ملتقى الشباب البدوي يطالب الحكومة بشراء الأراضي المهددة بالمصادرة
نشر بتاريخ: 07/02/2013 ( آخر تحديث: 07/02/2013 الساعة: 21:27 )
رام الله - معا - طالب شيوخ وشباب التجمعات البدوية الحكومة بشراء الأراضي التي يسكنون عليها والتي هي في الاصل مهددة بالمصادرة ومنحها للبدو، لحل مشكلة البدو ومدهم بالخدمات الرئيسية، والاستثمار بنوعية المدرس، والطالب، وتوفير وايجاد بيئة مشجعة للتعليم في التجمعات البدوية.
جاء ذلك خلال ملتقى الشباب البدوي الأول الذي نظمه اليوم منتدى شارك الشبابي برعاية ومشاركة رئيس الوزراء د. سلام فياض، ومشاركة الشيخ سليمان الزايد، والمدير التنفيذي لمنتدى شارك الشبابي بدر زماعرة ومحافظ اريحا والأغوار ومدراء الامن الوطني والشرطة وبرنامج الامم المتحدة الانمائي وصندوق الامم المتحدة للسكان والمنظمة الدولية للشباب والإغاثة الكاثوليكية والمؤسسات الدولية والمحلية وأعداد كبيرة من سكان التجمعات البدوية، وعدد من ممثلي المؤسسات المحلية والبلديات والمجالس القروية الشريكة والوزارات ذات العلاقة وأصحاب الاختصاص في المجال الشبابيّ والمتطوعين والناشطين الشباب، وممثلي المؤسسات المحلية والمجتمعية واعداد كبيرة من سكان التجمعات البدوية، وذلك في تجمع عرب الرشايدة ، أريحا، ووضع اثنائه حجر الاساس لمركز تجمع الشباب البدوي.
من جهته رحب المدير التنفيذي لمنتدى شارك الشبابي بدر زماعرة، بالحضور وبخاصة رئيس الوزراء والذي يقف دائما داعما لمبادرات منتدى شارك الشبابي، كما رحب بالمحافظ الفتياني وشيوخ عرب الرشايدة ومدير برنامج الامم المتحدة الإنمائي ونائب مدير صندوق الامم المتحدة للسكان وممثلي المنظمات المحلية والدولية، مؤكدا ان الحضور يدل على اهمية القضية واهتمام الحكومة والمؤسسات المحلية والدولية بها.
وقال زماعرة: عملنا مع التجمعات البدوية منذ قرابة العام، تلمسنا خلالها الصعاب والظروف الحياتية والمعيشية التي يعانون منها، وابرزها التعليم والخدمات العامة المقدمة لهم بما فيها البنى التحتية المدمرة من طرق وشبكات مياه وكهرباء، وعلى رأس هذه المشاكل والأكثر اهمية قضية بطالة الشباب والتي تحتاج الى موقف حكومي خاص وزارتي العمل والاقتصاد الوطني.
واضاف زماعرة ان المنتدى سينشىء ثلاثة مراكز مجتمعية شبابية، حيث وضع اليوم حجر الاساس في عرب الرشايدة باريحا والذي نسعى من خلاله خدمة الشباب وإعادة احياء التراث البدوي.
وطالب زماعرة، وزارة الرتبية والتعليم بجهد اكبر لخدمة قطاع التعليم، منوها بان هذا الملتقى لن يكون الاول وسيليه ملتقيات ممثلة اخرى في عرب الجهالين والذين يعانون كثيرا من ممارسات الاحتلال العدوانية.
وأشاد رئيس الوزراء الدكتور سلام فياض بصمود أبناء شعبنا في مواجهة إمعان حكومة الاحتلال الإسرائيلي في استهدافها للوجود الفلسطيني ومصادرة مقومات حياة شعبنا والتضييق عليهم، خاصةً في القدس المُحتلة ومحيطِها، وفي الأغوار وسائر المناطق المُسماة (ج) سيما في جنوب الخليل ومناطق خلف الجدار، من خلال عمليات التهجير القسري ومصادرة الأراضي وهدم البيوت والخيم والبركسات واقتلاع المزروعات وتدمير وجرف الطرق، إضافةً إلى تصعيد وتيرة الهجمة الاستيطانية بصورةٍ مُمنهجة وغير مسبوقة، والاستمرار في عرقلة جهود السلطة الوطنية لتنميتها وتقديم الخدمات اللازمة للمواطنين فيها.
