سياسيون ونشطاء: المقاومة الشعبية تشكل نقلة نوعية
نشر بتاريخ: 22/01/2013 ( آخر تحديث: 22/01/2013 الساعة: 19:06 )
غزة - معا أكد سياسيون ونشطاء أن المقاومة الشعبية أحد أبرز الأشكال النضالية التي تنسجم مع معطيات المرحلة الراهنة ومتطلباتها.
موضحين أن نموذج إقامة قرية باب الشمس وقرية الكرامة هي مبادرة خلاقة توحد شعبنا بكل فئاته وقواه في مساندته، وتعبر عن إصراره في مواجهة الاحتلال الإسرائيلي ومشروعه الاستيطاني الاستعماري الاحتلالي.
وشدد المتحدثون على ضرورة استنهاض المقاومة الشعبية ضد الاحتلال والاستيطان والجدار والحصار المفروض على قطاع غزة وضد إقامة المنطقة العازلة .
وطالب المشاركون بضرورة توحيد الجهود الفلسطينية من اجل إنهاء حالة الانقسام و مواجهه المخططات الإسرائيلية التي نهدف إلي تقويض كل فرص إقامة الدولة و عملية السلام .
وطالب المتحدثون بترسيخ مفاهيم سليمة تعزز لغة الحوار بين الشباب و تعزيز دورهم في نشر مفاهيم تقبل الآخر بعيداً عن العنف والإقصاء، والتركيز على ثقافة التسامح بين أفراد المجتمع.
واعتبر المتحدثون أن ما قام به نشطاء المقاومة الشعبية من بناء لقرية باب الشمس على الأراضي الواقعة ما بين القدس ومستوطنة معاليه ادوميم هو إبداع جديد في إشكال مقاومة المحتل و هو تعبير عن إصرار المواطنين لنيل حريتهم وإنهاء الاحتلال وطغيانه وإرهاب مستوطني.
جاء ذلك خلال لقاء شبابي نظمه تحالف السلام الفلسطيني في مدينة غزة استمر لمدة يومين بعنوان " الشباب الفلسطيني و المقاومة الشعبية السلمية " وذلك ضمن المشروع الدنماركي.
وحضر اللقاء كلاً من الدكتور طلال أبو ظريفة عضو المكتب السياسي للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين والكاتب والمحلل توفيق أبو شومر السيد نبيل ذياب مسئول دائرة الشباب في شبكة المنظمات الأهلية و القيادي في المبادرة الوطنية و السيد صابر الزعانين المنسق العام للمبادرة المحلية نشطاء المقاومة الشعبية في غزة والعشرات من الشباب والجامعيين والمهتمين
من جانبه قال طلال أبو ظريفة عضو المكتب السياسي للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين إن إنجاح المقاومة الشعبية، يحتاج إلى تحقيق سلسلة من الخطوات وتوفر عوامل الثبات والصمود من بينها تنظيم حملة مقاطعة منتجات المستوطنات، وتطويرها لتشمل المنتجات الإسرائيلية كافة، وتوفير بدائل محلية أو عربية وكذلك مقاطعة العمل في المشاريع الإسرائيلية، خاصة العمل في المستوطنات مع توفير البدائل الكريمة للعمال الفلسطينيين المتضررين من هذه المقاطعة حتى لا يقعوا فريسة البطالة والجوع.
كما شدد أبو ظريفة على ضرورة توفير شبكة أمان مالية عربية للمؤسسة الفلسطينية حتى لا تتأثر بردود الفعل الإسرائيلية أو الأميركية، في مجال الدعم المالي أو تسديد إيرادات المعابر الجمركية.
وأكد أبو ظريفة في كلمة له خلال الورشة التي نظمت في مدينة غزة أن المقاومة الشعبية تشكل من أهم العناصر في الإستراتيجية النضالية البديلة للسياسات الأحادية التي انتهجت خلال مراحل النضال الفلسطيني منذ أقامة السلطة عام 94 وشكلت فرصة لانخراط كافة الفئات الشعبية في معركة مواجهة الاحتلال على غرار انتفاضة عام 87 بكافة الأساليب والإشكال الممكنة، مضيفاً أن من شأن هذه المقاومة المفتوحة على مصراعيها أن تحدث سلسلة من التفاعلات المحلية والإقليمية والدولية.
ومن أبرز التفاعلات المحلية التي أحدثتها المقاومة الشعبية هي الزج بكل القوى والقدرات والإمكانات والكفاءات في الشارع الفلسطيني في معركة الاستقلال والخلاص من الاحتلال والاستيطان، ونقل الحركة الشعبية من موقع الانتظار والترقب لما ستسفر عنه العملية التفاوضية، إلى موقع الفعل والتأثير، وإعادة صياغة موازين القوى المختلة لصالح الاحتلال الإسرائيلي.
وأكد أن المقاومة الشعبية عملت على إحداث تطوير في العلاقة بين الحركة الشعبية والمؤسسة الرسمية بحيث تصبح الحركة الشعبية شريكاً في القرار، وصياغة سياسة المؤسسة الرسمية، السياسية والاجتماعية والخدمية، لتنسجم مع الواقع الجديد الذي ولدته المقاومة الشعبية، كما عملت المقاومة الشعبية على إحداث انقلاب في العلاقات الفلسطينية الداخلية، والضغط على الأطراف المعنية لإنهاء انقساماتها السياسية وغير السياسية، لصالح وحدة داخلية تلتف حول المقاومة الشعبية، وتعزز صمودها وقدرتها على التواصل والاستمرار وفقاً للأهداف المرسومة، بالإضافة إلى إحداث انقلاب في العلاقات الفلسطينية الداخلية، بحيث يصبح الشارع وطلائعه ونخبه المؤطرة معياراً رئيسياً من معايير النفوذ السياسي لهذا التيار أو ذاك في الصف الوطني عبر عملية إصلاح ديمقراطي شامل للمؤسسة الفلسطينية.
