " أسباب وطنية متعلقة بالتحرك السياسي".

واللافت أن تصريحات رئيس الوزراء هذه تأتي بعد أيام قليلة من تصريحات له دعا فيها الى الإسراع في تشكيل حكومة الوحدة "لجعل هذه الحكومة من ورائنا ولنتفرغ لما هو أهم من تشكيل الحكومة" حسب قوله.. كما أنها تأتي بعد سلسلة إجتماعات وصفت بالإيجابية بين الرئيس عباس ورئيس الوزراء المكلف كان اهمها "خلوة الليلة الماضية"، والتي تم خلالها تذليل العديد من العقبات التي تعترض التشكيلة الوزارية الا عقبة الداخلية.

ورغم الأجواء الإيجابية السائدة في لقاءات الرئيس برئيس وزرائه المكلف إلا أن حديث الإرجاء إلى نهاية الأسبوع القادم يثير القلق في ضوء ما تسرب من أنباء حول إستعصاء فك عقدة " الداخلية " وهي العقدة الأكثر صعوبة في منشار حكومة الوحدة إضافة الى الخلافات التي نشأت حول صلاحيات نائب رئيس الوزراء وهو " فتحاوي "حسب اتفاق مكة.

ولأن المنطقة في حالة ركود إلا من زيارات " رفع العتب المرتبكة " للوزيرة الأمريكية كونداليزارايس التي ستصلها للمرة الثالثة نهاية الشهر الجاري.. وما يرافق تلك الزيارات من قرع لطبول الحرب في المياه الدافئة مضافاً إليها تهديدات عدد من قادة الجيش الإسرائيلي بإجتياح القطاع نقول.. أمام كل ذلك فإن تصريحات رئيس الوزراء المكلف تصبح عصية على الفهم وتعيد إلى الأذهان اجواء تشرين ثان من العام الماضي عندما اوصلتنا التصريحات المبشرة بولادة حكومة الوحدة انذاك تخوم الماء قبل ان نكتشف انه كسراب بقيعة يحسبه الظمآن ماء.

وإذا كانت عقدة " الداخلية " عصية على الحل فإن هذا الإستعصاء لا ينبغي له أن يفجر أزمة أو يرجىء إعلان حكومة طال إنتظارها رغم ما ينتظرها من تلويح بالمقاطعة.

ولأن وجعنا في الداخلية ومنها.. بسبب عربدة "الفلتان"وإنعدام الأمان.. فإن التبرع بالداخلية التي تقطع 25% من الموازنة العامة لصالح وزارة الصحة يصبح أكثر معقولية لعله يضمن لنا الصحة بعد أن فجعنا بغياب الامن.. وهو إقتراح تذكرته لإحدى الكاتبات العربيات عندما اطلقت صرخة قبل سنوات تدعو فيها الى التبرع بوزارة الثقافة لوزارة الصحة من فرط ما عانت الصحة من اهمال والثقافة من اهدار للمال العام لم تلامس فيه اي انجاز.