معا في لبنان : نهر البارد والقلوب الدافئه
نشر بتاريخ: 15/02/2013 ( آخر تحديث: 15/05/2013 الساعة: 17:59 )
مخيم نهر البارد - لبنان - معا - ألم يعلو المكان.. وجرح لم يلتئم بعد... حجارة تحمل رسائل احباب فُقدوا واُستشهدوا وجُرحوا وهُجروا وما زالوا هناك يعانون ألم اللاجئ الفلسطيني بمعاناة مستمرة مضاعفة.
بقايا منازل هناك في مخيم نهر البارد ... ما زال جزء كبير منها وبعد سنوات عدة مسكنا لصدى الاحلام ومنبعا للالم واطلال لمن كتبت له الحياة بعد الحرب المسعورة ويملك دولارا وجسدا قادرا على المشي ليعود يوما ليتذكر منزل عائلته في المخيم الذي اعتبره وطنا مؤقتا لحين العودة للوطن فلسطين ولكن ذاك المؤقت كان قاسيا وهُجر منه تارك وراءه حنين عائلة فقدت ما فقدت ولم يتبق منها الا الروح ساكنة بقايا مساكن معلقة تصلح لتكون لوحة فنية وقنبلة قابلة للانفجار وقتل كل من حولها.
|204819*اطفال يلهون بركام المنازل|
|204797|
معا وصلت للاجئين الفلسطينيين في مخيمات وتجمعات اللاجئين في بيروت.. حملت معها حب فلسطين وشوق القدس وحيفا والخليل وغزة لهم.. وحملت لهم آمال العودة ونقلت لهم رسائلا بأن الشعب الفلسطيني والقيادة لم ولن ينسوهم وان الجهود مضاعفة لتقديم العون لهم بكل جوانبه.
طاقم برنامج "فلسطين الخير" من فضائية معا تجوّل في أزقة مخيم نهر البارد والتجمعات التي هجروا اليها من المخيم بعد معارك الجيش اللبناني وفتح الاسلام ، كان قد سمع وشاهد بعض القصص والصور عبر وسائل الاعلام وشعر بمعاناتهم، الا ان الحقيقة التي شاهدها كانت اصعب من اصعب موقف قد يواجهه الانسان ليطرح على نفسه مئات الاسئلة.. اين العالم مما يجري في مخيمات لبنان.
|204827|
فهل بات اللاجئ الفلسطيني وخصوصا في مخيمات لبنان مجرد رقم واسم مسجل في بيانات دولة ينتظر الموت جوعا وبردا وخوفا وألما دون مستجيب لهم سوى رحمة الله.
خلال تجوال طاقم برنامج "فلسطين الخير" في ازقة مخيم نهر البارد والتجمعات الاخرى للاجئين في المخيم، تجسدت الوحدة الوطنية في الازقة.. صور للرئيس الراحل ابو عمار والرئيس ابو مازن ولكل الشهداء من فتح وحماس والشعبية والجهاد وكافة الفصائل.. صور للاسرى المضربين عن الطعام وشعارات تؤكد وقوف اللاجئين الى جانب اخوتهم واهلهم في فلسطين.. فبكل ما يحمل اللاجئ في مخيم نهر البارد من معاناة وفقر وألم ما زال يحلم في وطنه فلسطين وما زال يتذكر تفاصيل التفاصيل لارضه ومسكنه وعائلته ووطنه قبل نكبة عام 1948.
معا وصلت للعديد من العائلات المحتاجة والتي ناشدت كل ضمير حي ان يقف الى جانبها...وستتواصل معكم طوال الفترة القادمة كما عودتكم على الساعة الثامنة كل يوم جمعة على ان يبدأ بث هذه الحلقات اليوم 15 شباط.. فكونوا معنا لتشهدوا على اوضاع اللاجئين في مخيمات الشتات.
|204814*السيدة ام توفيق|
السيدة ام توفيق، نوال سعيد طربيه، لاجئة فلسطينية في مخيم نهر البارد، ام لثمانية اطفال وزوجها مريض، تعتاش على فتات الحياة، ولا تملك دولارا تشتري به الخبز لابنائها ولا دولارا لتستقل حافلة لتزور زوجها في المستشفى.
