الثلاثاء: 26/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

جهاز الشاباك الإسرائيلي.. بطاقة تعريف مختصرة

نشر بتاريخ: 18/02/2013 ( آخر تحديث: 18/02/2013 الساعة: 22:24 )
بيت لحم- معا- مَن مِنَ الفلسطينيين من لا يعرف جهاز الشاباك الإسرائيلي ولم يخضع للتحقيق في احد أقبيته سيئة الصيت أو بالحد الأدنى من لم يلتقي ضابطا من هذا الجهاز تحت أي ذريعة أو حجة.

سيطر الشاباك من خلال ضباطه المسئولين عن المدن والمناطق الفلسطينية المحتلة وعلى مدى سنوات الاحتلال الطويلة على كل مفاصل وتفاصيل حياة الفلسطينيين من مجرد التقدم بطلب لتركيب هاتف او استصدار رخصة لقيادة مركبة أو السفر إلى خارج الأراضي المحتلة للدراسة وصولا إلى الاعتقال والتحقيق والقمع والتغييب وراء القضبان تحت بند الاعتقال الإداري والاحترازي وغيرها من العناوين.

من هو هذا الجهاز ؟ مهامه الرسمية ؟ تكوينه وأقسامه ؟ أسئلة سنحاول الإجابة عليها في هذه العجالة لتعميم الفائدة وتعريف الفلسطيني خصوصا والعربي عموما بالجهاز الذي شكل ولا زال كابوسا يوميا يحدد مسار وإيقاع الحياة الفلسطينية بتفاصيلها ودقائقها بشكل مباشر أو غير مباشر.

يدعى هذا الجهاز رسميا باسم "جهاز الأمن الداخلي " ويعرف اختصارا بـ" الشاباك " وهي توليفة من الأحرف الافتتاحية باللغة العبرية التي يتكون منها اسمه الرسمي وهناك من يدعوه باسم "الشين بيت".

ويعتبر جهاز الشاباك جزءا هاما من المنظومة الأمنية الإسرائيلية ويتبع مباشرة لسلطة وأوامر رئيس الوزراء الإسرائيلي وحددت مهامه الرسمية تحت عنوان واسع يقول"حماية الدولة من المؤامرات والتآمر الداخلي وحماية أمنها الداخلي".

ويفصل التكليف الرسمي مهام جهاز الشاباك تحت عناوين فرعية تؤكد ما ذهب إليه العنوان الرئيسي وهي على هذا النحو:

1- إحباط عمليات ونشاطات التجسس والإيقاع بالجواسيس العاملين في إسرائيل.

2- حماية شخصية: الحفاظ على الأمن الشخصي لقادة إسرائيل.

3- إحباط "الإرهاب" الداخلي: التحقيق واكتشاف الخلايا "الإرهابية" في إسرائيل والمناطق.

4- المراقبة والحماية: مراقبة الإجراءات الأمنية المتعلقة بالمنشات الإستراتيجية في الدولة مثل طائرات الركاب والمطارات والسفارات الإسرائيلية في الخارج وحماية المعلومات الأمنية والسياسية.

5- الموافقة الأمنية: منح الموظفين العموميين والعاملين في القطاع العام التصنيف الأمني استنادا لقرارات الحكومة المتعلقة بكل وظيفة وشخصية.

ويتكون جهاز الشاباك من عدة مناطق وعدة أقسام لكل منها وظيفة محددة:

1- منطقة القدس ويهودا والسامرة: وهي اكبر منطقة في جهاز الشاباك ومتخصصة بإحباط العمليات الفلسطينية المنطلقة من المناطق المذكورة.

2- المنطقة الشمالية: وهي مسئولة عن مكافحة العمليات السرية والتنظيمات السرية المعادية في المنطقة وتسلم الشاباك مسؤولية منطقة لبنان بالتعاون مع جهات استخبارية أخرى خلال الغزو الإسرائيلي للبنان عام 1982.

3- المنطقة الجنوبية: وهي ثان اكبر منطقة في الشاباك وتقع قيادتها في مدينة عسقلان ومسئولة ضمن أشياء كثيرة عن إحباط العمليات الفلسطينية المنطلقة من قطاع غزة.

ويضم جهاز الشاباك عدة أقسام متخصصة هي:

1- القسم العربي: وهو اكبر أقسام الشاباك وهو مسئول عن اكتشاف خلايا ومنظمات معادية داخل المجتمع العربي في إسرائيل.

2- قسم مكافحة التجسس ومنع الاختراقات: ويعرف أيضا باسم القسم اليهودي أو القسم غير العربي وتراجع حجم هذا القسم بعد سقوط الاتحاد
السوفيتي كونه متخصصا بمكافحة التجسس اليهودي عموما وخلال الحرب الباردة خصوصا.

3- قسم الحماية ويضم الوحدة الرسمية لحماية الشخصيات والوفود والمسئولية عن حماية الشخصيات والمطارات وطائرات الركاب والسفارات الإسرائيلية.

4- قسم التحقيقات: مسئول عن التحقيق مع المعتقلين داخل أقبية التحقيق الخاصة بالجهاز.

5- القسم التكنولوجي : مسئول عن تطوير وسائل تكنولوجية لمكافحة "الإرهاب" وجمع المعلومات.

6- الهيئة الحكومية لحماية المعلومات: والمعروفة اختصارا ابسم "رام " وأقيمت بناء على قرار حكومي صدر عام 2002 وترتبط مباشرة بجهاز الشاباك وتمتلك صلاحية توجيه الأوامر والتعليمات لهيئات وجهات تمتلك منظومات معلوماتية حساسة مثل مكتب رئيس الحكومة، وزارة المالية، وزارة الداخلية، بنك إسرائيل، شركة الكهرباء القطرية، شركة بيزك للاتصالات، نجمة داود الحمراء، شركة مكوروت للمياه، البنية التحتية المتعلقة بالنفط والطاقة.

وأخيرا بعيد عن السرد الأكاديمي لتشكيلة ومهام الشاباك اتبع هذا الجهاز وسائل غاية في القسوة خلال التحقيقات بهدف جمع المعلومات جرى وفي العديد من الحالات رفضها حتى من قبل المحكمة الإسرائيلية العليا مثل أساليب تعذيب الفلسطينيين وخاصة أسلوب الهز إلذي رفض من قبل المحكمة ورغم ذلك وبناء على الكثير من التقارير الحقوقية لا زال يستخدم هذا الأسلوب الخطير حتى اليوم وسبق لمحققين في الشاباك أن اقروا عام 2008 لصحيفة "يديعوت احرونوت" بان الشاباك يستخدم خلال التحقيق مع الفلسطينيين أساليب عدة منها الضرب المباشر وتغطية رؤوس المعتقلين وتقيدهم بطريقة مؤلمة وقاسية وعزلهم وإجبارهم على الوقوف لفترات طويلة ومنعهم من النوم لفترات طويلة.

ويلجأ الشاباك أيضا لاستخدام العملاء في جمع المعلومات إضافة لأساليب تكنولوجية تمكنه من التصنت كما حدث في قضية عضو الكنيست العربي عزمي بشارة حيث شكل التصنت الدليل الأقوى أن لم يكن الوحيد ضد بشارة.