الأحد: 29/09/2024 بتوقيت القدس الشريف

محافظ سانت بطرسبرغ الروسية في زيارة لمحافظة بيت لحم

نشر بتاريخ: 23/01/2013 ( آخر تحديث: 23/01/2013 الساعة: 20:14 )
بيت لحم - معا - زار وفد من مدينة سانت بطرسبورغ الروسية، برئاسة محافظ المدينة غيورغي بولتافتشينكو محافظة بيت لحم بمناسبة الذكرى العاشرة على توقيع اتفاقية التوأمة بين المدينتين وبهدف تعزيز علاقات التعاون المشترك بين الجانبين حيث يحل الوفد ضيفا على وزارة الخارجية الفلسطينية.

وقد بدأت زيارة الوفد الروسي رفيع المستوى والذي رافقه فيها سفير روسيا الاتحادية لدى دولة فلسطين الكسندر روداكوف بلقاء مع محافظ بيت لحم الوزير عبد الفتاح حمايل في مقر المحافظة حيث اطلعه المحافظ حمايل على واقع مدينة بيت لحم في ظل الممارسات الاحتلالية الاسرائيلية.

المحافظ رحب بالحضور في زيارته لبيت لحم مشيرا الى ان المدينة تشكل نموذج الأخوة الروحانية بين ابناء شعبنا بكافة اطيافه السياسية والدينية موضحا ان لمدينة بيت لحم مكانة عالمية لها كما ان لها مكانة في قلوب الفلسطينيين.

كما واكد حمايل ان مدينة بيت لحم تعاني من الواقع السياسي الذي يوثر على كل نواحي الحياة بسبب الاحتلال الذي يتحكم بالمياه وهو عنصر الحياة الاساسي كما ان اسرائيل تتحكم بالحدود التي تدخل المحروقات والدواء والغذاء والملبس كما يتحكم بحرية الحركة مضيفا ان الشيء الوحيد الذي لا يتحكم به هو الهواء ولو استطاع لفعل.

واضاف المحافظ حمايل ان بيت لحم تعرضت لعدوان الاحتلال على مدى السنوات الاخيرة كان ابرزها اعتداءات الاستيطان والمستوطنين موضحا ان عدد سكان المحافظة يبلغ نحو 200 الف فلسطيني في المحافظة يعيشون في مدن وقرى ومخيمات وتجمعات بدوية يقابلهم 70 الف مستوطن الذين يزدادون بسبب سياسات الاستيطان حيث يقام على اراضي المحافظة 22 تجمعا استيطانيا يعزل القدس عن بيت لحم الى جانب مخططات جديدة تعزل المدينتين "جفعات ماتوس" كما "مجمع غوش عتصيون" الذي يعزل بيت لحم عن الخليل يضاف اليها تجمعات استيطانية شرق المحافظة تمتد حتى البحر الميت وحال استكمال هذه المشاريع ستكون بيت لحم معزولة ولها طريق واحد وهو واد النار الذي مر به الوفد الروسي.

وقدم حمايل للوفد الروسي شرحا عن الواقع الاقتصادي في بيت لحم التي تعتمد على السياحة وعلى صناعة الحجر والزراعة والتي ضربت جميعها بسبب سرقة المياه والأراضي موضحا ان السياحة في تحسن منذ عامين نتيجة قدوم الاصدقاء الروس والاوروبيون حيث تشير الاحصائيات الى ان أصدقائنا الروس هم الاكثر.

كما اشار حمايل الى ان مشكلة السياحة الفلسطينية تتمثل في ان الإسرائيليين يتحكمون بها حيث يعتمدون سياسة الترهيب للسياح ويحذرونهم من البقاء بمدينة بيت لحم رغم انها اكثر امنا من المدن الاسرائيلية لكنهم يقومون بذلك سعيا للاستفادة الاقتصادية من الحجيج من اجل الاستفادة منهم بالمبيت.

