الأحد: 29/09/2024 بتوقيت القدس الشريف

الشاب أحمد... أذى للغير ام ظلم للعائلة!

نشر بتاريخ: 01/02/2013 ( آخر تحديث: 01/02/2013 الساعة: 09:44 )
جنين - معا - (...) صفية الحج علي أم رمزي في عقدها الخمسين تسكن بلدة جماعين قضاء نابلس لا ذنب لها سوى أنها أم لشاب يعاني من "اعاقة نفسية" يجوب شوارع البلدة ليل نهار ما يعرضه للسخرية والأذى من قبل بعض المواطنين، نظرا لتصرفاته وأفعاله اللاإرادية والتي يؤذي بها السكان من حوله ما عرضه لردود أفعال قاسية جدا وصلت إلى حد محاولة إحراقه والتخلص منه.

تتحدث أم رمزي عن مشكلة ابنها احمد المعاق : " ولد أحمد طبيعي ولم يكن يعاني أية مشاكل صحية، ولكن وفي سن الثالثة تعرض أحمد لإرتفاع شديد في درجة حرارته وحيث أنني لم أكن بجانبه نظراً لظروف عائلية حرجة كنت أمر بها، تفاقم وضعه الصحي ما أثر على عمل دماغه نتيجة الارتفاع الحاد في درجة حرارته الأمر الذي أثر ومع تقدمه في العمر على نموه العقلي والجسدي ليقع في النهاية في فخ "الجنون" كما ينعته المجتمع المحيط بنا وذلك نتيجة جهلنا كعائلة بسيطة لوضعه الصحي وللأثار المترتبة عليه مستقبلا، وكذلك نتيجة قلة وعي المجتمع المحيط بنا وقسوته وعدم تقبله لوضع أحمد الصحي والذي يمكن وصفه بالبسيط لو وجد الرعاية والعناية اللازمة في حينها"

وتتابع والدة أحمد قائلة:" يبلغ عمر ابني الأن 22 عاما ومشكلتي الأساسية تكمن في عدم قدرتي والعائلة على السيطرة عليه وعلى تحركاته اليومية حيث أننا نتعرض يومياً للإحراج نتيجة الأعمال التي يقوم بها والتي لا يدرك عواقبها ويؤثر بها على المواطنين في البلدة"

وتواصل أم احمد حديثها لطاقم برنامج التأهيل المجتمعي والذي يزورها ويتابع تطورات حالة إبنها بشكل مستمر آملة أن تجد طريقاً تعينها وعائلتها على مواجهة مصابهم حيث أنها لا تملك حولاً ولا قوة سوى مناشدة أصحاب الضمائر الحية وصناع القرار لمساعدتها على إيجاد المأوىء الملائم لإبنها بما يكفل له الحياة الكريمة ويحميه من الأذى الذي يعرض نفسه له ويعرضه للمحيطين به".

ومن جانبها أكدت إحدى مشرفات برنامج التأهيل المجتمعي في نابلس مها حواري على الوضع الحرج الذي تعيشه عائلة أحمد في جماعين نتيجة التصرفات التي يقوم بها وتلحق الأذى ببعض المواطنين مطالبة بدورها المؤسسات المعنية بتقديم العون والمساعدة للعائلة للتغلب على الحالة المأساوية التي تعيشها، لافتة إلى الجهد الكبير الذي يبذله برنامج التأهيل المجتمعي في محاولة منه لمساعدة أحمد وعائلته للتخفيف من معاناتهم.

وفي سياق متصل أشارت عاملة برنامج التأهيل المجتمعي في جماعين أمجاد الحج علي إلى الوضع النفسي السيء الذي تعانيه عائلة أحمد وذلك من خلال الزيارات التي تقوم بها وبشكل مستمر وذلك نتيجة الإتهامات المتكررة التي تتعرض لها العائلة من قبل السكان بفعل تصرفات احمد التي تسبب الأذى للغير في بعض الأحيان خاصة وأنها لا تملك وسيلة للسيطرة عليه ووضعه الذهني الصعب مشيدة بالدور الذي تلعبه بلدية جماعين في السعي الحثيث لإيجاد الحل المناسب للقضية التي أصبحت تشغل بال الناس في جماعين يوما بعد يوم.

ومن جهته أكد عبد الكريم موسى نائب رئيس بلدية جماعين وفيما يخص قضية الشاب أحمد الحج علي على صعوبة الوضع وبالأخص على عائلته مناشداً كافة المؤسسات العاملة مع الأشخاص ذوي الإعاقة وبالأخص وزارة الشؤون الإجتماعية مساعدة الشاب وعائلته والتخفيف من حدة معاناتهم في ظل ما يواجههم وبشكل دائم من شكاوى وسلوكيات وصلت إلى درجة إشعال النار في الشاب أحمد ومحاولة التخلص منه بطريقة لا تتسم بالإنسانية من قبل البعض.

وتختتم والدة أحمد حديثها لتؤكد على ضرورة الاسراع في مساعدتها في إيجاد المأوى الملائم لأحمد والذي يكفل له الحماية والأمان من كل ما يشكل خطراً عليه سائلة الجميع أن يضعوا أنفسهم مكانها وعائلتها وأن يعتبروا أحمد مشكلة عامة تمس أهل البلدة كافة والمساهمة في حلها لكي يتسنى للجميع التخلص من سلوكيات أحمد غير المألوفة والمؤذية ومتساءلة في ختام حديثها ودموع الحرقة تنهمر على وجنتيها المنهكتين ألماً أذا ما كان احمد الضحية أم السبب في مجتمع لم يحتضنه ويرعاه ويتفهم وضعه وفي ظل مؤسسات متخصصة بذوي الإعاقة العقلية لم تلتفت إليه .