ودعا أبو ظريفة إلى توفير مقومات الصمود لسكان المناطق الحدودية والمزارعين وتأسيس صندوق ممول من السلطة الوطنية والدول الصديقة لتعزيز الصمود.
وطالب أبو ظريفة بمنع العمل بالمستوطنات وتوفير عمل بديل لهم.
وطالب بجبهة عمل موحدة.
من جانبه شدد الكاتب توفيق أبو شومر على ضرورة عدم الاختلاف على الإطار النضالي لأنه شق واحد سواء العسكري أو الشعبي ظلا مواكبان للنضال الفلسطيني على مدار التاريخ.
وقال أبو شومر في كلمة له إن إسرائيل لا تزال تعاني من أثار سفينة الحرية التركية حتى ألان وستظل هذه الآثار مستمرة لمدة سنوات طويلة.
وأكد أبو شومر أن الإعلام لم ينجح من الاستفادة من التكنولوجيا الإعلامية الالكترونية على عكس ما نجح فيه الإسرائيليون.
وقال أبو شومر إن ما حدث مؤخراً في شرق القدس من نمط نضالي رائع لم يكن يتوقعه أحد.
وانتقد أبو شومر ضعف دور الإعلام المحلي في التعامل مع الجرائم الإسرائيلية ودعم المقاومة الشعبية.
وأشار أبو شومر إلى أن الانقسام وما سماهم بالعوالق يحدان من القدرة على الاستمرار والانخراط في المقاومة الشعبية.
وحذر أبو شومر من المتاجرة بالنضال السلمي والشعبي لصالح بعض الأحزاب أو المؤسسات.
وقال أبو شومر إن تجربة باب الشمس تشكل نقلة نوعية في نضال الشعب المشروع ومقاومته السلمية لمحاولات حكومة الاحتلال توسيع هجمتها الاستيطانية، بهدف منع إقامة دولة فلسطينية كاملة السيادة وعاصمتها القدس على حدود عام 1967".
من جانبه قال نبيل ذياب القيادي في المبادرة الوطنية إن المقاومة الشعبية الجماهيرية التي باتت إحدى أهم الوسائل الكفاحية في نضالنا التحرري لا تلغي بأي حال من الأحوال الأشكال الأخرى في المقاومة.
وأضاف ذياب إنها تتلاءم مع المتغيرات و اختلال موازين القوى " بالإضافة إلى إنها تحقق انجازات و تحرز انتصارات في جوالات كفاحنا ضد الاحتلال و استيطانه التوسعي و سياساته العنصرية دون أن يتكبد شعبنا المزيد من الخسائر في الأرواح و الممتلكات ، التي طالما سعى الاحتلال لإلحاقها بالجماهير.
و قال ذياب إن أسلوب المقاومة الشعبية الجماهيرية أصبح الأكثر رواجا و جماهيرية بين أوساط النشطاء و بات يشكل محط إجماع وطني و شعبي ، لما حققه هذا الأسلوب من قدرة فائقة نحو كشف الوجه الحقيقي لدولة الاحتلال و تعرية ادعاءاتها بحق ما يجري في الأراضي الفلسطينية من جهة ، و الصمود و الاستمرار و التصدي لممارساته القمعية دون التشكيك في مشروعية هذا الأسلوب من جهة أخرى خاصة و أن موازين القوى ترجح لصالح دولة الاحتلال.
وأكد أن الانجازات التي حققتها المقاومة الشعبية الجماهيرية بصورها و نماذجها المختلفة خاصة ما يتعلق بالاستيطان و نهب و ابتلاع الأراضي و محاولات تهويد القدس و إطباق الحصار على غزة و عزلها ما زال لها بالغ الأثر في إعادة استنهاض حركة التضامن و التأييد الدولي لدعم و إسناد نضالنا التحرري على قاعدة وطنية قضيتنا الفلسطينية و ليس كما شاء و يروج الاحتلال بأنها " قضية إنسانية يعيش شعبها على أراض متنازع عليها.
كما أشار ذياب إلى أن هذا الأسلوب أثبت أيضا حقيقة التفاعل معه من قبل فئات واسعة و شرائح كبيرة في مجتمعنا الفلسطيني خاصة فئة الشباب على مختلف مشاربهم .... طلبة كانوا أو مهنيين استطاعوا من خلاله توظيف طاقاتهم الرائعة و قدراتهم و إبداعاتهم الخلاقة في التطوير و الإبداع و الابتكار و لعلّ النماذج العديدة خير دليل على ذلك و منها " نموذج المسيرات الأسبوعية ضد الاستيطان و جدار الفصل العنصري و الحواجز العسكرية في الضفة الغربية كان أخرها إبداع نوعي تجسد في إقامة قريتي باب الشمس و الكرامة.
من جهته قال الزعانين أن الكل يتفق على المقاومة الشعبية وهي تجربة و شكل من أشكال المقاومة
و قال الزعانين أن النشطاء في الضفة الغربية يبدعون في العمل المقاوم الشعبي باب الشمس وقرية الكرامة نموذج
يجب عدم الانتقاص من قيمه المقاومة الشعبية السلمية باعتبارها جزء المقاومة
ويجب كسب التعاطف الدولي اتجاه شعبنا الفلسطيني و قضاياه العادلة و ان المقاومة الشعبية استطاعت ان تجلب العديد من النشطاء