وثمّن د. فياض الحراك المجتمعيّ والشبابيّ لنجدة شعبنا في الأغوار وغيرها من المناطق وتلبية احتياجاته، مُشيداً بالمبادرات الإبداعية والخلّاقة التي انطلقت في أكثر من مكان على أرضنا تعبيراً عن إصرار شعبنا على مواجهة الاحتلال الإسرائيليّ ومشروعه الاستيطانيّ. واعتبر فياض أن هذا الحراك الشعبيّ الذي جاء بباب الشمس وباب الكرامة وكسر القيود وحي المناطير، يُشكلُ نقلةً هامة وإبداعاً جديداً في حكاية الصمود الفلسطينيّ ومقاومته السلمية الشعبية والإصرار على البقاء والحياة على أرض وطننا والدفاع عنها.
وحيا د. فياض منتدى شارك الشبابي على مبادرته النوعية والهامة والهادفة إلى تسليط الضوء على سبل وآليات دعم صمود أبناء شعبنا وقطاع الشباب في التجمعات البدوية وتمكينهم اقتصادياً لتعزيز قدرتهم على مواجهة الممارسات الإسرائيلية التي تهدف إلى التضييق على أهلنا في الأغوار وسائر المناطق المُسماة (ج)، وتدمير مصادر الحياة فيها ودفع أهلها إلى الرحيل. مُشيراً إلى أهمية الملتقى في زيادة الوعي بالقضايا التي تواجه الشباب البدوي في التعليم وفي الحصول على فرص عمل.
وجدد د. فياض تصميم الحكومة على الارتقاء بنوعية الخدمات المُقدمة لأبناء شعبنا في كافة أمكان تواجدهم، ومواصلة الجهد المبذول للنهوض بواقع الشباب وتمكينهم وحل مشكلة البطالة في صفوف الخريجين رُغم قلة الإمكانيات الناجمة عن الأزمة المالية الخانقة التي تواجهنا، مُشدداً على أهمية التنسيق والتكامل بين المؤسسات الرسمية ومؤسسات العمل الأهلي والمبادرات الشعبية والشبابية، وبما يُساهم في التغلب على العراقيل والانتهاكات الإسرائيلية، ويُمكن من توفير المزيد من مقومات الصمود لأهلنا في الأغوار وغيرها من المناطق المُستهدفة.
وناشد رئيس الوزراء الأشقاء العرب توفير الدعم المالي المطلوب ليس فقط لتمكين الحكومة من تجاوز أزمتها المالية، بل ولتمكينها أيضاً من الاضطلاع بمسؤولياتها في تعزيز صمود الشعب الفلسطيني وقدرته على الصمود والبناء على أرضه.
وكان رئيس الوزراء قد شارك أيضاً في الجلسة الأولى لملتقى الشباب البدويّ الأول بعنوان "التعليم بين الفرص وغياب الأمل" حيث استمع إلى المشكلات التي يُعاني منها طلبة المدارس والظروف الصعبة التي تواجه طلبة الجامعات وخاصةً مشكلة البطالة في صفوف الخريجين. وأكد على أن الواقع الصعب والمتفاقم الذي يواجهه شعبنا يستدعي مضاعفة الجهود الرسمية والأهلية والشعبية وتكاملها للتغلب على الصعوبات القائمة.
وأكد د. فياض على أن المؤسسات الرسمية ذات الصلة ستدرسُ مخرجات وتوصيات هذا المؤتمر، والأخذ بكل ما يُمكن تنفيذه من أجل دعم وتمكين أبناء شعبنا في التجمعات البدوية، وخاصةً قطاع الشباب.
وقال د. فياض: سنواصلُ العمل وبأقصى طاقة لتوفير مقومات الصمود للتجمعات البدوية، وبما يُمكن أهلنا في هذه الخيام من مواجهة الاستيطان، فبهذا الصمود ستنصر الخيمة على الاستيطان".بدوره ناشد الشيخ سالم الزايد باسم التجمعات البدوية: ورئيس الوزراء د. فياض، وحكومته والمؤسسات الدولية وحقوق الانسان لحماية البدو من هذه المخططات العدوانية، مناشدا رئيس الوزراء بالموافقة على مشروع شبكتي الكهرباء والمياه ، وشمول سكان التجمعات بالتأمين الصحي الحكومي.
واستعرض الشيخ الزايد، ما يعانيه البدو من مصادرة الاراضي وتدمير بيوتهم وحرق مزروعاتهم وتهجيرهم من اراضيهم، وذلك ضمن مخططات الاحتلال التهجيرية لهم.
واكد الشيخ الزايد، ايضا على معاناة التجمعات البدوية من الارتفاع الكبير في اسعار الاعلاف والشعير، منوها الى انهم تلقوا وعودا كثيرة من وزير الزراعة ولكن بلا فائدة، متطرقا الى التعليم حيث يوجد لديهم عدد كبير من الطلبة الذين تم حرمانهم من التعليم بسبب بعد المدارس عن تجمعاتهم، منتقدا عدم تعاون الحكومة وبخاصة وزارة التربية والتعلينم في تأمين وسائل النقل وحافلات للطلبة، مؤكدا حاجتهم لمدارس ابتدائية ومهنية ورياض اطفال.
