غالبية المصريين يرون أن بلادهم تنزلق نحو انقسامات متزايدة وعدم تسامح
نشر بتاريخ: 22/01/2013 ( آخر تحديث: 22/01/2013 الساعة: 14:10 )
الاسكندرية- معا - رأى غالبية المصريين المشاركين في منبر حواري حر في الاسكندرية مساء الاثنين أن بلادهم تترنح تحت ثقل انقسامات سياسية ودينية عميقة، بعد مرور عامين على اندلاع الثورة.
ففي نهاية جلسة نظمّتها "المناظرات العربية الجديدة" في مكتبة الاسكندرية العتيقة ذائعة الصيت، صوّت 83.3 % من المشاركين – غالبيتهم من عنصر الشباب- إلى جانب عنوان الحوار: "هذا الحضور يعتقد أن مجتمع مصر يتجه للانقسام وعدم التسامح على نحو خطير".
في معرض مساندتها لعنوان الجلسة، أعربت المحامية غادة شهبندر عضو مجلس إدارة المنظمة المصرية لحقوق الإنسان عن خشيتها من اتجاه الحكم الحالي بقيادة التيار الإسلامي لاستخدام تكتيكات مماثلة للتي كان يوظفّها الرئيس السابق حسني مبارك من أجل البقاء في السلطة.
ورأت المحامية غادة أن "مصر منقسمة بين أولئك الذين ينشدون الازدهار والتنمية وأولئك الذين يسعون للسلطة، الشهرة الشخصية والمكتسبات لأنفسهم وحدهم". وأردفت أن "كل من لا يرى ذلك أشبه بمثل النعامة التي تغرس رأسها في التراب".
وقالت إن العديد من القوى الرجعية استعارت النزعة "غير المتسامحة والإقصائية" للون الوهابي من الملكيات المجاورة لمواصلة "تهميش عنصر الشباب والمرأة وأي شخص يعارض سياساتهم أو ولد منتميا إلى دين مغاير".
فمتى "صعدوا إلى السلطة، ظهرت الأفضلية لديهم في الآذان للصلاة داخل قاعة مجلس الشعب أكثر من سن تشريع لتحديد الحد الأدنى للأجور".
خالفها في الرأي السيد طارق الشعلان - مهندس درس في أمريكا وعضو مؤسس لحزب الوطن السياسي المحافظ ذي المبادئ السلفية – الذي حمّل النظام السابق مسؤولية الانقسامات التي تعصف بمصر.
وأكد أن "مثل هذا التمييز انتهى من خلال وصول الإسلاميين إلى السلطة. ونتمتع الآن بانتخابات حرّة وعادلة ونمتلك حق الاعتراض". وخلافا للوضع تحت النظام السابق، "تستطيع المرأة المحجبة العمل في التلفزيون الرسمي والخطوط الجوية الوطنية"، على ما أضاف الشعلان.
وجادل بأن "الأحزاب الإسلامية السياسية في هذه الثورة تماثل حركة مارتن لوثر كينغ التي أنهت التمييز (المجتمعي) في الولايات المتحدة". وأثار هذا التشبيه احتجاج إحدى المشاركات بين الحضور.
وفي المناظرة الساخنة التي تلت ذلك، كرّر السيد الشعلان قوله للجمهور إن بإمكانهم ترحيل الأحزاب الإسلامية في الانتخابات المقبلة إن لم ترتق إلى مستوى الوعود التي قطعتها.
على أن القاعة ضجّت بالتصفيق عندما أبلغته إحدى المشاركات بأن غالبية المصريين أعطوا الرئيس محمد مرسي وحكومته الفرصة للحكم، "لكن لا نرى الآن سوى إعلان دستوري لا أحد يتفق عليه ودستور فوضى". وأردفت أن "هذه الأمور هي التي تقسم المصريين".
ساهمت مؤسسة أنا ليند ومقرها الاسكندرية في دعم ترتيبات عقد هذه المناظرة.
يشار إلى أن الحوارات العربية الجديدة تشكّل منبرا حواريا حرا لنشر ثقافة المساءلة والمحاسبة، أطلقت عقب الإطاحة بنظامي زين الدين عابدين بن علي وحسني مبارك مطلع 2011. يشمل هذا المشروع الطموح الذي تموله حكومتا بريطانيا والسويد إطلاق حملات مكثّفة في المدارس والجامعات بهدف تشجيع الشباب على المشاركة في إدارة شؤون بلادهم وتطوير الحياة السياسية فيها، من خلال المناظرات العامة.