خلال مهرجان جماهيري : الجبهةالشعبية وأهالي الشهداء يطالبون عدم طي صفحة الاقتتال الداخلي دون معالجة جذرية
نشر بتاريخ: 10/03/2007 ( آخر تحديث: 10/03/2007 الساعة: 14:16 )
غزة - معا - أحيت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين يوم الشهيد الجبهاوي الذي يصادف التاسع من آذار من كل عام في مهرجان جماهيري حاشد في قاعة جمعية بادر للإعمار والتنمية بمدينة غزة.
وكرمت منظمة الشهيد جيفارا غزة في مخيم الشاطئ التابعة للجبهة أهالي وذوي الشهداء الجبهويين ، وسلمت ذويهم دروعاً وشهادات تقديرية.
وأكدت الجبهة الشعبية في كلمة لها خلال المهرجان الذي حضره المئات من قيادات وكوادر وأعضاء وأنصار الشعبية، أكدت أن هذا المهرجان يأتي "لإحياء الذكرى الرابعة والثلاثين لاستشهاد القائد الكبير عضو المكتب السياسي للجبهة محمد محمود الأسود الملقب بجيفارا غزة ورفاقه العمصي والحايك".
وشدد على أن الجبهة "بهذه المناسبة تستذكر شهداءها جميعا وشهداء الحركة الوطنية الفلسطينية، الذين قضوا في سبيل الحرية والاستقلال ودفاعاً عن شعبنا وقضيتنا الوطنية".
ووصف عضو اللجنة المركزية للجبهة الذي ألقى كلمة الجبهة الشهداء بأنهم "الأكرم منا جميعاً الذي جادوا بأرواحهم فقدموا اغلي ما يملكون من اجل اغلي وأسمى الأهداف، معبدين بأجسادهم الطاهرة طريق المجد نحو تحرير الوطن وتحرير الإنسان الفلسطيني، الذي عانى ويعاني أبشع أشكال وأنواع الاحتلال".
وجدد طومان "الوفاء للشهداء، للجرحى، للأسرى، مواصلين على الدرب ذاته ومن اجل تحقيق الأهداف النبيلة ذاتها التي ضحوا من اجلها".
واعتبر طومان تكريم ذكرى جيفارا غزة ورفاقه الأبطال ما هو إلا اختيار لتوقيت ورموز لتكريم كل شهدائنا الأبطال البواسل، لتكريم آلاف الشهداء من القادة والكوادر والمناضلين، الذين امتشقوا السلاح، دفاعا عن شعبهم عن تاريخهم، عن حضارتهم..دفاعا عن كرامة هذا الشعب، وهذه الأمة، ومن أجل تحريرها من المحتل الغاصب، مؤكداً أنه "تكريم للقائد الوطني الكبير الأمين العام للجبهة الشعبية أبو علي مصطفى، الذي مزقت جسده الطاهر صواريخ الحقد فنثرت أشلاؤه على امتداد الوطن، انه تكريم لجيفارا، وغسان كنفاني، ووديع حداد، وياسر عرفات، والشيخ ياسين، والرنتيسي، وأبو شنب، والشقاقي، وعمر القاسم، وخالد نزال، وشادية أبو غزالة، وتغريد البطمة ووليد الغول، أنه تكريم لأبو جهاد وأبو إياد، وأبو الهول، وأبو العباس، وللقساميين الأوائل الذين قارعوا الانتداب البريطاني وواجهوا الحملة الاستعمارية الصهيونية منذ البدايات.
وعلى الصعيد السياسي، أشار طومان إلى اتفاق مكة الذي أعقب اقتتال دام لم يستفد منه سوى الاحتلال الإسرائيلي، وقال: "انتظرنا جميعاً اتفاقا يطوي صفحة الاقتتال والصراع ويؤدي إلى إعادة بناء نظامنا السياسي من جديد على أساس كفاحي، وبالاستناد إلى كل طاقات الشعب وقواه السياسية، وحتى نعلن جميعاً وبكلمة واحدة، وفاءنا للشهداء والأسرى والجرحى، وتمسكنا الراسخ بثوابتنا الوطنية، وان نعلن صفا واحدا استعدادنا للدفاع عن مشروعنا الوطني حتى تتحقق أهداف شعبنا في العودة وتقرير المصير وإقامة الدولة المستقلة كاملة السيادة وعاصمتها القدس".
