الأحد: 24/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

انطباعات من ارض حزب الله : كيف يواجه خطر انهيار حليفه السوري؟

نشر بتاريخ: 20/02/2013 ( آخر تحديث: 20/02/2013 الساعة: 10:42 )
بيت لحم- معا- يهتم العدد القادم من مجلة " نيويوركر" الأمريكية بما يجري في سوريا واثار الأحداث الدائرة هناك وأبعادها حيث زار مراسل المجلة المذكورة " ديكستر فليلكينس " لبنان للوقوف على كيفية تعامل حزب الله مع أحداث سوريا واستعدادات الحزب لمواجهة التغيرات الإقليمية في ضوء حالة الحرب الأهلية الدموية التي تعيشها سوريا حليفته الثانية من حيث الأهلية بعد إيران .

ويصف المراسل في تحقيقه تطور حزب الله الذي نشأ في ثمانينيات القرن الماضي نتيجة الحرب الأهلية التي شهدها لبنان حيث تجمعت حسب تعبير المراسل عدة مجموعات مسلحة يائسة وبسرعة كبيرة تقلت التدريب والتمويل من الحرس الثوري الإيراني لتتحول في فترة قصيرة لأقوى مجموعة داخل لبنان نجحت بإقامة دولة داخل الدولة اللبنانية واحد أكثر جيوش حرب العصابات تطورا في العالم .

واقتبس التقرير مقولة المؤرخ " ديفيد كريست " مؤلف كتاب " حرب الأشباح " " The Twilight War" الذي تناول الحرب الدائرة بين إيران وأمريكا حيث قال المؤرخ في كتابه المذكور " بحث الإيرانيون عن موطئ قدم لهم في لبنان ووجدوها بفضل الغزو الإسرائيلي ".

وركز مراسل المجلة على حرب لبنان الثانية عام 2006 التي أجبرت الإيرانيين على تحويل مبالغ ماليه هائلة لإعادة بناء ما دمرته الحرب ونقل عن مصدر امني لبناني قولها في هذا السياق " استثمر الإيرانيون في لبنان 3 مليارات دولار تقريبا حيث تم نقل الأموال جوا إلى سوريا ومنها إلى لبنان على ظهر شاحنات ".

ويدعي المراسل صاحب التقرير الطويل قائلا " تهدد الحرب الأهلية السورية بكسر نحور المقاومة الشيعية في العالم العربي حيث سيبقى حزب الله في ظل غياب سوريا من غير حليف يدافع عنه في وجه الأعداء السنة في لبنان وخارج لبنان وإذا سقط الأسد سيتأثر ارتباط وعلاقات الحزب مع إيران وسيقي وحيدا في مواجهة إسرائيل خاصة وان جميع احتياجات الحزب تقريبا من أموال وأسلحة وغيرها تمر عبر سوريا ويبقى السؤال الكبير كيف سيتصرف الحزب حين تتراجع قوته وتأخذ بالتقلص ؟".

وتواتر خلال الأيام الماضية تقارير حول إرسال الحزب مقاتليه للدفاع عن نظام الأسد لان احتمالية انهيار النظام السوري ستضع الحزب داخل دوامة أشبه بالفخ فمن ناحية لا يمكنه السماح لنفسه بإغضاب السنة وفي المقابل لا يمكن أن يسمح لنفسه بعدم منع سقوط حليفه السوري قال المراسل في تقريره .

وأجرى المراسل مقابلة مع ما وصفه بالمسئول الكبير في حزب الله وأطلق عليه خلال المقابلة المكتوبة اسم " داني " من باب التمويه والحفاظ على هويته والذي قال " الأسد هو صديقنا نحن لا ننكر ذلك وإذا سقط فان الأمر سيكون سيئا بالنسبة لنا وإذا سيطر السنة على سوريا سنقاتلهم في بيروت ".

ونقل المراسل عن مسئول أخر في حزب الله قوله " على اقل قتل اثنين من مقاتلي الحزب في سوريا " فيما نقل المرسال عن لاجئ سوري فر إلى إحدى القرى الحدودية الواقعة بين سوريا ولبنان قوله " رجال حزب الله يزورون سوريا بشكل دائم وقاموا بجمع جرحاهم من سورا ونقلوهم إلى لبنان ".
وتطرق المراسل خلال تقرير للتأثير الإيراني على حزب الله مدعيا بان الكثيرين من لبنان تحدثوا إليه وقالوا له " حزب الله سيدخل الحرب إذا ما شنت إسرائيل هجوما على المنشات النووية الإيرانية ".

ونقل المراسل عن الزعيم الدرزي وليد جنبلاط قوله خلال مقابلة أجراها معه في سياق إعداد التقرير " ان قرار حزب الله محاربة اسرائيل بدلا عن ايران ليس بالضرورة ان يكون قرارا مستقلا يوجد في لبنان منمة تمتلك مخازن سلاح ضخمة وهائلة وتمتلك الكثير من الأموال لذلك يجب الجلوس والحوار معها لكن ماذا يمكننا القول لهم ؟ أنهم لا يتخذون القرارات ومن يتخذ هذه القرارات هو خامنئي وقاسم سليمان قائد قوات القدس ".

ويصف التقرير في نهاية الرحلة التي قام بها المراسل مع مسئول حزب الله " داني " على طول الحدود اللبنانية الإسرائيلية التي وصفها بالحدود السريالية الوحيدة في العالم " يراقبون الجنود الإسرائيليين ويراقبون جنديا إسرائيليا خلع قميصه وتسلق سلما لتصليح فتحة في الجدار الأمني والى جانبه قوة تابعة للأمم المتحدة جندها من دولة فيجي والتقطوا الصور مع بعضهم البعض ومقابلهم جداريه كتب عليها " بيبي نحن نحبك " .

وسأل المراسل مسئول حزب الله المرافق له " هل تلاشى حلم إزالة إسرائيل ؟ فرد عليه " داني" بعد أن نظر باتجاه إسرائيل " في المرة القادمة سنجتاز الحدود ".