الإثنين: 14/10/2024 بتوقيت القدس الشريف

رغم تجاوزه 46 عاما لا زال محمد مصلح يحتل قلب وسط شباب بيت أمر وبرفقة نجليه

نشر بتاريخ: 13/03/2007 ( آخر تحديث: 13/03/2007 الساعة: 17:27 )
بيت لحم - معا - عبد الفتاح عرار - كثير هم اللاعبون الذين يتمتعون بلياقة بدنية عالية تمكنهم من اللعب حتى سن متقدمة فكلنا يتذكر حارس مرمى ايطاليا دينو زوف ولاعب الكاميرون روجيه ميلا ولا زال حسام حسن نجم مصر يتألق في ملاعب الكرة وعلى المستوى المحلي لا زال عيسى كنعان يمثل صمام الأمان لإسلامي بيت لحم ويتابع أحمد النتشة تألقه في الذود عن مرمى شباب الخليل رغم تجاوزهم الأربعين. أما محمد مصلح فقد تجاوزهم جميعا ولا يزال يلعب مباراة كاملة ويعتبر صمام الأمان لنادي شباب بيت أمر رغم تجاوزه 46 عاما ولا يتوقف دوره على كونه لاعب، بل يقوم بتدريب الفريق منذ تأسيس النادي في العام 1987 ويشارك أيضا معترك الإشراف الإداري فهو شغل منصب رئيس النادي سابقا والآن يشغل منصب نائب الرئيس. كما أنه يعمل مدرسا للتربية الرياضية منذ 22 عاما. وقد كان لنا هذا الحوار مع نجم من نجوم الكرة الفلسطينية الذي تألق في شباب الظاهرية وشباب الخليل وقاد شباب بيت أمر للوصول إلى مصاف أندية الدرجة الأولى ويصبح فريقا متميزا ليس فقط على مستوى المحافظة بل تعدى ذلك لكونه فريقا مميزا على المستوى الوطني. وإذا تحدثنا عن محمد مصلح المدرس, فقد تم تكريمه العام الماضي لحصول فرق مدرسته على خمس بطولات على مستوى المحافظة.
إجابة لا يتوقعها أشد المتفائلين:
** محمد مصلح سيعتزل عندما يبلغ الستين **
قبل التعرف على الهوية الشخصية لمحمد مصلح كان لا بد من معرفة متى سيتوقف مصلح عن اللعب كونه بلغ السادسة والأربعين ولا زال يتمسك بموقعه في الملعب. وقد بادر بإجابة لا يتوقعها أكثر المتفائلين فقال انه سيتوقف عن اللعب عندما يتقاعد من سلك التربية والتعليم والذي سيكون عندما سيبلغ سن الستين أي بعد 14 عاما.
**البطاقة الشخصية***
من مواليد بيت أمر في العام 1960 حاصل على دبلوم في التربية الرياضية من معهد خضوري ويعمل في سلك التربية والتعليم منذ 22 عاما. تتلمذ على يد عارف عوفة ومفيد جرار وعدنان أبو كشك وهشام الكببجي. ويشغل الآن منصب نائب رئيس النادي ومدربا للفريق الأول فيه. متزوج وله سبعة أولاد منهم اثنان يلعبان معه في الفريق واثنان آخران في الفريق الرديف.