ولمواجهة هذه الممارسات الاسرائيلية، قال المحافظ اننا كفلسطينيين نعمل مع أصدقائنا الروس والأوروبيين لنفي الإشاعات الاسرائيلية مشددا على ان الواقع الامني الفلسطيني في افضل صوره، كما تحدث المحافظ حمايل عن واقع الشباب الخريجين والواقع الاقتصادي الذي توقف التطور فيه بسبب منع اسرائيل استغلال اراضي C حسب اوسلو مشيرا الى ان الازمة المالية تفاقمت بعد قرار الامم المتحدة وخطوات العقاب من امريكا وإسرائيل التي تريد مقايضتنا بحق قنا مؤكدا على ان شعبنا قادر على الصمود.

وشكر المحافظ حمايل الاصدقاء الروس على مجموعة المشاريع التي تشير لعمق العلاقة التاريخية مشيرا الى اهمية عرضهم في المساعدة لترميم كنيسة المهد مثمنا اقتراحات اقامة مشاريع تعاون في مجالات الترويج للمياه المقدسة من بيت لحم وزيت الزيتون الفلسطيني ونبيذ كريمزان من مدينة بيت جالا في محافظة بيت لحم الى جانب خلق مشاريع للترويج للبرامج السياحة الفلسطينية وخلق تعاون مباشر مع الشركات السياحية الروسية.

بدوره قال محافظ سان بطرسبورغ ان القيادة الروسية تدعم حل قضية فلسطين باعتبارها عامل استقرار لمنطقة الشرق الاوسط اجمع مشيرا الى موقف روسيا ثابت ولم يتغير حيث دعمت بلاده طلب فلسطين بالأمم المتحدة كما كان هناك زيارات دعم من رؤوساء روسيا لفلسطين الى جانب العمل الحثيث على تعزيز العلاقات.

واشار الى ان سانت بطرسبرغ تدرس امكانيات الدعم والتعاون ومساعدة بيت لحم في توفير ما يلزم للمدرسة الروسية التي ستقام في بيت لحم مشيرا الى ان مدينته دعمت ملف ادراج بيت لحم على لائحة التراث العالمي كما انها المدينة التي احتضنت اجتماعات اليونسكو عند اقرر الملف الفلسطيني.

واشار الى ان مدينته تدرس المساعدة في تدريب خبرات الترميم القديمة نستطيع ارسال خبراء لتبادل التجارب والتدريب وقال نحن جاهزون للبحث في التعاون في مجالات واقتراحات تقدمها محافظة بيت لحم مشيرا الي امكانية التعاون بمجال السياحة.

وبعد انتهاء الاجتماع في محافظة بيت لحم زار الوفد كنيسة المهد حيث كان في استقباله هناك نائب رئيس بلدية بيت لحم ورجال الدين المسيحي من الكنيسة الاورثوذكسية وجرى تنظيم جولة للوفد واطلاعه على كنيسة المهد.

وفي ختام اللقاء الرسمي بالمحافظة تبادل الجانبان الهدايا التذكارية الهدايا التذكارية حيث اهدى حمايل الضيف الروسي هدية وكوفية فلسطينية تقديرا له على علاقات التعاون فيما اهدى الضيف الروسي المحافظ حمايل مجسما يظهر جمال مدينة سانت بطرسبرغ.

وفي بلدية بيت لحم اقيم للوفد حفل استقبال رسمي حضره رئيسة بلدية بيت لحم فيرا بابون واعضاء المجلس البلدي ومحافظ بيت لحم حمايل حيث افتتح الاحتفال عريفة الحفل كارمن غطاس التي اشارت الى اهمية وعمق العلاقات التاريخية بين الشعبين الفلسطيني والروسي.

