السبت: 28/09/2024 بتوقيت القدس الشريف

فياض: تمكين المؤسسات من النهوض بدورها رافعة أساسية لصمود شعبنا

نشر بتاريخ: 23/01/2013 ( آخر تحديث: 23/01/2013 الساعة: 13:38 )
رام الله- معا- شدد رئيس الوزراء الدكتور سلام فياض على أن المهمةُ المباشرة أمام السلطة الوطنية، سيما في هذه اللحظة التي يتسعُ فيها نطاقُ المواجهة مع المشروع الاستيطانيّ، تبقى ورغم قلة الإمكانيات، متمثلةً ليس فقط في الاستمرار في تقديم الخدمات، بل وفي الارتقاء بنوعيتها أيضاً.

وتساءل إلى أي مدى يُمكن أن يخدم استمرار برنامج تقليص أيام العمل، الحراك الشعبيّ الذي يتسعُ نطاقُه وينخرطُ فيه شبابُ فلسطين لضمان الخلاص من الاحتلال وتجسيد السيادة الوطنية على أرض دولتنا، ومسؤولية مؤسساتنا في تعزيز الصمود، مُعبراً عن تفهمه لحجم المعاناة التي يمر بها الموظفون والناجمة عن التأخر في دفع رواتبهم وغيرها من الاستحقاقات، وقال: "إنني وإذ أتفهمُ حجمَ المعاناة والضائقة المُترتبة على التأخر في دفع رواتب الموظفين وغيرها من الاستحقاقات جرّاء الأزمة المالية التي نواجهُها، بما فيها عدم قدرة البعض على الوصول إلى أماكن عملهم، إلا أنني لا أرى أن يتحول هذا الأمر إلى حالةٍ روتينية يتم فيها تعطيل عمل المؤسسات، لا بالعكس من ذلك تماماً أرى أن الأمر أضحى يحتاجُ إلى مراجعةٍ فورية وجادة".

ودعا فياض النقابات إلى إعادة النظر بصورةٍ جدية في برنامجها، وتحديداً فيما يخصُ تمكين المؤسسات من القيام بواجبها وبأقصى طاقةٍ لديها، وبما يُساهم في تعزيز صمود شعبنا من خلال تقديم أفضل الخدمات المُمكنة له، وقال: "لقد آن الأوان، للنقابات التي لا يُمكن إلاّ أن نحترم دورها في الدفاع عن مصالح الموظفين وحقوقهم، أن تعيدَ النظر بصورةٍ جدية في برنامجها، وتحديداً فيما يخصُ تمكين المؤسسات من القيام بواجبها وبأقصى طاقةٍ لديها، وبما يُساهم في تعزيز صمود شعبنا من خلال تقديم أفضل الخدمات المُمكنة له".

واعتبر رئيس الوزراء أن التصدي للمهام والتحديات الراهنة، والذي تتحملُ المؤسسات الرسمية المسؤولية الأكبر فيه، يتطلبُ تكاملَ الأدوار وتوزيعَ المسؤوليات والواجبات من خلال ترسيخ حالةٍ من التكامل والشراكة مع مؤسسات القطاع الخاص والمجتمع المدني، التي كانت وما تزال تُشكل رافعةً أساسيةً في تعزيز صمود شعبنا في كافة مراحل مشواره الطويل من أجل نيل الحرية والاستقلال والخلاص من الاحتلال.

وقال: "إن المطلوب الآن، وأكثر من أي وقتٍ مضى تكاتف جهود كافة مكونات المجتمع لدعم المبادرات الخلاّقة وتلبية احتياجات أبناء شعبنا وتوفير متطلبات صمودهم". وعبّر رئيس الوزراء عن ثقته بقدرة شعبنا على تجاوز الأزمة الماليةٍ الخانقة، وقال: "إن شعبنا الذي تغلبَ في الماضي على أزماتٍ صعبة، سيكونُ قادراً على تجاوز ما نمرُ به، وكيف لا، ونحنُ على ثقةٍ بحتمية زوال الاحتلال، وهو التحدي الأكبر"، وأكد على أن باب الشمس، وباب الكرامة وكل بوابات الحرية تطرقُ جدارن العزل والاستيطان والاحتلال نحو حرية القدس عاصمتنا الأبدية في دولة الكرامة والاستقلال.

وشدد فياض على أن إرادة المقاومة وتصميم شعبنا على البقاء رُغم جبروت الاحتلال وطغيانه، إنما يُضاعفان من مسؤولية السلطة الوطنية وواجبها في الاستمرار في تقديم العون والمساعدة ودعم جميع المبادرات الخلاّقة والإبداعية التي تُرسخُ فكرَ المقاومة الذي كرسّه الصامدون في الأغوار عندما أطلقوا شعارهم "البقاء مقاومة".