***المسيرة الرياضية**
روى محمد مصلح مسيرته الرياضية التي كانت حافلة بالانجازات والانتصارات, فقد بدأت مسيرته الرياضية بعد أن كان لاعبا في فريق المدرسة وفريق القرية قبل تأسيس النادي عندما التحق بمعهد خضوري بعد امتحان الثانوية العامة وذلك في العام 1980وانضم حينها لفريق المعهد وانضم في العام 83 لنادي شباب الظاهرية حيث فاز معه بكأس الضفة في نفس العام عندما تغلب فريق الظاهرية على مركز بلاطة 3-2 سجل مصلح هدفا من أهداف الظاهرية الثلاثة. واستمر في اللعب للظاهرية حتى العام 1985 عندما التحق بصفوف نادي شباب الخليل وفي نفس العام الذي انضم فيه للشباب أحرز معه لقب كأس الضفة عندما فاز الشباب في المباراة النهائية على مركز طولكرم 2-صفر سجل مصلح هدفي الشباب في تلك المباراة فعلى نجمه وواصل تألقه مع شباب الخليل فحصل على لقب هداف الدوري في العام 86 واستمر في اللعب مع الشباب حيث رافق بعثة شباب الخليل إلى الأردن في 87 والى الكويت في العام 88. كان مصلح من المساهمين في تأسيس نادي شباب بيت أمر في العام 87 حيث قام بتدريب الفريق وهو يلعب للشباب ومع خوض نادي شباب بيت أمر أولى بطولاته الرسمية, آثر مصلح في العام 89 ترك شباب الخليل والانضمام رسميا لنادي شباب بيت أمر ليخوض معه في العام 90 بطولة كأس الضفة ويخرج الفريق من دور أل 16 بركلات الترجيح على يد مركز نور شمس. وفي العام 94 قاد الفريق للتأهل للدرجة القطرية. وتابع المسيرة في العام 95 في كأس الضفة وخرج من دور الثمانية على يد فريقه السابق شباب الخليل بركلات الترجيح. في العام 96 صعد بالفريق إلى مصاف الدرجة الأولى وغادر بالفريق إلى الأردن لإجراء عدد من اللقاءات الودية هناك. في العام 98 كاد مصلح أن يصل بالفريق ويرتقي لمصاف الدرجة الممتازة لولا تعادله في آخر مباراة مع حوسان وأيضا زار الفريق الأردن مرة أخرى في نفس العام ثم في العام 2000 أيضا. وها هو الآن يخوض مع بيت أمر الدوري التصنيفي ورغم صعوبة الموقف وعدم توقعه لاستمرار الدوري لا زال يرى أن فريقه ينافس على إحدى بطاقات الصعود لدوري الأضواء. ويقول اللاعب والمدرب مصلح أن هدفه هو الوصول للدرجة الممتازة وهو واثق من تحقيق هذا الحلم وهو في الملعب.
***شذرات من الماضي***
عندما تحاور رجلا أمضى ما يقارب ثلاثون عاما في الملاعب, فلا بد أن نعود معه لجمال الماضي ومقارنته بحاضر لا يسر؛ فيقول محمد مصلح أن الرياضة وخصوصا في الماضي كانت أفضل بكثير مما هي عليه الآن حيث كان انتماء اللاعبين لأنديتهم وفرقهم أضعاف ما هو عليه الآن إضافة للعب الرجولي والوعي والحضور الجماهيري أما هذه الأيام وخصوصا بعد العام 2000 فقد تدهور الوضع الرياضي وأصبح حاله يرثى له ولا داعي للحديث أكثر فالكل يعلم بحال الرياضة في هذا الوقت. يتابع مصلح حديثه ويتذكر كم كان يحب أن يلعب إلى جانب نجم فلسطين حازم صلاح وكيف كان يخشى مدافع الظاهرية المرحوم إبراهيم عطا. كما يقول أن أجمل مباراة كانت له مع الشباب أمام مركز طولكرم في نهائي الكأس. وأسوأ اللحظات كانت هزيمة بيت أمر أمام الشباب في بطولة الكأس أيضا.
***حنانيا أفضل حكم والصباح الأكفىء للمنتخب***
يرى محمد مصلح أن الدولي ميشال حنانيا هو أفضل حكم محلي فيما يرى أن الكابتن محمد الصباح هو الأنسب لتدريب المنتخب رغم قناعته بصعوبة المهمة بسبب الإغلاق والحصار الذي يتعرض له شعبنا وعدم القدرة على تجميع اللاعبين بالإضافة لعدم انتظام المسابقات المحلية وخاصة الدوري والكأس. أما أفضل فريق محلي في هذه الفترة فهو وادي النيص ويرى أن فرق محافظة الخليل في مستوى متذبذب وأن لاعبو المحافظة تنقصهم الجدية والانتماء الجاد مع عدم إغفاله لوجود نجوم واعدة في المحافظة تحتاج إلى الرعاية والاهتمام.