رئيسة بلدية بيت لحم فيرا بابون رحبت بالوفد الضيف والزائر الكبير محافظ سانت بطرسبرغ مشيرا الى ان هناك علاقة توامة وتاخي بين مدينة بيت لحم مع مدينة البطولة والثقافة العالمية حيث ترتبط المدينتان بعلاقات متميزة وتاريخية تجلت بالتصويت ودعم موقف فلسطين بالأمم المتحدة كما كان هناك دعم روسي لمشروع دمج وادراج مدينة بيت لحم الى لائحة التراث العالمي في اليونسكو شاكرة سانت بطرسبرغ التي احتضنت اجتماعات المنظمة الدولية عند اقرار مدينة بيت لحم على لائحة التراث العالمي.

واشارت الى ان العلاقات التاريخية والتعاون بين بيت لحم وسانت بطرسبرغ اثمرت عن علاقات ومشاريع تصب في مصلحة الشعبين حيث تشهد بيت لحم العديد من المشاريع مثل المركز الثقافي الروسي والمدرسة الروسية بالاضافة الى ان حجم الحجيج الروس هو الحجيج الاكبر لبيت لحم .

واعلنت بابون عن ان الرئيس الروسي سيضع حجر الاساس للمدرسة والمركز التعليمي الروسي في القريب ايذانا باطلاق مشروع حيوي اخر يخدم بيت لحم ويعزز العلاقات الفلسطينية الروسية موضحة ان بيت لحم كانت وما زالت احد اهم المدن التي تربط بين الشعبين.

كما اشارت بابون الي وجود طلاب في روسيا عموما ومدينتكم مما ساهم في تعزيز أواصر العلاقات التي نتطلع لمزيد من التعاون كما هنات بابون الوفد الضيف في ذكري رفع الحصار النازي ال 68 عن مدينة سانت بطرسبرغ.

بدوره شكر محافظ سانت بطرسبرغ بلدية بيت لحم ورئيستها على حسن الاستقبال معربا لبلدية بيت لحم وممحافظها عن سعادته لوجوده في مدينة بيت لحم التي ترتبط بعلاقات مع مدينته مشيرا الى ان سبب وجوده في بيت لحم يهدف الى تعزيز العمل وتطوير العلاقات بين الشعبين الفلسطيني والروسي.

واشار الى ان مدينته كان مدينة الانطلاق للحجاج منذ عهد القياصرة الى مدينة بيت لحم وبالتالي يجب علينا ان نعمل جميعا لكي يتم تطوير العلاقات السياحية و الحجاج مشددا على ان العلاقات بين الجانبين تمتد لاكثر من 130 عاما

واكد محافظ سانت بطرسبرغ على اهمية تعزيز وتطوير العلاقات والبدء بالعمل على تعزيز مشاريع السياحة والحجيج والتبادل الثقافي والتدريب معربا عن استعداده لارسال خبراء الترميم للاثار من اجل الحفاظ على مدينة بيت لحم .

كما اكد جاهزية مدينته على ارسال معلمين روس ومواد وكتب وقرطاسية للاستفادة منها في مشروع المدرسة الروسية الجاري الاعداد لها .

واشار الى ان هناك استعدادات تجري على قدم وساق من اجل اطلاق فعاليات الثقافة والفنون الروسية في بيت لحم وغيرها من المدن الفلسطينية تماما كفعاليات الثقافة والفنون الفلسطينية التي استضافتها سانت بطرسبرغ ومدن روسية اخرى لتعزيز التعاون والتبادل الثقافي بين الشعبين .

بعد ذلك تبادلت رئيسة بلدية بيت لحم ومحافظ سانت بطرسبرغ الهادايا التذاكارية التي ترمز لاماكن دينية وتاريخية في كلتا المدينتين.

وضع حجر ونصب تذكاري قبالة المركز الثقافي الروسي

وفي ختام الزويارة رفع محافظ سانت بطرسبرغ ومحافظ بيت لحم ورئيسة بلدية بيت لحم الستار عن النصب التذكاري وحجر تخليدا للعلاقات التاريخية وعلاقات التوامة التي تربط بين الشعبين والمدينتين والتي تركز على تعزي التعاون الثقافي بين الشعبين.