الأحد: 29/09/2024 بتوقيت القدس الشريف

بلاتر: الهبوط سيشكل عقوبة أفضل للعنصرية

نشر بتاريخ: 24/01/2013 ( آخر تحديث: 24/01/2013 الساعة: 22:24 )
زيورخ - معا - تحدث رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم جوزيف سيب بلاتر لموقع FIFA.com عن أبرز الأحداث التي شهدها عام 2012، وإنجاز ليونيل ميسي، وما يجعل الهبوط عقوبة جيدة للعنصرية من قبل جمهور اللعبة، وعن تكنولوجيا خط المرمى، وعشقه لكرة القدم، وعمّا تخبئة سنة 2013، والأهمية الكبيرة لكأس العالم تحت 20 سنة وكأس القارات .

FIFA.com: انطلق عام 2013 بحفل كرة الفيفا الذهبية. ما رأيك بالفائزين والفائزات؟
جوزيف سيب بلاتر: ليونيل ميسي هو حالياً اللاعب الأفضل، ولهذا فإني فخورٌ جداً بأنه كان للمصوتين مثل هذا القرار الواضح. لكن، وبما أننا ندعو المرشحين الثلاثة لنيل اللقب، فإنه ربما يتوجب علينا أن نمنح ثلاث جوائز لكي نتجنب أن يعود اثنان منهم إلى الديار خاليي الوفاض. وهذا أمرٌ يجب أن ندرسه مستقبلاً.

انطلق عام 2013 أيضاً بحادث محزن للغاية كان نادي ميلان طرفاً فيه. ليست مسألة العنصرية جديدة على المجتمع أو كرة القدم، وليس من السهل حلّها، لكن ما هي المقترحات التي تدور بذهنك؟
تعتبر العنصرية ظاهرة تقع فيها كرة القدم ضحية للمجتمع. التمييز والعنصرية موجودان في كل مكان في مجتمعنا. ولا يمكن أن نكون، نحن في عالم كرة القدم، مسؤولين عما يجري في مجتمعنا. لكن في أي مكان من العالم ـ وفيما يتعلق بالمشكلات التي يمكن أن تواجهها في حياتك الخاصة، وفي عالم المال والأعمال والسياسة ـ لا يمكن حلّ المشكلة عبر الإنسحاب. إني أوافق على ما قام به بواتينج وأدعمه ـ كما صرحت بذلك سابقاً ـ باعتبار ذلك تحذيراً قوياً. لكن الآن أصبحت المهمة علينا بأن نتّخذ الإجراءات الكافية. ما أعتقد أن علينا القيام به هو توجيه إرشادات لاتحاداتنا الوطنية والقارية ـ وبخاصة اللجان الإنضباطية ـ لأن تكون حازمة جداً. ليس كافياً أن يتم فرض غرامة. خوض مباراة دون جمهور قد يكون من بين العقوبات المحتملة، إلا أن أفضل [حلّ] قد يتمثل بخصم نقاط وهبوط النادي لأنه مسؤولٌ في النهاية عن متفرّجيه.

2012 كانت سنة حافلة جداً بمقاييس كرة القدم، لكن ما المحطات الأبرز فيها؟
ما من شكّ في أن الأبرز عام 2012 كان بالنسبة لي كرة قدم السيدات. كان هناك بطولتان على أجندة الفيفا ، واحدة لمن هم تحت 20 سنة وأخرى لمن هن أقل من 17 سنة. وتم تنظيم بطولة تحت 17 عاماً للمرة الأولى في دولة مسلمة، هي أذربيجان، وحققت نجاحاً كبيراً واختتمت بفائز غير متوقع هو فرنسا. بينما كانت هناك بطولة تحت 20 عاماً في اليابان، وفيها لم يشكل الفائز مفاجأة بالنظر إلى فتيات الولايات المتحدة الأمريكية اللواتي يبذلن جهوداً كبيرة من أجل تطوير كرة القدم ويقمن بذلك على مدى السنوات الأخيرة.

لكن الأبرز كان بالطبع دورة الألعاب الأولميبية في لندن. من كان ليتوقع ـ وبالطبع عليّ الإعتراف بأنني لست أحدهم ـ هذا العدد الكبير من المتفرجين والحماسة لكرة القدم للسيدات؟ كان أمراً عظيماً. أن يتواجد 80 ألف شخص في ملعب ويمبلي، عقر دار كرة قدم الرجال، لمتابعة مباراة فإن ذلك أمرٌ عظيم. لم يكن مفاجئاً أنه وللمرة الثالثة على التوالي، كانت الأمريكيات هن البطلات، حيث تغلبن على اليابان بعد الهزيمة في نهائي كأس العالم للسيدات 2011.

