عيد الغطاس والنهر المقدس ومشكلة المياه الملوثة
نشر بتاريخ: 17/01/2013 ( آخر تحديث: 17/01/2013 الساعة: 18:37 )
بيت لحم- معا - يصادف يومي الجمعة والسبت القادمين من كانون الثاني 2013 عيد الغطاس, أو كما هو متعارف عليه بـ "الابيفاني"، حيث يتوجه الحجاج المسيحيون الى نهر الأردن في هذا اليوم لممارسة شعائرهم الدينية من خلال التعميد في النهر المقدس احتفالا بتعميد السيد المسيح عليه السلام بهذا النهر.
مدير عام شبكة أصدقاء الارض الشرق الاوسط المهندس الدكتور نادر الخطيب مكتب فلسطين صرح لـ " معا " انه منذ عام 2009 تسعى مؤسسة أصدقاء الارض في الشرق الأوسط ومركز التطوير المائي والبيئي لاعادة تأهيل نهر الاردن الذي نراه من مسؤولية جميع الدول المشاطئة لهذا النهر المقدس لا سيما تلك الدول التي قامت بتحويل منابع التهر متاجهلة حقوق الدول الاخرى المشاطئة للنهر حيث تم تحديد حجم هذه المسؤلية في كل من الاردن وفلسطين واسرائيل, وتشكل مشكلة التصريف الصحي لجميع المدن والقرى المحاذية للنهر تحديا اخر لاعادة تأهيل النهر.
وقال منسق مشروع اعادة تأهيل نهر الاردن السيد عبد الكريم شريتح , بان أهمية هذا النهر المقدس لا تقتصر على فلسطين فقط ولكن على العالم أجمع، حيث أنه هنالك أكثر من مليار مسيحي في العالم يقدس هذا الموقع وهذا النهر, وتابع شريتح , ان تراث نهر الاردن الديني والحضاري يتعرض للاستنزاف حيث يتم سحب المياه منه من قبل الدول المشاطئة ، باستثناء فلسطين، بشكل دائم مما أدى الى تدهوره و عدم جريان المياه فيه كما كان عليه سابقا، لذا تناشد مؤسسة أصدقاء الارض الشرق الاوسط ومركز التطوير المائي والبيئي جميع المسؤولين في المنطقة بجعل اعادة تأهيل نهر الاردن أولوية وطنية واقليمية وعالمية.
|163234|من جانبه، مدير عام المركز الدكتور نادر الخطيب في مركز التطوير المائي والبيئي مؤسسة أصدقاء الارض مكتب فلسطين, اشار بان منطقة المغطس تقع في وادي الخّرار والذي كان يعج بالخضرة والنباتات والتنوع الحيوي والطيور المهاجرة والذي تنبع أهميته التاريخية بانه المكان الذي يعتقد أن به قد تم تعميد المسيح علية السلام وكذلك هو المنطقة التي صعد بها مار الياس الى السماء حيث فتحت بوابة السماء.
ولكن للاسف مع أهمية هذا الواد الغني بالخيرات والطبيعة والينابيع والذي يصب في نهر الاردن قد تعرض في السنوات الاخيرة الى ممارسات غير بيئية أثرت على صحة النهر ووادي الخّرار حيث أن كمية المياه المتدفقة الى النهر قد قلت كثيرا في الخمسون سنة الماضية وبالتحديد منذ عام 1964 عندما باشرت اسرائيل بسحب المياه من بحيرة طبرياعبر ناقلها الوطني للمياه وتحويلها الى مناطق الساحل والنقب.
وتعمل مؤسسة أصدقاء الارض الشرق الاوسط ومركز التطوير المائي والبيئي على اعداد خطة شاملة لاعادة تأهيل نهر الاردن بالتعاون مع المؤسسات العالمية مثل معهد ستكهولم للمياه في السويد واتحاد صندوق الطبيعة العالمي في المانيا والمؤسسات الحكومية المعنية وغير الحكومية العاملة في مجال البيئة والمياه.
ويشار انمياه النهر العكرة تمس قدسية النهر, فتطفئ شعلة مضيئة في قلوبهم مما يفكر الحاج مرتين قبل أن يقدم على تعميد نفسه أو أولاده بتلك المياه التي تتناقص يوم تلو الاخر.|163232|