محطات من دورينا
نشر بتاريخ: 08/02/2013 ( آخر تحديث: 08/02/2013 الساعة: 18:30 )
بقلم : صادق الخضور
تتواصل حكاية الدوري، بمباريات سيكون لها أكبر الأثر في تحديد معالم القمة والقاع، ويبدو أن الدوري ثنائي الأبعاد، فالغزلان والعميد، باتا الثنائي الأقرب لمواصلة التنافس، وهلال أريحا وإسلامي قلقيلية ثنائي عليه مواصلة التشبّث بآمال البقاء، وكل التوفيق للفرق جميعها.
لاعبون يبدعون ويمتعون
كثيرون هم المبدعون، ونتوقف هذه المرة عند عدد منهم، أولهم المهاري المبدع أحمد ماهر، فتحركاته وتوغلاته، ومشاركته في اللعب وتغيير موقعه وسرعته، صفات تتيح له التألق من أسبوع لآخر، واللاعب ورقة إضافية في كتيبة الغزلان التي تواصل العزف على وتر الانتصارات، أحمد ماهر: مهارة تتطابق والاسم، ووجود اللاعب في صفوف الفدائي سيكون إضافة، فهو "غزال رشيق".
وسيم إغبارية..المدافع الصلب ذو التحركات المدروسة والإجادة في اختيار توقيت التدخلات، وسيم صاحب مستوى ثابت هذا الموسم، فهو تألق في كل المباريات التي خاضها، وهو " الثاقب المراقب"
وسيم عقاب ..استعاد روحه ليستعيد الجدعان روحهم بتحقيق فوزين، وتقديم مردود أكثر من رائع رغم الخسارة أمام الغزلان، وسيم متحرك بفاعلية، متابع جيد، ويشكّل مع زملائه وتحديدا عمر أردنية قوّة إسناد لفريق الجدعان، فهو" نبض الجدعان"
رابع اللاعبين إياد أبو غرقود، الهدّاف القادر على التسجيل والإبداع، ومنافسته على لقب الهدّاف مع النجم يحيى السباخي ليست مصادفة بل هي تتويج لمتابعة وتحرّك دائب وحركة نشطة، والمواءمة بيت التحرك على الأطراف ثم الدخول في العمق في حال تطلبت الكرات ذل، فهو" أسمراني عاشق للشباك".
أما مراد إسماعيل، رمانّة الوسط الهلالي وأفضل لاعبي الوطن، فهو صاحب التمريرات االمدروسة، والتدخلات الحاسمة، وهو من اللاعبين القلائل الذين قدموا مستوى ثابتا على مدار ثلاثة مواسم، فنحن حين نتحدّث عنه لا نقول أبدع في هذه المباراة، بل في هذا الموسم، فهو" الإبداع في ضبط الإيقاع".
دورا تسير في الطريق الصحيح ..وكذا طوباس
في دوري الدرجة الثانية ... ينسج لاعبو دورا لوحة من الإبداع الكروي، ولمن لا يعلم فإن الفريق قد يكون الأصغر من بين الفرق كلها في متوسط أعمار لاعبيه، وهذه ميزة قد تكون مؤشرا على أن أداء الفريق ونتائجه في منحى تصاعدي، ومع وجود مدرب قدير ممثلا بفراس أبو رضوان، فيمكن القول إن الفريق عثر على ذاته أخيرا، وهو الذي حاول وحاول.
نتائج دورا لها ما يبررها، ومطلوب الحفاظ على الاستقرار الفني والإداري، ومطلوب التفاف جماهيري أكبر، فاللاعبون المبدعون يستحقون مزيدا من الإشادة، والفريق بإشراكه المزيد من الصاعدين إنما يجسّد سياسة منح الفرصة عمليا ولا يروجّها ترويجا.
في منطقة الشمال..بسط طوباس ذراعيه على القمّة وسط منافسة شديدة من اتحاد نابلس، وغريب توقّف الدوري هناك بانتظار انتهاء منافسات الوسط والجنوب، فقد كان بالإمكان التعاطي بخصوصية مع عدد الفرق.
وفي ظل الآلية الجديدة للصعود نتساءل:
لماذا لا ينظم دوري الثانية على مستوى الوطن كله، ودون تقسيم مناطقي؟ تساؤل يحمل في ثناياه اقتراحا بعد أن جاءت الآلية الجديدة لتزيد من نسبة الإثارة في المرحلة النهائية من الدوري.
في الوسط... الظاهرة اللافتة تراجع نتائج فريق قلنديا، فالفريق الذي قدّم في المواسم السابقة مستويات كبيرة، لا يحقق الحد الأدنى المطلوب من النتائج، وقد توقعنا مواصلة فريق شقبا نتائجه الطيبة إلى أن جاءت الكبوة بسباعية. بالتوفيق لفرق الدرجة الثانية.
هل هذا هو الاحتراف؟
في معظم الفرق، تتكرر ظاهرة خروج لاعبين كانوا في مقدمّة صناّع المجد وفي الصفوف الأمامية من الباب الخلفي لفرقهم دون تكريم أو حتى مباريات اعتزال، وهو ما يتنافى وأبسط معايير الواجب.
دور الإدارات لا يقتصر على توقيع العقود ولا إبرام الصفقات، بل عليهم تكريم من كتبوا أبجديّة الوفاء للأندية.
لاعبون كثر..تركوا الكرة في آخر 3 سنوات، أبدعوا بعنفوان، وخرجوا بصمت.
تعود بي الذاكرة لأيام الصبا..حينها كنّا نتلقّف الصحف.. نقرأ عن مباراة اعتزال للنجم كذا في ملعب المطران أو الحسين..
لم يكن الناس حينها يملكون العقود... لكنهم حازوا على خصال تقدير أصحاب العطاء.. ولم يكن اللاعبون يطمعون في أكثر من حرارة الوداع.
هل نشهد من جديد مباريات اعتزال لنجوم صنعوا الفارق في فرقهم؟ أم أن عجلة الاحتراف داست في عجالة قيم الوفاء لهؤلاء اللاعبين؟
الأندية تعاني من الضائقة المالية، عبارة بتنا نسمعها بكثرة، لكنها تحجم عن أداء أبسط ما يمكن تقديمه معنويا، وللحديث بقية.