إلا أنه كانت هناك أيضاً مسابقة كرة القدم الأوليمبية للرجال أيضاً والتي انتهت بمفاجأة كبيرة مع فوز المكسيك على البرازيليين. كان هناك أيضاً بطولة كبيرة، كأس العالم لكرة الصالات في تايلاند، وكان طرفا النهائي هما نفسهما في النسخة قبل عدة سنوات: أسبانيا في مواجهة البرازيل. فازت البرازيل مجدداً بعد تمديد الوقت الأصلي وسجلت في الثواني الأخيرة من اللقاء. ثم كان لدينا فائز جيد، ولكن شكل مفاجأة، في كأس العالم للأندية: الفريق العريق القادم من ساو باولو، كورينثيانز. وقد أظهر جمهور الفريق الذي يحمل لقب، هينتشا، للعالم أنه أكثر من مجرد جمهور. وقد فاز كورينثيانز المباراة النهائية على حساب تشيلسي، بطل أوروبا، وكانت هناك حماسة كبيرة في الأمريكيتين ـ الشمالية والجنوبية ـ كون فريق منهما حصد اللقب.


تم استخدام تكنولوجيا خط المرمى للمرة الأولى في كأس العالم للأندية . لم تحصل أية حادثة تطلب تدخل التكنولوجيا، لكن هل تنظر إلى هذه الخطوة على أنها مهمة على مستوى التحكيم؟
قال الحكام إن هذا أمرٌ يقدم لهم مساعدة جلية. فهذا هو الحل لتحديد ما إذا كانت الكرة قد تحولت إلى هدف أم لا. لا يمكن رؤية ذلك عبر كاميرات التلفزيون، لأن الكرة سريعة جداً وليس بوسع عين الإنسان ملاحظتها. والآن أصبح هناك نظام في متناول يدنا، وعلينا أن نستخدمه. اتخذتُ هذا القرار عندما كنتُ أتابع كأس العالم 2010 وسجل [فرانك] لامبارد هدفاً ورأى الجميع ذلك عبر التلفاز، ولكن الحكام لم ينتبهوا إليه. ولهذا فقد قلتُ أنه في حال كان هناك أنظمة مناسبة، فإنه يجب أن نستخدمها لكأس العالم المقبلة.

إن لم نستخدمها وحصل أمرٌ مشابه، فإننا سنبدو كحمقى. يوجد تحت تصرفنا الآن مثل هذه الأنظمة، واستخدمناها في كأس العالم للأندية، وسنستخدم أحد تلك الأنظمة في كأس القارات ـ هذه خطوة إلى الأمام. المسألة مسألة وقت إلى أن تستخدمها الدوريات الكبيرة بما أنها خطوة كبيرة بالنسبة للحكام، وأعتقد أنها ستقدّم أيضاً الحُكْم الأفضل فيما إذا تم تسجيل هدف أم لا.

التلاعب بنتائج المباريات تمثل مسألة أخرى كبيرة. هل تعتقد أنها تشكل واحدة من أهم الأعداء لكرة القدم؟
إنها واحدة من شياطين عالم كرة القدم. إن اعتقد الناس أنه يمكن تحديد نتيجة مباراة مسبقاً، فإنهم لن يصدقون بعد ذلك النتائج في لعبتنا. نعمل في هذا الشأن مع السلطات السياسية وكذلك مع الإنتربول. الأمر الضروري هو توافر التضامن داخل أسرة كرة القدم. وبعد ذلك وعندما يتصل أولئك الأشخاص مع اللاعبين والمدربين والحكام، يجب عليهم فوراً أن يكشفوا الأمر ويتحولوا إلى مطلقي صفارات إنذار. عندها فقط سيكون بوسعنا التدخل بشكل فعال. تحدث المدرب الأفضل في العالم، فيسينتي ديل بوسكي، عن ذلك عندما نال جائزة أفضل مدرب في العالم لسنة 2012 عن فئة فرق الرجال ـ الأخلاق والتضامن في كرة القدم.

تجري حالياً مجموعة من الإصلاحات في الفيفا . هل أنت راضٍ عن تطبيقها؟
نعم بالتأكيد. قطعنا ثلثي الشوط الذي خططنا له. لدينا الآن "لجنة أخلاقيات" مستقلة ولها غرفتان. لدينا "لجنة التدقيق في المحاسبة والإمتثال" المستقلة، كما اتخذنا بالفعل بعض القرارات التي تتعلق باللوائح ـ تحديد الدولة المستضيفة لكأس العالم سيتم الآن من قبل الكونجرس الذي يختار من قائمة مختصرة تقدمها لجنة الفيفا التنفيذية.

أصبحنا الآن في المرحلة الأخيرة، وسنختتمها عبر اقتراح بعض التغييرات للوائح وعرضها على كونجرس 2013. يتعلق ذلك بمدة التفويض، والحد الأقصى للعمر ومثل هذه الأمور. نتشاور حالياً مع الإتحادات الوطنية عبر الإتحادات القارية، وفي اجتماع اللجنة التنفيذية في شهر مارس، سنقدم النتائج ونبحث فيما يجب تغييره. لكن حقيقة، اللوائح كما هي عليه الآن تتوافق فعلياً مع واقع كرة القدم. الأمر الضروري لنا على وجه الخصوص هو أن يكون هناك لجنة أخلاقيات وتدقيق في المحاسبة والإمتثال، إلا أن ذلك لن ينجح إن لم يتم تطبيقه في كافة الإتحادات الوطنية والقارية.