زوجها ابو توفيق، لا يعمل، مريض وبحاجة لزراعة قلب اصطناعي بكلفة 150 ألف دولار بأسرع وقت ممكن، لا تملك العائلة دولارا واحدا منها، توجهت كما قالت لكل من تستطيع الوصول اليه وكلها وعودات باتت كلاما يرن في اذنها دون مستجيب.. لا تستطيع ان تعالجه على كلفتها.. ومستشفيات الاونروا لا تغطي هذه العمليات لكنها وعدت بالمساعدة وبدأت بذلك فعلا، كما سفير دولة فلسطين في لبنان د.اشرف دبور يتابع هذه الحالة ويقدم المساعدة والدعم، وتوجهت بفقرها وقلة حيلتها الى مستشفى الرسول الاعظم في بيروت الذي قال لها ان العملية تكلف 150 الف دولار، و20 ألف دولار تحت الحساب ليدخل للمشفى، لكن المستشفى حين علم بحالتها لم يرفض ادخال زوجها للمشفى وقال لها لقد وصلتي.. وسمح بدخول زوجها للمستشفى لحين تمكنها من توفير المبلغ... ولكن مبلغ 150 الف دولار هي بحاجتها ليتم توفير قلب اصطناعي لزوجها لتجري له العملية.. مستشفى الرسول الاعظم في بيروت كان قلبا حنونا وضميرا حيا من العاصمة بيروت الذي استقبل زوجها وعاملها بكل احترام، في حين ان الكثيرين رفضوا تقديم المساعدة لها.. ولكن الحل ما زال في ايدي اصحاب الخير والضمائر الحية.فهل سيكون المستجيب من مستشفى الرسول الاعظم والقائمين عليه.
ام توفيق سيدة في مقتبل العمر، لكن ايام الفقر والجوع والالم ارتسمت بكل تفاصيلها على وجه اعتلاه الصبر وعيون احرقتها قلة الحيلة وغياب الامل.
لا احد يساعدني.. ولا احد يطرق بابي ولا يسألني..كيف سأربي ابنائي ومن اين لي بهاذا المبلغ ليتمكن زوجي من اجراء العملية... كما قالت...وتوجهت بمناشدتها لسماحة الشيخ حسن نصر الله الامين العام لحزب الله اللبناني لمساعدتها وقالت لو استطعت الوصول اليه اعلم علم اليقين انني لن اخيب.
وناشدت سيادة الرئيس محمود عباس والقيادة الفلسطينية واصحاب الخير والضمائر الحية بمساعدتها.. ولكن هل سيستجيب احد لها..
ام توفيق عاشت معاناة الهجرة في مخيم نهر البارد والحرب الاسرائيلية وهجرت منه وباتت تعيش على فتات الايام.. لكنها صامدة وقالت لنا دوما أعلم ان احدا سيسمع صوتي وسيستجيب باذن الله. لكن الوقت ليس في مصلحة زوجها فالايام تمر وتحمل معها خوف الرحيل. مبلغ قد يكون كبيرا ولكن لو شارك فيه عدة اشخاص وجهات عربية واسلامية ودولية ومسؤولين سيكون الحمل بسيطا..
وتستمر رحلة الالم في مخيم نهر البارد، فجزء من المخيم قد تم اعادة اعماره وجزء ما زال يعيش مع الركام ليتذكر كل لحظة اهله ومن فقدهم وبيته وما خسره... لتجد اطفال فلسطين هناك يلهون بين الركام وبقايا الالم.. يرفعون اشارات النصر باصابعهم الباردة من جسدهم الجائع ويقولون لنا سننتصر..
