نساء فلسطينيات يعبرن عن أمنياتهن.. أتمنى أن أرى جثمان إبني الشهيد.. أتمنى احتضان إبني الاسير!
نشر بتاريخ: 08/03/2007 ( آخر تحديث: 08/03/2007 الساعة: 11:18 )
نابلس- معا- الثامن من آذار هو اليوم العالمي للمراة أينما وجدت... وأينما كانت... يوم أقرته المؤسسة الدولية العالمية في عام 1975 سنة دولية لحقوق النساء في كل أنحاء المعمورة.
نساء فلسطين احتفلن بهذا اليوم على طريقتهن الخاصة.. طريقة تختلف عن كل طرق الاحتفالات العالمية والدولية.. احتفلن بهذه المناسبة في نابلس اكبر المدن الفلسطينية شمال الضفة الغربية بالزحف الى الحواجز العسكرية والتظاهر عندها احتجاجاً على الحصار واغلاق المدن.
ووسط مئات من النساء اللواتي خرجن ضد الحواجز كانت "ام حمد" ( 68 عاما) تلبس الثوب الفلسطيني وتلتفح "شماغ" الثورة, أخذت تردد الهتافات الوطنية بصوت لم يعرف الارتجاف والضعف, فيما كانت تمسك في يدها صورة شاب وسيم قالت إنه ابنها "حمودة" البالغ من العمر ( 22 عاما) والذي يقضي حكما في السجون الاسرائيلي بالسجن المؤبد مرتين.
وقالت "ام حمد" "أمنيتي الوحيدة في هذه الدنيا أنا أرى ابني حمودة قبل ان أفارق الحياة, فسلطات الاحتلال تنمعني من زيارته بدواع امنية".
"أم محمد" ( 45 عاما) من مخيم بلاطة للاجئين شرق نابلس, لم تجد امنية احب الى قلبها من أن تحتضن جثة ابنها الشهيد "مهند" التي ما زال الاحتلال يحتجزها منذ استشهاده بتاريخ 31 ايار 2002.
وتقول "ام محمد" بصوت صارخ تغلبه الحرقة والالم "امنيتي ان اضم جثمان (مهند) واودعه الوداع الاخير, وان يكون له كباقي البشر قبر اتمكن من زيارته كلما اشتقت اليه".
ولا تقف معاناة " أم محمد" عند حرمانها من رؤية جثة ابنها الشهيد, بل تتجاوز ذلك بكثير فهي محرومة ايضاً رؤية ابنائها الاحياء, فابراهيم معتقل منذ خمس سنوات ولم تره منذ 54 شهراً, أما محمد فيقبع في الاعتقال الاداري بسجن النقب والذي جدد له قبل ايام قليلة للمرة التاسعة على التوالي.
ومن بين النسوة اللواتي شاركن في المسيرة "أم محمود" ( 50 عاما) من سكان شارع القدس جنوب نابلس, ولكنها تحمل صنفين من المعاناة فالى جانب حرمانها من ابنها الاكبر المعيل لها فإنها ايضا تعاني من جور اجتماعي صبه على رأسها زوجها الذي هجرها منذ عشر سنوات وتزوج بأخرى.
تقول " ام محمود" هجرني زوجي منذ عشرة سنوات وتزوج باخرى, اما ابني محمود الذي كان مسؤولاً عن اعالة الاسرة فقد حكم عليه بالسجن المؤبد ثلاث مرات بعد اتهامه بعضوية الجناح العسكري للجبهة الشعبية, والبيت هدمه الاحتلال بعد اعتقال محمود عام 2001".
أما الامنية العزيزة على قلبها فهي عودة محمود اليها بوصفه الابن والصديق والحبيب وكل شيء في حياتها- على حد وصفها.
ميسر عطياني إحدى الناشطات في قضايا المرأة قالت إن المرأة الفلسطينية ما زالت تعاني من العنف الممارس ضدها في المجتمع, ورغم التقدم الذي طرأ في المجال السياسي الا أن المراة ما زالت تقتل باسم شرف العائلة ودون اي وازع من ضمير, فقد تكون مظلومة في كثير من الاحيان.
ورحلت عطياني في حديثها الى العصر الفرعوني في محاولة لمقارنة وضع المراة في ذلك العصر بوضعها في يومنا الحاضر في ظل الاحتلال الاسرائيلي, قائلة:" عاشت المرأة في عهد الفراعنة وبلاد النوبة حرية لم تنلها في الحضارات التي سبقتها, فكانت تشارك في الحياة العامة وتخرج, وتحضر مجالس الحكم, لا بل كانت تتولى زمام الحكم، أما اليوم في ظل الاحتلال فالمرأة مهضومة الحقوق وتعاني من ظلم واستبداد لم تعرفه حتى في اكثر العصور ظلامية.