ليس بوسع الفيفا وحده أن يكون محكمة لثلاثة ملايين شخص منخرطين في كرة القدم. نتوجه بالشكر أيضاً للجنة الحوكمة المستقلة وعلى رأسها البروفيسور [مارك] بيث، الذي قدم لنا بعض التوجيهات والمحفزات لدراسة الأمر عميقاً. أعتقد أننا في موريشيوس سنختتم البرنامج الإصلاحي. إنه تغيير كبير. إن نظرنا إلى لجنة الفيفا التنفيذية، فإنه سيكون هناك الكثير من التغييرات بحلول مايو المقبل مقارنة بالخطوات الأولى التي اتخذناها عام 2011.

مضت الآن 38 سنة منذ انضمامك إلىالفيفا شهدت خلالها سفينة الفيفا بعض الهدوء ولكن واجهت أوقات عصيبة، إلا أنك لا تزال متحمساً. ما هو الشيء الذي يدفعك للأمام؟
انضممت إلى الفيفا في فبراير/شباط 1975. وكان ذلك لأن الفرصة سنحت لي بالعمل في مجل كرة القدم، وهو ما لطالما كان شغفي. كنتُ لاعب كرة قدم ولا زلتُ ألمس الكرة بين الفينة والأخرى. عندما بدأت العمل مع الفيفا أدركتُ فوراً أن كرة القدم هي أكثر من لعبة، وينطبق هذا الأمر خصوصاً على أفريقيا.

لكنه حقيقة في كل أنحاء العالم. إنها حياتي ولا زلتُ على قناعة بأننا على الطريق الصحيح، لأنه يتعين على كرة القدم أن تلعب دوراً اجتماعياً وثقافياً في مجتمعنا من خلال الإنضباط والإحترام واللعب النظيف. إن كان بوسعنا أن نجلب الإنضباط والإحترام واللعب النظيف إلى عائلاتنا ومدارسنا وعالم السياسة والإقتصاد وكل مناحي مجتمعنا، فإننا سنحقق شيئاً. لن يكون ذلك أمراً سهلاً لأنه وكأننا عائلة من 300 مليون شخص، لا يمكن أن تقنع الجميع بالسير على الطريق الصحيح، إلا أننا لا نزال نحاول. الأمر الآخر الذي يجب أن نهتم به الآن وفي المستقبل هو الصحة، لأنه ليس من الجيد تطوير اللعبة وأن يكون هناك المزيد من اللاعبين والمدربين والحكام إن لم يتم الإعتناء بصحة المشاركين.

يشهد عام 2013 تنظيم كأس القارات ، الذي يُنظر إليها على أنها تدريب لاستضافة كأس العالم . هل توقعاتك عالية فيما يخص كرة القدم والتنظيم؟
سيكون نوعاً من التدريب فيما يخصّ اللجنة المنظمة المحلية وخاصة الشؤون اللوجستية. ما من شكّ في أن الملاعب ستكون جاهزة، لكننا نريد أن نرى كيف تمتلئ الملاعب ومن ثم تفرغ من الجمهور، وكيف يتم نقل الجمهور، وكافة هذه المسائل اللوجستية. لكن الحديث عن أنه مجرد تدريب لا يوفي للحدث حقّه ـ إنه فعلاً لقاء الأبطال. إن نظرنا للمنتخبات المتأهلة، فإن البطولة حدث استثنائي!

تشهد سنة 2013 تنظيم كأس العالم تحت 20 سنة في تركيا. ما الذي يجعلك ترتبط بهذه البطولة بشكل خاص؟
كأس العالم تحت 20 سنة كان البطولة الأولى التي نضعها في برنامجنا عندما بدأنا به مع جواو هافيلانج، الذي كان يرأس آنذاك، والذي كانت لديه فكرة أن كرة القدم يجب أن تكون عالمية ـ كان ذلك برنامج التطوير. لكن لتطوير كرة القدم، يجب أن يكون هناك أكثر من دورة الألعاب الأوليمبية وكأس العالم. بدأت بطولة تحت 19 سنة عام 1977 بأول نسخة في تونس. تلتها الثانية، التي كانت ضخمة جداً، في طوكيو حيث بدأ إرث مارادونا. سجلت الأرجنتين ثلاثة مرات في الدقائق العشر الأخيرة بعد أن كانت متأخرة بنتيجة المباراة مع الإتحاد السوفيتي، ومنذ تلك اللحظة أصبحت بطولة تحت 20 سنة مسرحاً لنجوم المستقبل. وفيما يتعلق بأهميتها في ، فإنها من دون شكّ ثاني بطولة من حيث الأهمية بعد كأس العالم .