**الاتحاد بحاجة لكفاءات وكمال حسن عن الخليل***
وفي حوارنا عما وصل إليه وضع اتحاد الكرة من تدهور, قال مصلح أن بدر مكي هو العضو الأكثر فاعلية في الاتحاد الحالي وهذا لا يعني أن يبقى الاتحاد على ما هو عليه. فيرى مصلح أن الحل يكمن في تعيين كفاءات تستطيع أن تخرج الاتحاد من المستنقع الذي يغرق فيه حيث أن الانتخابات عادة لا تفرز الأكفىء وإنما يأتي أعضاء الاتحاد عن طريق التكتلات والشللية التي لا ترعى المصالح العامة بل المصالح الشخصية لهم ولأنديتهم. ويتابع حديثه الساخن فيقول أن لجنة الخليل المساندة غير ذي فاعلية بسبب غياب التمثيل في الاتحاد بعد اعتقال عضو الاتحاد المنتخب عن الخليل الشيخ حاتم قفيشة وبذلك فان جلسات الاتحاد تقام دون حضور أي عضو يمثل محافظة الخليل. ويضع محمد مصلح ثقته في شخصية كمال حسن ككفاءة لتمثيل المحافظة في الاتحاد مستذكرا تاريخه الرياضي ومساندته لكافة الأندية وعمله الدءوب خلال ترأسه للجنة المساندة.
***مصلح خليفة لوالده ومحمود على طريق النجومية***
بما أن محمد مصلح يلعب في الفريق برفقة ولديه مصلح محمود وهو مدرب الفريق, فهو يتوقع لنجله الأكبر مصلح الذي يدرس التربية الرياضية في جامعة القدس أن يخلف والده في الملعب فهو هداف الفريق حاليا ويمتاز باللعب الرجولي والمهارات العالية وقوة التسديدات ويتحفظ على كونه يمتاز بالعصبية ويحاول جاهدا تخليصه من هذه الظاهرة. أما نجله الآخر محمود الذي يلعب في مركز الظهير الأيمن فيتوقع له أن يكون مدافعا صلبا نظرا لبنيته الجسمية وسرعته فهو حاصل على لقب بطل ماراثون مدارس الخليل عامي 2003 و 2004 إضافة لكونه لاعب كرة يد.
***كلية للتربية الرياضية في الخليل حاجة ملحة***
شدد محمد مصلح في نهاية حديثه على ضرورة وجود كلية للتربية الرياضية في المحافظة نظرا لحجم المحافظة وعدد الطلاب الذين يرغبون بدراسة التربية الرياضية ولما ستسهم هذه الكلية في تطوير القطاع الرياضي والرياضة المدرسية وكذلك لما ستسهم فيه هذه الكلية من تخفيف الأعباء على أولياء الأمور الذين يرسلون أبنائهم لدراسة التربية الرياضية في طولكرم ونابلس والقدس.
***كلمة حق تقال***
قلائل هم الذين يكرسون حياتهم لخدمة مؤسساتهم دون أي مردود شخصي، فها هو محمد مصلح الذي بدأ عمله في نادي شباب بيت أمر قبل 19 عاما حقق فيها الانجاز تلو الانجاز ولم يحقق لذاته ما يذكر. ورغم أنني طالما كنت على خلاف رياضي مع هذا اللاعب, إلا أنني لا استطيع أن أنكر أنه الأب الروحي لنادي شباب بيت أمر ونجم من نجوم الكرة الفلسطينية على مدى تاريخها الطويل وأتمنى له الصحة وطول العمر ليواصل مسيرته كما يتمنى وأن يكون نجله الأكبر مصلح على قدر من المسؤولية ليحقق حلم أبيه بخلافته في الملاعب.