"معا" تكشف مراسلات الاطاحة بـ " نص نصيص " وطقوس الحرق المخجل...أخاف على امرىء القيس !!
نشر بتاريخ: 08/03/2007 ( آخر تحديث: 08/03/2007 الساعة: 11:28 )
بيت لحم- معـا- كتب المحرر السياسي ابراهيم ملحم - مذ كنا صغاراً نلثغ بالكلمات المثيرة للضحك طورا وللسخرية تارة .. ونحن نجلس بهدوء لا مثيل له سوى الخشوع بين يدي جداتنا الصالحات التقيات النقيات الطاهرات، وهن يسردن على أسماعنا الطرية باطالة غير مملة حكايات الغولة، والشاطر حسن ترغيبا حينا وترهيباً أحياناً حتى نغط في نوم عميق .. وفي كثير من الأحيان كنا نبلغ النوم قبل أن نبلغ فصل الختام لتلك الحكايات متعددة الفصول والحلقات وحتى الروايات.
كانت جدتي- أسكنها الله فسيح جنانه- تقف وتستوقف وتبكي وتستبكي في قصة واحدة، بعد أن تكون قد فرغت من تسبيحاتها الطويلة عقب صلاة العشاء وهي تسعى لتنويمنا حتى تنال هي الأخرى قسطا وافراً من النوم يعينها على النهوض مع صياح الديك لأداء صلاة الفجر وبدء نهار جديد من العمل والكد والمعاناة.
فجدتي التي بلغت تسعين حولاً بالتمام والكمال دون أن تسأم تكاليف الحياة، كانت بالنسبة لنا قمراً فضائياً محملاً بجميع القنوات الجادة ،والهزلية، والدينية، والإخبارية وغيرها من تلك التي لا تغادر الآن بيوتنا، حتى أننا كنا نتوارى خجلاً من كلمة " تخرج عن النص" في سياق حكاية ترتعد منها فرائصنا قبل ان ننفجر بالضحك حتى يعود حديث الجدة ليستوي على سوقه وتتابع السرد الطويل المسلي حتى نغط في نوم عميق .
أسرد هذه المقدمة الطويلة لأصل الى ما وصلني من مراسلات جرت بين د. محمد ابو شقير وكيل وزارة التربية والتعليم العالي و أ. ثروت زيد مدير عام الاشراف والتاهيل التربوي في وزارة التربية،حول سبل التخلص من كتاب التراث "قول ياطير"بسبب ما قيل في المراسلات انه يحتوي على الفاظ تخدش الحياء وما اثاره فعل اطاحة الكتاب عن رفوف المكتبات من ردود فعل غاضبة ومستنكرة ومستهجنة .
واللافت أن تلك المراسلات على أهميتها جرت بعيداً عن اطلاع الوزير المسؤول الأول وصاحب القرار وهو ما جعل الوزير المعروف ببراغماتيته، ومهنيته ووحدويته وحساسيته العالية ازاء كل ما يمكن ان يربك عمل الوزارة، مرتبكاً في رده على الضجة التي أثارها فعل الإطاحة بالكتاب المذكور عن رفوف المكتبات، وإن ابدى الوزير في بعض إجاباته مبرراً للفعل من خلال القول بأن الكتاب يحمل ألفاظاً نابية، أو أنه كتب باللغة العامية .
ولئن كان من حق الوزارة ومن واجبها الحرص على سلامة اللغة وتنقيتها من كل ما يشوبها من حوشي الكلام فإن ذلك الحرص لا يبرر اتلاف واحراق " كتاب "على رفوف المكتبات قال الوزير أنه ليس مقرراً مدرسياً وأنه مجرد مرجع للمعلمين والطلبة على رفوف المكتبات المدرسية لكل ما يتعلق بتراثنا الذي لم يسقط من ذاكرة أحد منا .
