الإثنين: 25/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

الاستعدادات الدولية والإسرائيلية لسقوط الأسد في أوجها

نشر بتاريخ: 31/01/2013 ( آخر تحديث: 31/01/2013 الساعة: 19:46 )
بيت لحم - معا - هناك عدة أوجه لتفكك الدولة السورية احدها قنوات المياه المحيطة بحلب التي تكشف عن الجثث مكبّلة الأيدي فور انخفاض مستوى المياه فيها والمعارك الدائرة في محيط مطار دمشق الدولي، إضافة إلى المخاوف من تسرب الأسلحة السورية إلى حزب الله أو حتى اطراف أسوء منه وهذا يبرر ما قالت مصادر أجنبية بأنه غارة إسرائيلية أمس الأربعاء، ورغم ذلك لا زال المجتمع الدولي في غاية الحذر ويرفض التدخل في سوريا حتى ألان مكتفيا بتقديم الدعم للمتمردين سواء عبر إرسال خبراء عسكريين أو أسلحة أو تمويل مالي وصولا إلى تدريبهم لكنه يرتدع عن التدخل المباشر حتى لو عبر غارات جوية وفقا لما كتبه اليوم الخميس، محرر الشؤون الخارجية في القناة العاشرة الإسرائيلية "نداف ايل".

وأضاف المحرر " يبدو أن إسرائيل كسرت يوم أمس هذه القاعدة ويمكن أن نفهم السبب لأنه وخلافا للأمريكيين والأوروبيين يوجد لإسرائيل حدودا مشتركة مع إسرائيل ولبنان وبالتالي فان الآثار المترتبة على ما يجري في سوريا يؤثر فورا ومباشرة عليها".

"جميع المعطيات تشير إلى أن ما جرى لا يشكل بداية تصعيد وجميع الدول والمنظمات ذات العلاقة بما يجري تفضل في هذه المرحلة ضبط النفس لكن هنا يوجد نقطة مبدئية تقول: طالما واصلت الدولة السورية انهيارها باتجاه قلبها ودواخلها، فإن الاثار الخارجية والجانبية لهذا الانهيار ستكون اكبر وستتوسع حالة التردد والارتباك الدولي وسيجد متخذو القرار في واشنطن وتل أبيب وأنقرة أنفسهم مرة أخرى مجبرين على التفكير في كيفية التعامل مع هذه القنبلة الإقليمية والموقوتة" قال المحرر الإسرائيلي.

يمكن وصف الوضع بالمتفجر جدا لان حزب الله وجد نفسه غارقا عميقا في الحالة السورية ووفقا لبعض التقارير فإن الحزب متورط إلى جانب قوات حرس الثورة الإيراني في المعارك الدائرة بسوريا تحت قيادة الجنرال قاسم سليماني قائد قوات القدس الإيرانية، وهناك خلافات حول عدد المقاتلين المتورطين في سوريا لكن هذا العدد يتراوح ما بين 1000- 5000 مقاتل لبناني شيعي مرابطين في سوريا ومتخصصين بالقتال داخل المناطق المأهولة ما يجعل من سقوط الأسد تحديا وجوديا بالنسبة لحزب الله لهذا يلجأ إلى أعمال خطيرة تهدف إلى إطالة عمر النظام" حسب تعبير المحرر.

يمكن الاعتقاد بأن التوقعات اللبنانية والإيرانية الرصينة تؤكد أن مصير الأسد ونظامه قد حسم لكنهم يسعون إلى تخفيف وتأجيل النتائج حتى يتسنى لهم دخول الوضع الجديد مستعدين وأكثر جاهزية ويعتبر نقل الأسلحة والتكنولوجيا وأشياء مهمة أخرى خارج سوريا جزءا هاما من هذه الاستعدادات وهذا بالضبط ما سيحاول الغرب منعه بأي ثمن.

ويشكل السلاح الكيماوي العامل المهم واللامع في هذه القصة لكنه لا يشكل بأي شكل القلق المركزي حيث تثير أسلحة متطورة "كاسرة للتوازن" مثل صواريخ حديثة مضادة للطائرات تثير قلق إسرائيل بما لا يقل عن قلقها من الأسلحة الكيماوية الموجودة حاليا تحت رقابة دولية غير مسبوقة، ويتم رصد أي تحريك لها وفي حال جرى مثل هذا التحريك فان أمريكا أو حلف الأطلسي ستعمل على منعها ووقفها فيما تقف إسرائيل متفرجة.

واختتم محرر الشؤون الخارجية في القناة العاشرة مقالته التحليلية بالقول "تجري حاليا محاولات غربية رئيسية وهامة للتوصل إلى تفاهمات قاطعة مع قوات المتمردين تقضي بإخراج هذه الأسلحة خارج سوريا في حال سيطروا عليها ويمكن الافتراض بوجود قوات أمريكية خاصة متأهبة للتدخل السريع لإخراج هذه الأسلحة بشكل سريع وامن خارج حدود سوريا التي يستمر القتل والذبح فيها بشكل ممنهج حتى دون الحاجة لاستخدام الغازات.