السبت: 28/09/2024 بتوقيت القدس الشريف
خبر عاجل
حزب الله يطلق رشقة صاروخية هي الأكبر منذ بدء الحرب ويشمل مناطق جديدة منها مستوطنات شمال الضفة​​​​​​​

الحذاء الخليلي يهرب من "الغول الصيني" لسوق الخليج العربي

نشر بتاريخ: 28/01/2013 ( آخر تحديث: 28/01/2013 الساعة: 14:05 )
الخليل- تقرير معا- ترتبط صناعة الأحذية المتقنة ذات الجودة العالية، بمدينة الخليل حتى أن السوق الاسرائيلي يطلق على الحذاء الجيد اسم الحذاء الخليلي، وتعيش مهنة صناعة الأحذية منذ سنوات واقعاً مترنحاً امام عشوائية الاستيراد من الصين، فأغلقت العشرات من مشاغل الاحذية الصغيرة أبوابها، وانتقل المئات من صانعي الاحذية للعمل في مهن أخرى فيما انضم مئات آخرين لجيش البطالة، وتراجع تصدير الأحذية من الخليل الى 90%.

وعلى الرغم من إغراق السوق الخليلي بشكل خاص والفلسطيني بشكل عام بالحذاء الصيني إلا أن عدد من المشاغل الصغيرة استطاع الحفاظ على مبيعاته في السوق المحلي من خلال تقديم الأحذية الجيدة على الرغم من ارتفاع سعرها مقارنة بالحذاء الصيني.

ويرى جهاد السكافي، صاحب مشغل أحذية، بأن الحذاء الخليلي يعيش في حالة حرب مع الحذاء الصيني، وستكون الغلبة في النهاية للحذاء الوطني لأنه يصنع من مواد غير مضرة بالانسان، وهو متقن الصنع، ومصنع من أجود الخامات العالمية.
|203130|
وقال السكافي والذي يعمل في مهنته منذ نحو 25 عاما: "احنا بنمر في اصعب الظروف وبنطاحن في الاسواق بسبب الاستيراد من الصين، لكننا والحمد لله وبفضل سواعدنا سنتغلب عليه بجودة صناعتنا والتي تلبي احتياجات المستهلكين".

وفي ظل غياب الرقابة الفلسطينية على ما يتم استيراده من الصين، وافتقار القوانين الناظمة لعملية الاستيراد وحماية المنتج الوطني، أغرقت الاسواق بالاحذية الصينية الرديئة، والتي حققت ارباحاً طائلة لفئة المستوردين، وبات مئات من صانعي الاحذية بلا عمل.

وهذا ما أكده فتحي الجعبة، صاحب شركة لانتاج الأحذية ويعمل في المهنة منذ نحو 30 عاماً، حيث قال: "اذا كنا نريد لصناعة الاحذية ان تتطور وتنافس الاحذية العالمية وهي بالفعل تنافسها، فقد تم تسويق الحذاء الخليلي في عدة دول منها ايطاليا. يجب ان تقوم الحكومة الفلسطينية بحمايتنا من غول الاستيراد وتسهيل عمليات ومعاملات التصدير".

وأضاف على حديثه، جهاد السكافي، الحمد لله الناس أصبحت واعية لأهمية شرائها الحذاء الخليلي، على الرغم من ارتفاع سعره، فهو لا يتلف سريعاً، وهو مصنع بالطريقة اليدوية التقليدية، ولولا دعم الناس لنا من خلال شرائهم لمنتجاتنا لتشرد نحو 25 عاملاً يعمل في هذا المشغل الصغير".

على الرغم من التطور التكنولوجي والعلمي الكبير الذي طرأ على صناعة الأحذية إلا أن من بقي يعمل في صناعتها، ما زال يعمل بالطريقة التقليدية القديمة، واستخدم الشبكة العنكبوتية لتسويق منتجاته اليدوية من الاحذية، في ظل الحصار الاسرائيلي المفروض على أبناء الشعب الفلسطيني.

|203129|وفي هذا السياق يقول فتحي الجعبة: اليوم العالم مفتوح وهو قرية صغيرة، ومن خلال الشبكة العنكبوتية نستطيع الوصول الى ملايين الناس عبر الكرة الارضية من خلال عرض منتجاتنا عليها، ومن كان مهتماً بأي منتج من الاحذية يقوم بالاتصال بنا ونلبي طلبه".

من جانبه كشف محي الدين سيد أحمد، عضو مجلس إدارة غرفة تجارة وصناعة محافظة الخليل، بأن العديد من صفقات البيع والطلبات لمنتجات محلية وبضمنها الاحذية تمت عبر الانترنت ومن خلال الموقع الالكتروني "مخزن الخليل" والذي يعمل في مجال الترويج للصناعات اليدوية والتقليدية الفلسطينية بشكل عام والخليلية بشكل خاص.

وأضاف، الشركات والمحال التجارية الكبرى في اسرائيل تصنع أحذيتها في الخليل، واذا اراد اي اسرائيلي شراء حذاء فإنه يشتري الحذاء الخليلي، فهم يعرفون ويقدرون صناعة الاحذية الخليلية ذات الجودة العالية، ونحن نفخر بأن مصانعنا قد حصلت على شهادة الايزو.

ولفت محي الدين سيد أحمد، الأنظار الى أنه سيقوم بعرض عينات من الاحذية الخليلية على هامش أعمال معرض الأزياء الدولي والذي سيقام في أبو ظبي بدولة الامارات العربية نهاية الشهر الحالي، على عدد من رجال الاعمال العرب والاجانب بهدف الترويج لهذه الصناعة وحماية العاملين والصانعين فيها.

تسويق الاحذية الخليلية في الأسواق العربية هي محاولة ضمن المحاولات التي يسعى اليها الصانعون للهروب من الواقع الاقتصادي السيئ محلياً فالمستهلك وإن كان على درجة كبيرة من يقينه بأن الأحذية الخليلية أفضل من غيرها، الا أن ضيق الحال يدفعه لشراء الحذاء الأرخص ثمناً.
|203128||203132||203133|