شعارات النصر بأيادي اطفال مخيم نهر البارد كانت عنوانا لنا كلما مشينا وتنقلنا.. لكن اين يلعب هؤلاء الاطفال... بين ركام المنازل المدمرة وتحت اعمدة بقايا منازل وبنايات من عدة طوابق رحل منها الغالي وبقيت بعض الحجارة معلقة شاهدت على الالم.. ومعرضة للسقوط في كل لحظة على هؤلاء الاطفال.. فكم من طفل رحل بعد الحرب نتيجة هذه البيوت المعلقة والتي لم يصلها بعدْ اعادة الاعمار..
|204780*اللاجئ احمد لوباني|
بين الركام التقت معا اللاجئ الفلسطيني، احمد لوباني لاجئ من قرية الدامون قضاء عكا، نسي للوهلة الاولى معاناته وألمه وعدم قدرته على توفير لقمة العيش والحياة الدافئة لابنائه، وقال اناشد الفلسطينيين اهلي واحبتي في فلسطين ان اتموا المصالحة ويكفيكم انقسام.. المصالحة هي اساس التحرير. وناشد العالم ليلتفت على القضية الفلسطينية ولكن قال يبدو ان لا فائدة منهم...فعلينا ان نتكاتف حول بعضنا لنستطيع تحرير فلسطين.
وتستمر رحلة التنقل المريرة في ازقة المخيم، فهنالك تجمعات للاجئين هجروا من نهر البارد ويسكنون منذ 6 سنوات في بركسات "كونتينرات" لا تصلح لتسمى مسكنا او بيتا فهي صناديق حديدية..
6 سنوات منذ الحرب على نهر البارد وهم يسكنون في "كونتينرات" تحمل في طياتها ألم الفقر والجوع والعوز والمعاناة والتعب والخوف والصبر.
اللاجئون في الكونتينرات الحديدية طرقوا جدار الخزان ألف مرة ولكن يبدو ان رنين الطرق لم يعد له صوت او ان اذان المسؤولين مغلفة بالطين والعجين..
غرفة حديدية لكل عائلة تعاني حر الصيف داخل فرن يسمى منزل، وبرد الشتاء داخل صندوق يسمى منزل.. وفئران تلتهم وجوه الاطفال والنساء والمسنين تنتشر داخل الصناديق..
معا قابلت عدة عائلات هناك واطلعت على وضعهم الصحي وعلى تقارير الاطباء لهم.. فالامراض سرت في اجسادهم نتيجة العيش داخل صندوق حديدية وعدة اطفال رأينا وجوههم قد تعرضت لعضة فئر والتهام جراذين نتيجة الوضع الصحي للصناديق وما حولها..
تظن نفسك للوهلة الاولى انك تقف امام طاقم تصوير يدرب الممثلين على التمثيل من داخل صناديق لفيلم.. لكن حتى الممثل لن يستطيع ان يقف دقيقة ليدلي بدور وهمي.. لكن الدور ليس وهميا هنا فأهالي التجمعات في الكونتينرات في مخيم نهر البارد يعيشون الدور حقيقة داخل الصناديق.
|204775*عائلة نايف|
السيدة نسرين شوكت خليل وزوجها نايف نصر عوض و8 اطفال يسكنون احدى الصناديق الحديدية، كل افراد العائلة يعانون من الامراض الذي لا يملكون اساسا المال ليشتروا به الدواء لان عيادات الاونروا لا توفر كل المطلوب.. ابنهم الصغير على وجهه جرح لنكتشف انها عضة فئر.. فلا أمان ولم اطمئنان ولا دفئ ولا حياة تسمى حياة بمقاييس البشر..
|204801*المسافة بين المنازل الحديدية|
صناديق متلاصقة ومتقابلة لبعضها وبينها سيق ضيق ليس سيق البتراء... انه سيق بين المنازل الحديدية...سيق للمرور والتنفس وللهواء والناس والحركة وللفئران ومياه الامطار وللعذاب والالم.