وأكد على أن ترسيخ هذا الفكر وتعميق سبل ممارسته على الأرض يتطلبُ الارتقاء بنوعية الخدمات المُقدمة لأبناء شعبنا سواءً في باب الشمس وباب الكرامة أو في مناطق الأغوار وعرب الجهالين ومضارب جنوب الخليل. وقال: "إعجاز مؤسسات السلطة الوطنية إنها، ورغم قلة وشح الإمكانيات، قد تمكنت خلال الأعوام الماضية من الاستجابة لحاجات المواطنين وعملت على تقديم أفضل الخدمات لهم، وبما يستنهضُ طاقاتهم، ويُعزز صمودَهم وقدرتهم على البقاء".

واعتبر رئيس الوزراء خلال حديثه على أن باب الشمس وباب الكرامة، وصمود أهلنا في سوسيا وقرى جنوب الخليل، وإصرارهم على البقاء في المالح والأغوار، شكّلت نقلةً نوعيةً في نضال شعبنا ومقاومته الشعبية الفاعلة ضد الاحتلال وطغيانه وإرهاب مستوطنيه، ويأتي ترسيخاً لتراث المقاومة الشعبية في فلسطين، وانسجاماً مع توجهات السلطة الوطنية وبرنامج عمل الحكومة الذي ترّكز في جوهره على توظيف أقصى الإمكانيات لاستنهاض طاقات شعبنا في معركة التحرر الوطنيّ والبناء الديمقراطيّ والخلاص التام من الاحتلال، وما يستدعيه ذلك من صب كل الجهود لتعزيز قدرته على الصمود، وتمكينه من حماية أرضه من الاستيطان والمصادرة، والنهوض بدور المؤسسات كي تكون قادرةً على تقديم أفضل الخدمات للمواطنين لتحقيق المزيد من القدرة على هذا الصمود.

وأكد فياض على أن بابَ الشمس فتحت المجالَ واسعاً إلى باب الكرامة وأبواب أخرى للشمس، إذ نقلت للعالم حقيقةَ الصراع الدائر على أرضنا بين شعبٍ مُصممٍ على الحياة والبقاء على أرضه، وبين طغيان الاحتلال الإسرائيلي وجرافاته وسياسته في مصادرة الحياة لصالح المشروع الاستيطانيّ الاستعماريّ. وقال: "لقد أكد شعبُنا من خلال نماذج المقاومة الإبداعية هذه، ليس فقط إصراره على تحدي الاحتلال وممارساته، والبقاء والصمود والتشبث بأرضه ووطنه، بل وتصميمه على الاستمرار في خلق وقائع الحياة في مواجهة سياسة التدمير التي يسعى الاحتلالُ لفرضها".

وأشار إلى أن مشاركةُ المواطنين الواسعة وانخراطهم في تحديد الأولويات والاحتياجات كانت الرافعة الأساسية لما تم إنجازه من نجاحٍ لهذه التوجهات، مؤكداً على أن القرى والبلدات والمخيمات ومضارب البدو في وطننا سطرّت، وما زالت قصصاً في الصمود والإصرار على البقاء والحياة على أرض فلسطين، وقال: " تحدى أبناءُ قراوة بني حسان وما زالوا يتحدونَ يومياً جرافات الاحتلال التي تُخربُ أرضَهم وشوارعَهم ومنازلَهم وخيمهَم وبركساتهم، وتُصادرُ حقَهم في الوصول إلى حقولهم ومياههم، وقد أعادوا، أكثر من مرة، بجهودهم وسواعدهم بناء طريق الحرية الذي كانت الجرافات تعودُ في كل مرة لتهدمه. وفي خرب ومضارب جنوب الخليل، تحدى أبناءُ شعبنا ممارسات قوات الاحتلال ومستوطنيه رغم شظف سبل العيش وقساوته، ليبقوا على أرض آبائهم وأجدادهم، فيما يتصدى أهالي العقبة لكل محاولات الحكومة الإسرائيلية تقويض صمودهم من خلال تدمير مصادر الحياة فيها".

وشدد رئيس الوزراء على أن مؤسسات دولة فلسطين عملت بأقصى إمكانياتها على توفير مقومات هذا الصمود الأسطوريّ، وأثبت شعبُنا في كل شبرٍ من أرضِ وطننا على أنه مصممٌ على البقاء والثبات على أرضه، ولن يرهبه طغيانُ الاحتلال وإرهاب مستوطنيه.

وأكد فياض على أن المقاومة السلمية باتت حالةً شعبيةً يتسعُ نطاقُها يومياً، وهي تُشكلُ حلقهً جوهريةً وأساسيةً من حلقات نضالنا الوطنيّ التحرريّ لنيل حريتنا واستقلالنا وتجسيد سيادتنا على الأرض، سيّما بعد أن أقر العالم، وبأغلبيةٍ ساحقة، حقَ شعبنا في الاستقلال والحرية، واحتضان دولة فلسطين في الأمم المتحدة، وبعد نجاحنا في انتزاع إقرار المجتمع الدولي بمؤسساته وهيئاته المُختصة بجدارتنا واكتمال جاهزيتنا الوطنية، وبقدرة مؤسساتنا على العمل بكفاءة مؤسسات دولة.