وناقش المشاركون في الجلسة الاولى التي ترأسها وسام بعنوان "التعليم بين الفرص وغياب الأمل"، ورقة عمل حول" فرص الشباب في الحصول على التعليم" قدمتها هيفا وأحمد الرشايدة، والورقة الثانية حول" دور وزارة التربية والتعليم في تقديم خدماتها للتجمعات البدوية" قدمها مدير التربية والتعليم في ضواحي القدس باسم عريقات.
وفي الجلسة الثانية والاخيرة التي ترأستها عبير ابوغيث والتي عقدت بعنوان "الواقع الاقتصادي للشباب البدوي، ما بين مهنة الاباء والأجداد والعمل في المستوطنات"، ناقش المشاركون ورقة عمل حول"الواقع الاقتصادي للشباب البدوي" وقدمها جميل حمادين وعلا ابو داهوك، والورقة الثانية بعنوان "فرص وافاق تمكين الشباب البدوي اقتصاديا" وقدمها نائل مزاودة، وورقة عمل ثالثة "دور وزارة الزراعة في دعم وتمكين التجمعات البدوية" وقدمها وكيل مساعد القطاع الفني في وزارة الزراعة زكريا سلاودة.
وأوصى المشاركون في الملتقى ببناء المدارس ورياض الاطفال في التجمعات البدوية وتجهيزها بكافة الأدوات التي تشجع على التعليم، وتوفير مواصلات مجانية للمدارس البعيدة عن أماكن سكناهم، وتوفير منح جامعية لأبناء البدو لتشجيعهم على التعلم وإكمال الدراسة الجامعية،.
وشدد المشاركون على اهمية الاستثمار في الانسان البدوي، مطالبين ببناء مهاراته لينافس في سوق العمل، مع اعطائهم أولوية في التوظيف، وإجراء دراسات من كافة المعنيين لدراسة الاحتياجات الحقيقيه للبدو، وربطها بخطة إستراتيجية للتعليم والتوظيف، مع أهمية أن تتضمن هذه الإستراتيجية المتسربين من التعليم الأساسي والثانوي، وتضمن دمج أكثر للبدو في مجتمعهم.
ودعوا الى تصميم وتنفيذ المشاريع التشغيلية والحد من الفقر: المشاريع المنفذه حاليا من قبل المؤسسات الدولية والمانحة لا تحمل في طياتها أية أهداف تنموية وشمولية، وفي هذا السياق يجب أن تحمل هذه المشاريع التشغيلية رؤية تأهيلية وتدريبية للبدو وخصوصا فئة الشباب. وأن يتم دمجهم مع مؤسسات تشغيلية (خاصة المجالس والهيئات المحلية) بحيث يتم من خلالها استيعاب مؤقت للبدو" الشباب" ليصبحوا أكثر استعداديه للدمج في سوق العمل.
واكدوا على توفير الأعلاف بدعمها ورفع الضريبة عنها وخاصة الشعير والنخالة، والعمل على فتح الفرصة أمام المراعي، وتطوير مشاريع مراعي متخصصة، وتوفير مختبرات طبية بيطرية متنقلة وثابتة لتحديد الأمراض، وتحديد العلاج، ووضع قوانين لحماية منتجات البدو وتسويقها وحماية البدو المنتجين للأغنام واللحوم وبناء مصانع جديدة للألبان والأجبان وإشراك عوائل بدوية فيها، ووضع برامج جادة للمجتمع البدوي للتأهيل الاجتماعي والاقتصادي، وإيجاد كادر بشري من البدو مؤهل ومدرب من المتعلمين والمثقفين لمتابعة المشاريع التي تنفذها المؤسسات والمنظمات الدولية، والتأكد من تلبيتها لاحتياجات البدو.
وأوصى المشاركون بتقديم المساعدة في توفير الخدمات الأساسية: الماء - خزانات ماء وخزانات بلاستيكية، الكهرباء - مولدات كهرباء أو خلايا شمسية، العلاج والعناية الطبية ،وغير ذلك في أماكن تواجدهم من مكاتب الوزارات المختصة والمجالس في البلدات الأقرب لأماكن تواجدهم.
وطالبوا بالعمل على الحفاظ على الثقافة البدوية، وإبرازها ضمن الهوية الثقافية الفلسطينية، والعمل على شن حملة دولية لفضح السياسات والممارسات الإسرائيلية بحق البدو، ووجود جهة رسمية تمثل البدو وتدافع عن حقوقهم ومطالبهم في الحكومة الفلسطينية والمجالس المحلية القريبة من اماكن سكنهم.