|204777*الحاجة غزالة|
|204805|
الحاجة غزالة حسن سعيد، سيدة مسنة، لاجئة من قرية سعسع قضاء صفد المحتلة، خرجت من فلسطين وهي ابنة 15 عاما وما زالت تحلم بالعودة.. تسكن غزالة في صندوق حديدي لا معيل لها الا الله.. وتقدم الاونروا لها وباقي العائلات معونات تمثلت بالعدس والارز وغيرها لكنها ترفض اكله وتقول انه لا يشبه العدس وطعمه سيء... مسنة تعاني كما يعاني المسنون في عمرها لكنها تتتضاعف بالهجرة والهجرة المضاعفة والعيش داخل صندوق حديدي، يعانق الباب فراش النوم والحمام بمساحة لا تستوعب التنفس..لكن البسمة على وجه غزالة والامل المزروع في عيونها رغم 6 سنوات من العيش داخل صندوق وكل ما يعانيه اللاجئون من نهر البارد من ألم الحرب وما سبقه وما تبعه.. لا زالت بسمتها تبقي على احبائها وجيرانها في الصناديق المجاورة وتوفر لهم الامل والبسمة.. ليذهب الجميع الى غزالة ليفرح من بسماتها وحبها للحياة.
غزالة لا تملك سوى رحمة الله وحب فلسطين وبسمة طغت على الالم.. تمر ايام عليها دون تمكنها من توفير لقمة لتأكل.. سوى مساعدة بعض الجيران لها بوجبة رغم سوء الحال لهم.. الا ان المشاركة بين الاهالي هناك لم نرها في مدن وقرى ودول تعيش رغد الحياة..
|204778*السيدة عسلي وزوجها|
ولم تنته الحكاية ولن تنتهي في ازقة البارد.. عسلي سيدة فلسطينية لاجئة من صفوريا شمال فلسطين المحتلة.. تعيش وزوجها بعد ان تزوجت بناتها الخمس، في صندوق حديدي.. لم يتجاوز عمرها الخمسين لكنها حملت في كل عام منها ألم.. تعاني عسلي من الديسك، السكري، الضغط، المرارة، واجرت عملية في الغدة وعملية فتاق و6 عمليات نتيجة تغلغل السكري في جسدها.. وعدة اطباء اخبروها ان وجودها داخل صندوق حديدي حيث تسكن يسبب لها المعاناة بشكل اكبر نظرا لارتفاع درجات الحرارة في الصيف وهي داخل الصندوق حيث لا تستطيع المشي وبرودة الشتاء تزيد الالم الما .. لكن لا معيل ولا جهة تتوجه لها ولا مكان دافئ وآمن تعيش فيه غير الصندوق.
لا تملك المال لشراء الدواء والا القدرة على التنقل نظرا لتغلغل الامراض في جسدها.. وتقول اطلب فتات المال من الناس حولي واجمعها اياما واسابيع لتكفي لعلبة الدواء هذه او تلك.. لكنه ليس الحل.. فكل من حولها يعاني من الفقر وقلة الحيلة بغياب فرص العمل وغياب كل شيء حولهم الا رحمة الله باقية هناك فهم معلقين بين السماء والطارق.
تجمعات اللاجئين في كونتينرات حديدية يعيشون هناك منذ 6 اعوام
|204813|
|204812|
|204811|
|204810|
|204809|
|204808|
|204806|
|204804|
|204803|
|204802|
|204800|
|204799|
|204798|
|204783|
|204782|
|204781|
|204776|
|204792|
|204791|
الدمار ما زال سيد الموقف في جزء كبير من مخيم نهر البارد
|204823|
|204822|
|204821|
|204820|
|204818|
|204817|
|204816|
|204815|
|204797|
|204796|
|204795|
|204794|
|204793|
|204790|
|204789|
|204788|
|204787|
|204786|
|204785|
|204784|
|204779|