واستعرض طومان موقف الجبهة من عدم المشاركة في الحكومة وأسبابه، مؤكدا ان رؤية الجبهة "لموقع وأشكال وآليات خدمة الشعب والمشروع الوطني ليست مرهونة بالسلطة والوزارة".
وأشار إلى ان "وفاءنا للشهداء يلزمنا في الجبهة الشعبية بان نتوخى الحرص الشديد على الوحدة الوطنية، ووحدة الشعب والقضية، ولكن على أساس التمسك بالثوابت الوطنية وبأهداف الشعب الفلسطيني، ومن هذا المنطلق فان الجبهة سيترتب عليها ان تقدم بدورها نموذجاً رائداً في المعارضة الايجابية، المعارضة التي تشكل عيون الشعب وآذانه المفتوحة، من اجل تصحيح المسيرة وتعميق الايجابيات ومحاربة السلبيات.
ودعا "القوى السياسية والمجتمعية ومنظمات المجتمع المدني والشخصيات الاعتبارية، والمرأة والشباب، والعمال، والفلاحين لبناء شراكة حقيقية تقدم الوجه الآخر لشراكة المحاصصة والأجندات الفصائلية".
وفي ختام كلمته أكد طومان أن الجبهة ستكون دائماً الأوفى لأهداف شعبنا، والصوت الجرئ المدوي، ضد كل من يتآمر على شعبنا، ومن يعبث بمقدراته الوطنية ونضالاته ومنجزاته".
بدوره، أكد الرفيق بسام أبو حشيش في كلمة منظمة الشهيد جيفارا غزة اننا "لم نحتفل اليوم بشهدائنا الأبطال لنقرع الطبول، وإنما لنستلهم منهم العبر والمعاني بداية برفاق جيفارا: الشهيد يوسف غبن، والشهيد محمد صالح، والشهيد عبد الحميد الجمل، والشهيد عبد الفتاح حمودة، والشهيد محمود أبو حمدة، والشهيد محمد دهمان، والشهيد عيسى أبو شريف، ومعهم كل الرفاق الشهداء في حقبة جيفارا من كل المواقع والمناطق".
وأضاف "ان مسيرة الشهداء وذكراهم ستبقى في قلوبنا وسنمضى على نهجهم الذي رسموه بدمائهم الغالية".
وهنأ الرفيق أبو حشيش الجبهة على موقفها من عدم المشاركة في الحكومة، واصفاً إياه بـ"المشرف".
وأعلن دعمه هذا الموقف، داعياً الجبهة إلى التمسك بضرورة "تشكيل لجنة تحقيق وطنية في الأحداث الإجرامية التي سبقت اتفاق مكة،والتي أودت بحياة المئات من أبناء شعبنا، ومست نسيجنا الاجتماعي، ومعاقبة المسؤولين عن هذه الأحداث".
كما دعاها إلى الرد بحزم على الكذب والوقاحة السياسية التي صدرت عن بعض الأفراد في أعقاب إعلان الجبهة عن عدم المشاركة في الحكومة"، مضيفاً: "ليكن مؤتمرنا السابع محطة هامة نحو التطوير والتجديد لتحمل المسؤولية التاريخية اتجاه شعبنا للحد من الانزلاق السياسي".
وطالب الجبهة قيادة وكوادر وأعضاء وأنصار بمواصلة النضال مع الجماهير جنبا إلى جنب في وقف حالات الفلتان وترسيخ سيادة القانون، وحماية مصالح المواطنين من العابثين، والتواصل مع ذوي الشهداء والأسرى، والجرحى، في تفهم مشاكلهم والعمل على حلها وتطوير العلاقة مع الجماهير".
