الثلاثاء: 01/10/2024 بتوقيت القدس الشريف

"أحرار": زيارات أهالي الأسرى رحلة معاناة ومحاولة لإذلال الأسير وعائلته

نشر بتاريخ: 18/02/2013 ( آخر تحديث: 18/02/2013 الساعة: 11:06 )
غزة- معا- اشتكى أهالي الأسرى الفلسطينيين من المعاناة واللا مبالاة من قبل الاحتلال الاسرائيلي خلال زياراتهم لأبنائهم داخل السجون، فالاحتلال يمارس هناك التضييق والحجز، والتأخير والإهانة والإساءة لكثير منهم.

وفي كل زيارة للسجون الاسرائيلية، التي تحتجز آلاف الأسرى والأسيرات الفلسطينيين، تمارس اسرائيل تمردها ضد الأهالي، في محاولة منها للضغط عليهم وعلى الأسرى والتضييق عليهم.

إحدى أهم المشاكل التي يعاني منها الأهالي أثناء توجههم لزيارة أبنائهم داخل السجون، هي الاكتظاظ والازدحام على الطريق، ومن أهمها الوقوف والانتظار على حاجز االعسكرية القريبه من المدن الفلسطينية المحاذية لمناطق ال48 ، والذي يمتلئ فجراً بالعمال الذاهبين لعملهم، بالإضافة لأهالي الأسرى الذين ينوون زيارة أبنائهم داخل السجون، مما يخلق أزمة كبيرة على المعبر.

وعلى سبيل المثال معبر الطيبة، والذي يحتوي على ثلاثة مداخل تسمح بالمررو، إلا أن جنود الاحتلال يغلقون اثنين من المداخل ويبقون مدخلاً واحداً يسمح بمرور العمال وأهالي الأسرى، مما يضطر الأهالي للوقوف ساعات حتى يسمح لهم باجتياز المعبر.

واحدة من أمهات الأسرى، وهي والدة الأسير عبد الرحمن شتية، من قرية سالم شرق نابلس، والتي تعاني من آلام في أرجلها أكدت لمركز"أحرار" لدراسات الأسرى وحقوق الإنسان، أنها تنتظر ساعات واقفة على معبر الطيبة، وتؤكد أنه لا يوجد أدنى مراعاة لوضعها الصحي.

واضافت والدة عبد الرحمن، والذي يقبع في سجن شطة، إن الوضع داخل السجن سيئ للغاية، فلا مكان للجلوس، مما يضطر أهالي الأسرى للجلوس على الأرض، كما أن هناك غرفة بداخلها حمام، وتحتوي الغرفة على بعض المكعبات الاسمنتية للجلوس عليها، لكنها غير مريحة أبداً.

مشكلة أخرى ومعاناة أخرى في الزيارة، وهي عدم وجود مرافق عامة، من حمامات التي وإن وجدت فإنها متعفنة، كما لا يوجد مرافق للشرب هناك، والأهالي يحضرون أكلهم ومشربهم معهم، حتى لا يضطروا للطلب من الجنود.

كما يعاني أهالي الأسرى من مشكلة الانتظار طويلاً لحين الدخول لرؤية أبنائهم داخل المعتقل، فجنود الاحتلال يجمعون الأهالي في كل سجن، والذين يجاوز عددهم في غالب المرات مئة فرد، في الساحة الخارجية، ويدخلونهم على شكل مجموعات، بعد أخذ تصاريح الزيارة منهم، ومن الأهالي من يزور وينهي زيارته مبكراً، ومنهم من تتأخر زيارته فيبقى للمساء ويغادر السجن ليصل بيته في منتصف الليل في كثير من المرات.

أما الأمر الأكثر إزعاجاً وإهانة، هو التفتيش والدخول في غرف خاصة، لا سيما دخول النساء لتلك الغرف، اللواتي يشتكين من التفيش المهين والمذل عند كل زيارة، والحجز فترات طويلة بسبب ذلك التفتيش، والدخول في غرف تحتوي على الأشعة المضرة.

فأم بكر بلال الستينية، وهي والدة الأسرى الثلاثة معاذ وعثمان وبكر بلال من مدينة نابلس، قالت لمركز "أحرار"، إن التفتيش الذي يقوم به جنود الاحتلال مهين للغاية، ولا يراعون فيه حاجة أو امرأة أو حتى طفلة، فالكل سيدخل غرفة التفتيش وسيخضع للآلة التي تكشف ما يحمل.

ومن المشاكل التي تتكرر مراراً، وفي كثير من المرات، هي قيام الجنود الاسرائيليين بتمزيق تصريح الزيارة لأحد الزائرين بحجج واهية ويقوم بإرجاعه، إما عن الحاجز، وإما بعد أن يصل السجن، ويجتاز مسافة طويلة، مما ينعكس سلباً على من جاء لرؤية ابنه أو ابنته، أو لأطفال يريدون رؤية والدهم داخل الأسر.

وما إن يحين موعد اللقاء ويخفق القلب فرحاً برؤية الأحباب، حتى يصطدم الأهالي بعقبات أخرى حتى في ال 45 دقيقة التي يحادثون فيها أبناءهم من وراء الزجاج المدعم بالقيود الحديدية، ومن تلك المشاكل:

أولاً: يتأخر الجنود في بعض الأحيان في إحضار الأسرى لغرفة الزيارة، مما يهدر الوقت.
ثانياً: يتلاعب جنود الاحتلال بالهاتف الذي يتحدث الأسير فيه مع ذويه، فيحدثون إما تشويشاً وإما خفضاً للصوت، فيتعذر سماع الاثنين لبعضهما البعض، في حاولة لإثارة غضب الأسير وبالتالي حرمانه من الزيارة.
ثالثاً: يغير الاحتلال عقارب الساعة أثناء الزيارة، فيؤخرها، لاختصار الوقت وإنهاء الزيارة بسرعة، هذا عدا عن التنصت، بوجود فريق مختص من جنود الاحتلال يقوم بمراقبة الخطوط والمكالمات ومعرفة عما يدور الحديث بين الأسير وذويه.

إذن فذوي الأسرى معذبون، فهم لا يعرفون ما هي ظروف اعتقال ابنهم داخل السجن، ويعذبهم الشوق للقائه والاطمئنان عليه، ويكون يوم الزيارة بالنسبة إليهم هو يوم عيد، لكنهم يصطدمون بممارسات الاحتلال البشعة خلال الزيارة، فيرجعون حاملين هماً مضاعفاً.

من جهته قال فؤاد الخفش مدير مركز أحرار لدراسات الأسرى وحقوق الإنسان أن رحلة الزيارة تتحول في كثير من الأحيان إلى رحلة إذلال للأسير وعائلته من خلال الإجراءات المصاحبة لهذه الرحلة ، ولكن عائلة الأسير تحاول أن تغض الطرف لما تتعرض له من أجل رؤية نجلها الأسير.

وذكر الخفش أن كل هذه الإنتهاكات تتم تحت نظر وأمام ممثلي الصليب الأحمر الجهة التي تقوم بنقل عائلات الأسرى للسجون وتنسق للزيارات دون أن يكون هناك موقف من هذه الجهه أمام الجانب الإسرائيلي مطالبا الخفش الصليب الأحمر بضرورة التدخل لوقف جميع مظاهر هذه الإنتهاكات .