ولعل ما يثير الألم هي تلك الطقوس التي جرت في بعض مديريات التربية وأمام الطلبة بـ"حرق" الكتاب المتهم بحوشي الكلام ..وما يثير الخوف أكثر أن تمتد ألسنة اللهب الى كنوز التراث العربي، ودواوين الشعر العربي القديم على رفوف المكتبات المدرسية .. أخاف على إمرىء القيس، وطرفة بن العبد والنابغة .. أخاف أكثر على الشنفري وتابط شرا وعروة بن الورد من فعل الإطاحة وطقوس الحرق .
وتدعو المصارحة الى القول للسيد الوزير ان المعالجة كانت خاطئة ومثيرة للخوف ..ذلك ان معالجة بذيء القول على السنة ابنائنا لايكون بكي السنتهم ...واحسب ان السكوت على الفاعلين وعدم محاسبتهم على فعل "الحرق والاتلاف" يدخل في باب الخطيئة وهو ما نربأ بك ان تقع فيها .. فلقد كان بالامكان افضل مما كان يا معالي الوزير.
وفيما يلي النص الكامل للمراسلات التي جرت بين مدير عام الاشراف التربوي ووكيل وزارة التربية .. ولم تتضمن تلك المراسلات اية نسخة لاطلاع الوزير !!
السادة مديري التربية والتعليم المحترمين
الموضوع : كتاب " قول ياطير"
بعد التحية ؛؛
أرجو الإيعاز الى مديري المدارس في مديرياتكم ضرورة تشكيل لجنة مكونة من ثلاثة أشخاص يترأسها مدير المدرسة وعضوية معلم وقيم المكتبة لإتلاف كتاب " قول ياطير" وفق محضر رسمي، وذلك بسبب وجود ألفاظ تخدش الحياء فيه، كما أرجو موافاة الإدارة العامة للإشراف والتأهيل التربوي بتقرير حول عدد النسخ التي تم إتلافها في مديرياتكم في موعد أقصاه نهاية شباط الحالي .
مرفق: كتاب عطوفة وكيل وزارة التربية والتعليم العالي المحترم .
مع الإحترام
أ. ثروت زيد
مدير عام الإشراف والتأهيل التربوي
نسخةعطوفة وكيل وزارة التربية والتعليم العالي لمحترم .
نسخة عطوفة الوكلاء المساعدين المحترمين .
نسخة السادة مؤسسة دياكونا المحترمين .
نسخة السادة المعهد الوطني المحترمين .
.........................................................
السيد / أ. ثروت زيد حفظه الله
مدير عام التدريب والتأهيل التربوي
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الموضوع : "كتاب قول ياطير"
بخصوص الكتاب أعلاه فإنه وبعد دراسته والإطلاع عليه من قبل المختصين فإننا نود أن نلفت عنايتكم بأنه يوجد فيه كثير من الأخطاء سواء التكرار أو وجود بعض الألفاظ النابية وتلك الأخطاء واردة في الصحفات التالية :
· صفحة (67) سطر رقم (17) صفحة (68) سطر رقم (16)
· صفحة (70) سطر رقم (2) صفحة (72) سطر رقم (20)
· صفحة رقم (74) سطر الأخير صفحة ( 75) سطر الأول
· صفحة رقم (97) سطر رقم (18) صفحة رقم ( 98) سطر رقم (18)
· صفحة رقم (181) سطر رقم (12،24) صفحة رقم (274) سطر رقم (8)
· صفحة رقم (274) سطر رقم (18) صفحة رقم ( 195) سطر رقم (14)
· صفحة رقم ( 204) سطر رقم (19،20،21،22) صفحة رقم (181) بيت الشعر مكرر (3) مرات
· صفحة رقم (179) سطر رقم (9)
مرسل لعمل ما ترونه مناسباً وموافاتنا
وتفضلوا بقبول فائق الإحترام ،،
د. محمد أبوشقير
وكيل وزارة التربية والتعليم العالي