وفي كلمة ذوي الشهداء، أكد الرفيق منير الغول شقيق الشهيد البطل وليد الغول اننا "لن نقبل بطي الصفحة السوداء من قتل وأحداث دامية شهدها قطاعنا الحبيب دون معالجة".
وقال ان "أهالي الشهداء وصونا لدمائهم الطاهرة، وللمثل التي مضوا على هديها، نسجل استهجاننا لما آلت إليه الوحدة الوطنية، وفق اتفاق مكة هذا الاتفاق الذي أحال القضية المقدسة إلى محاصصة واختلاف على هذا الكرسي أو ذاك ومن هبوط في المواقف السياسية والثوابت الوطنية، فأبناؤنا مضوا من اجل الأرض ودمائهم ستبقى لعنة تطارد كل المتخاذلين علما بان طريق النضال طويل طويل".
ودعا رفاقه في الجبهة الشعبية إلى ان "تحافظوا على طهارة سلاحكم دوما وليبقى موقفكم ثابتا بثوابت قضيتنا الوطنية ولتشدوا الهمم، والآن العيون شاخصة اتجاهكم لأنكم حزب الفقراء والكادحين وانتم من يعبر عن قضايا الجماهير، وهذا ما يحتاج إلى تعميق علاقاتكم مع ذوي الشهداء أولا والأسرى ثانياً والرفاق والأصدقاء والجماهير ثالثاً".
وفي كلمة ممزوجة بدمع العين، قالت أم الاستشهادي البطل مهند مهدي في كلمة لها أن "شهدائنا لم تطوهم صفحة الأيام وما غابوا عن مسامعنا والأنظار، فهم سجل ناصع كتب بأحرف من نور في تاريخ النضال الفلسطيني وقلبا نابضا في صدر كل مناضل وثائر شريف على أرض هذا الوطن".
وخاطبت أم مهند ولدها وباقي الشهداء فقالت: "تحية لك يا ولدي تحية لشهدائنا الأشاوس وعلى رأسهم قمر الشهداء أبو علي مصطفى الثائر والمعلم...فأنت يا ولدي ورفاقك لم ترحل عنا فذكراك تعطر سماء فلسطين برائحة الياسمين ودمائك الطاهرة تنبت الأبطال والأسود الكاسرة، الذين سيحذون حذوك ويسيرون على دربك، وسيرفع ابنك يا ولدي رأسه شامخاً عزيزاً ويقول بكل فخر وشموخ أنا ابن الاستشهاد البطل".
وألقت أم مهند قصيدة رثت فيها ولدها وكل الشهداء، جاد بها قلبها وقلمها، فقالت:
"وربي الأوطان عشقناها، ومهند ورفاقه العنوان
من رحم الأرض نمت روحي فسقيت ثراها بجروحي
وعظامي أساسات صروحي وقلبي جذور الريحان
بدمانا نكتب تاريخاً يتحدى مدفع صاروخاً
وموتي يبقى أسطورة لقهر غرور الاستيطان
فلتقذف من جرحك ناراً ولتجري دمائك انهاراً
لم تقبل في أرضك عاراً وحميت بصدرك ما مهند وبقلبك يا ولدي الأوطان".
وتخلل المهرجان فقرات فنية لفرقة العصرية للفنون الشعبية، التي شاركت في إشاعة أجواء من عبق التراث والأصالة الفلسطينية، عبر عرضين للدبكة الشعبية أدى الأول منها عدد من الزهرات والأشبال، والثاني عدد من الفتيان والفتيات اليافعين.
وأدار المهرجان الذي بدأ بالسلام الوطني، ثم بالوقوف دقيقة صمت إجلالاً وإكباراً لأرواح الشهداء الرفيق عضو اللجنة المركزية للجبهة محمد ماضي الذي أبرق بتحياته إلى الشهداء كافة والأسرى والمعتقلين في سجون الاحتلال وعلى رأسهم الأمين العام للجبهة أحمد سعدات، ونائبه عبد الرحيم ملوح.