الإثنين: 30/09/2024 بتوقيت القدس الشريف

ما الذي أصاب نادي جنين..؟!

نشر بتاريخ: 07/02/2013 ( آخر تحديث: 07/02/2013 الساعة: 15:33 )
بقلم : محمد العمري

ما الذي أصاب نادي جنين في دوري المحترفين؟! سؤال أصبح يتردد على ألسنة جماهيره وعشاقه نتيجة لما آل إليه وضعه وترتيبه في الدوري بعد مرور أربعة عشر أسبوعا على الدوري، دون أن يكون هناك ثبات بأداء الفريق، وهذا يدق ناقوس الخطر حول استمراره بين الكبار.

الدهشة والاستغراب مبرران للجميع، وعلى وجه الخصوص من هم أوفياء لهذا النادي العريق، لأنه استطاع في بداية مشواره بالدوري وتحديدا في الأسابيع الأربعة الأولى أن يحقق انتصارين وتعادلا، ما أجبر الجميع على إطلاق لقب "الحصان الأسود" الجديد لدوري المحترفين، لأن الفريق قادم من دوري الأولى وهو مختلف تماما عن المحترفين.

وكانت البداية أكثر من رائعة للفريق، وتمكن خلال الأسابيع الأربعة الأولى من عمر دوري المحترفين بجمع 7 نقاط من فوزين وتعادل وهزيمة صعبة كانت أمام متصدر الدوري الحالي شباب الظاهرية، ليشهد بعدها الأداء تراجعا غير مبرر كلف النادي كثيرا.

وتعرض نادي جنين للانتكاسة بدءا من الأسبوع الخامس وأصبح يتلقى الهزائم المتتالية دون أن يكون هناك حل لهذه الهزائم، ليشهد الأسبوع التاسع تحقيقه فوزا صعبا ولكنه كان مهما أمام صاحب المركز الأخير هلال أريحا.

وتواصلت الهزائم بعدها إما على أرضه أو خارجها ما أثر كثيرا على ترتيبه بين المحترفين وتراجعه لمناطق الخطر بعد أن كان بين أندية الوسط، بل إنه اقترب كثيرا من الفريق صاحب المركز قبل الأخير والمؤدي إلى الهبوط.

ولعل الانتصار الصعب الذي حققه النادي مؤخرا على مؤسسة البيرة، أعاد نوعا من بصيص الأمل والتفاؤل لجماهيره، لكن هذا لا يعني أبدا أن الفريق ابتعد عن منطقة الخطر، ولكن عليه أن يواصل على هذه الوتيرة ليضمن لنفسه البقاء في المحترفين.

وبالتأكيد هذا التراجع يتحمله بشكل كبير لاعبو الفريق وجهازه التدريبي، نتيجة تقصير كبير وتراجع في المستوى والأداء لبعض اللاعبين، لكن اللاعبين وجهازهم التدريبي لا يتحملون وحدهم ما آل إليه وضع النادي، وهناك أسباب أخرى أبرزها: غياب الدعم المالي من رجال أعمال ومستثمري المحافظة، وعدم توفر ملعب خاص يخوض عليه مبارياته وسط جماهيره.

وبالنسبة للدعم، أيعقل أن تكون محافظة مثل جنين يزيد عدد سكانها عن ربع مليون مواطن، ولا يوجد بها رجل أعمال أو مسؤول يقدم المساندة والدعم لفريقها؟! نعم هذا أمر حاصل وهو ما يبعث على الخجل، خاصة أن باقي الأندية مدعومة وبشكل كبير من رجال الأعمال الذين يقدمون الأموال والدعم للمساهمة في جلب واستقطاب النجوم، من أجل أن تكون أنديتهم منافسة على لقب الدوري.

لكن الوضع لدى نادي جنين مختلف تماما، حيث إن من يقدمون الدعم لا يزيد عددهم عن عدد أصابع اليد الواحدة، ويكون دعمهم لمدة معينة ثم يختفون دون معرفة السبب، إلا من رحم ربي من الذين يواصلون الدعم السخي دون أن يحصلوا على مقابل.

ويمكن لنادي جنين حل مشكلة الدعم في ظل غياب المساهمين والأوفياء لهذا النادي، من خلال استحداث أو إنشاء صندوق مالي للنادي مخصص لدعم اللاعبين وتقديم المكافأة لهم، من خلال تشكيل لجنة من الجماهير تقوم بجمع الأموال خلال مباريات الفريق أو عبر جلب الدعم من الخارج عبر رجال أعمال ومساهمين يعود أصلهم إلى المدينة وهذا ليس بالصعب، خاصة أن هناك المئات منتشرون في مخلف أقطار العالم.

أما عن الملعب الوحيد للمدينة فحدث ولا حرج، حيث إن الجماهير موعودة ومنذ أكثر من 3 سنوات بإعادة تأهيله وإصلاح ليصبح صالحا لاستقبال المباريات الودية والرسمية ولتخوض عليه أندية المحافظة التدريب، ولكن وللأسف فإن قضية الملعب تراوح مكانها، ولم نلحظ أي تقدم، بل إن هناك أقاويل بأنه سيلغى وسيقام مكانه مدرسة، وكأن المدينة تخلو من المدارس.

وتقول جماهير الفريق إنها تلقت العديد من الوعود من أصحاب الشأن في المحافظة ومن مختلف الجهات بأن المعلب سيكون جاهزا خلال فترة وجيزة، ولكن تمر سنوات دون أن يكون هناك أي تحرك، مع أن الملعب جاهز وبحاجة لإصلاحات ليست بالكبيرة، مع العلم أن هناك العديد من الملاعب والمنشآت التي لم تكن موجودة ولكن بإرادة أصحابها تصبح جاهزة ومعدة ضمن أرقى المواصفات العالمية.

وأخيرا، نتمنى أن يبقى نادي جنين بين كبار أندية المحترفين للموسم المقبل لأن هذا مكانه الطبيعي، ولما لا أن ينافس في المستقبل على لقب هذا الدوري لعل وعسى يستطيع أن يوصل رسالة إلى أبناء المحافظة من رجال أعمال ومسؤولين وجماهير بأن هناك من يمثلكم!!