"غوغل ايرث"... بين مخاوف الامن الاسرائيلي وهوس الجمهور!
نشر بتاريخ: 14/03/2007 ( آخر تحديث: 14/03/2007 الساعة: 18:35 )
بيت لحم -معا- بات موقع "غوغل ايرث الالكتروني" يشغل بال المؤسسة الامنية الاسرائيلية ومحورا من محاور النقاش العام في اسرائيل خاصة بعد انتهاء الحرب الاخيرة على لبنان .
وتضاربت الاراء حول دور وتأثير الموقع المختص بالخرائط المبنينة على الصور الجوية المحدثة بين مؤيد لما يقدمه من خدمات على اعتبار عدم تأثيرها على الامن القومي خاصة في ظل توفر مصادر عديدة للمعلومات التي قد تستخدمها الجهات المعادية وبين معارض لهذه الخدمة ومتهما اياها بالحاق الضرر بالامن الاسرائيلي بما تقدمه من صور جوية تبلغ دقتها حد تصوير دائرة قطرها متر واحد واظهار المواقع الامنية والقواعد الجوية والبنية التحتية الاستراتيجية مثل خطوط المياه الرئيسية وانابيب نقل النفط مما يسهل على الجهات المعادية لاسرائيل تحديد اهدافها بدقة .
واخذ موقف المعاديين لخدمات "غوغل ايرث" دفعة كبيرة بعد اعلان الجيش البريطاني في العراق ان مسلحين من المقاومة العراقية يستعينون بالموقع لتحديد مكان واحداثيات المواقع البريطانية تمهيدا لقصفها .
والسؤال المطروح بقوة داخل المؤسسة والجمهور الاسرائيليين هو كيف يؤثر غوغل ايرث على الامن الاسرائيلي ؟ علما بان الكونغرس الامريكي اقر عام 1996 قانونا يحظر على شركات الاقمار الصناعية الامريكية والمختصين بالتصوير الجوي بيع او نشر اي صور التقطت فوق الاجواء الاسرائيلية ويزيد مدى دقتها عن المترين وهي اقصى مستوى من التفصيل والدقة وصل اليها موقع غوغل " الامريكي " ايرث خلال العام الماضي مما يمنح حصانة استثنائية للاجواء الاسرائيلية .
تنوعت الاجابة على هذا السؤال وفقا للمصلحة والانتماء المؤسسي ففي حين انبرى الاعلام والجيش الاسرائيلي للدفاع عن الموقع الامريكي كلا من زاويته المختلفة حيث طرح الاعلام الموضوع من زاوية الضحية التي هاجمها الجمهور الاسرائيلي وحملها مسؤولية تسريب المعلومات التي ساهمت بهزيمة الجيش خلال الحرب الاخيرة فيما تناول الناطق بلسان الجيش الموضوع من زاوية جنسية الموقع الامريكية وخضوعه للقوانين الامريكية التي تحظر المساس بالامن الاسرائيلي معتبرا ان الصور التي يبثها الموقع لا تشكل اي خطر امني مؤكدا ان المؤسسة الامنية تعمل بطرق مختلفة على منع تسرب اي معلومات حساسة .
وفيما يتعلق بالجمهور الاسرائيلي والفوبيا الامنية التي يعيشها بعد الحرب على لبنان فلا زال يعتبر بمعظمه موقع غوغل ايرث خطرا امنيا خاصة بعد ان نجح بعض الاشخاص في وضع المواقع التي قصفها حزب الله على الشبكة في وقت قياسي يقارب الحقيقي مما زود الحزب بمعلومات مهمة تتعلق بمدى الاصابات التي الحقها بالمواقع المستهدفه ومكنه في حالات معينة من تعديل احداثيات القصف على الاقل من وجهة نظر المعادين لخدمة غوغل ايرث اضافة الى تمكن فلسطيني من جنين من اختراق الموقع واضافة اسماء القرى الفلسطينية المهجرة على الخرائط مما يشير الى هشاشة الموقع من الناحية الفنية وقابليته للاختراق والتعديل من قبل الافراد والمؤسسات وبالتالي التشويش على المعلومات التي ينشرها وفقا لمصالحها الخاصة .
اما المدافعون عن هذه الخدمة وهم كثر فيعتقدون ان حزب الله الغني بالاموال والموارد لا يحتاج الموقع للحصول على المعلومات في ظل توفر شركات الاقمار الصناعية الخاصة والمتعددة الجنسيات التي تزود من يطلب مقابل المال وكذلك المجموعات الاقل غنى وتعاني من شح الموارد لاتحتاج الموقع للحصول على المعلومات التي تساعدها على استهداف المدن الفلسطينية فيكفي ان يدخلوا الى موقع بلدية تل ابيب الالكتروني ليحصلوا على المعلومات التي يحتاجونها .
وفي النهاية خلص كاتب التحقيق نيف ليليان الى استحالة اغلاق الاجواء ووقف تدفق المعلومات في ظل التكنولوجيا المتطورة وشبه المحاولات الاسرائيلية لفرض رقابة معينة على سيل المعلومات المتدفق كمن يغلق الحظيرة بعد هرب الخيول.