الإثنين: 25/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

ورشة عمل تحضيرية لائمة مساجد في مقر مركز آدم الحوار والحضارات

نشر بتاريخ: 10/02/2013 ( آخر تحديث: 10/02/2013 الساعة: 13:14 )
رام الله- معا- عقد في مقر مركز آدم لحوار الحضارات برام الله ورشة عمل تحضيرية مع أئمة المساجد من محافظة رام الله والبيرة وتأتي الورشة ضمن برنامج طموح ينفذه مركز آدم لحوار الحضارات بالتعاون مع وزارة الأوقاف يستهدف أئمة المساجد والوعاظ والواعظات يهدف إلى العمل على تطوير أدائهم وتعزيز أدوارهم المجتمعية لتكريس مفاهيم الحوار والتسامح والسلم المجتمعي .

تحدث خلال الورشة الشيخ خميس عابدة وكيل وزارة الأوقاف حيث أكد أن هذه الورشة تأتي تحضيرا لنشاط أكبر سينفذ بحضور معالي وزير الأوقاف الدكتور محمود الهباش وأن هذه الورشة تأتي ضمن التحضيرات لهذا اللقاء مؤكدا أن الحوار يكتسب في تراثنا الثقافي و الحضاري معنى يدل على قيم ومبادئ هي جزء أساس في الثقافة والحضارة الإسلاميتين و الحوار مفهوم سياسي إيديولوجي ثقافي حضاري ،وليس مفهوما قانونيا.

الحوار الذي يجب أن ندعو إليه وندخل فيه ونتبناه، هو الذي يستمد من الإسلام روح الاعتدال، لأن أحكام الإسلام تسودها روح الاعتدال ، فهي تنبذ التطرف وتحبذ التوسط بين الأطراف ، وورد الكثير من الآيات القرآنية في مواضيع مختلفة تشير إلى هذا الروح ،بل تشيد بها ، أي بذلك التوسط ، منها قوله تعالى :? وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ?. ويقصد (بأمة وسط ) امة لها طابع الاعتدال .ويرى بعض العلماء أن ( وسطية الإسلام ) تلتقي في معناها أو تتقارب مع ( مثالية الإسلام ) ،فقد فسروا معنى ( امة وسط )، الواردة في هذه الآية خيار الأمم ذلك آن الجميع يعترف لكم بالفضل.
وهكذا ، فان الحوار في شريعة الإسلام ، وفي مفهوم الفكر الإسلامي ، هو الحوار الذي ينزع منزع الوسطية و الاعتدال ، استمدادا من دلالة لفظ ( كلمة سواء ) في الآية الكريمة ، فهو حوار بالكلمة الراقية ، وبالمنهج السوي .وبذلك يتميز حوارنا دلالة ومفهوما وغاية وفلسفة.

أن الدين الإسلامي دين المحبة والرحمة والعدل وحب الخير للجميع الديانات والدين الإسلامي لا ينكر أي ديانة بل يعترف بجميع الديانات ،مشيرا إلى أهمية الوحدة بين أبناء الشعب الواحد .

وتحدث الدكتور حنا عيسى الأمين العام للهيئة الإسلامية المسيحية حول أن الديانات جميعها تدعو إلى عقيدة واحدة وتعمل على تعزيز مكارم الأخلاق مؤكدا على أن ما يجمعنا كفلسطينيين أكثر ما يفرقنا مطالبا أن يركز خطابنا الديني على تعزيز القواسم المشتركة وتعزي الحوار والتسامح بين ابنا الشعب الواحد ورفض كافة أشكال التعصب والفرقة وإثارة النعرات الطائفية والدينية.

ورأى الدكتور عيسى أن الإسلام والمسيحية شجعا التعايش بين الأديان حيث الالتزام بالعهود والمواثيق في الإسلام ،وتعاليم المسيحية المتمثلة بالإنجيل مملوءة بالتعاليم التي تلزم المسيحيين بالتعامل مع باقي أبناء الديانات الأخرى ،وأكد الدكتور عيسى أن علاقة العيش المشترك واحترام الفرد للآخر كوننا نعبد الله الواحد ونعيش في وطن واحد وهمومنا واحدة فهناك ضرورة أن تكون هذه العلاقة علاقة سامية مبنية على الحب المتبادل والمودة والصدق .

وأكد عبد الله محمود مدير البرامج في مركز آدم أن هذا اللقاء هو البداية لسلسلة من اللقاءات وورش العمل التي سيتم تنفيذها والتي يسعى مركز آدم من خلالها إلى ترسيخ مفاهيم الحوار والتسامح والتعددية والسلم الأهلي وتعزيز دور الأئمة والوعاظ في نشر هذه المفاهيم .