الأحد: 13/10/2024 بتوقيت القدس الشريف

الصحف الاسرائيلية والتحريض على الحرب التي باتت قريبة ضد الفلسطينيين

نشر بتاريخ: 16/03/2007 ( آخر تحديث: 16/03/2007 الساعة: 19:17 )
بيت لحم - تقرير معا- واصلت الصحف الاسرائيلية نشر تحقيقات شاملة وواسعة افردت لها مساحات كبيرة تتعلق بالاستعدادت العسكرية الفلسطينية المزعومة وشبكات الانفاق والكليات العسكرية التي تقيمها حماس وغيرها من الفصائل استعدادا للمواجهة القادمة اضافة الى علاقة حماس المزعومة مع ايران وحزب الله فيما بدا كتحريض اعلامي مدروس وممنهج للحرب ضد الفلسطينيين.

واستعانت الصحف الاسرائيلية بالكثير من " المصادر العسكرية " الاسرائيلية لاعطاء تحقيقاتها صبغة واقعية واظهار الفلسطينيين كتهديد استراتيجي يستوجب المواجهة والحسم العسكري اضافة الى بعض المقابلات الصحفية مع " ناطقين " باسم بعض الفصائل الفلسطينية الذين اكدوا بشكل او باخر ما ذهبت اليه الصحافة الاسرائيلية".

وفي هذا السياق أفردت صحيفة "يديعوت أحرونوت" مساحة كبيرة لتصريحات رئيس جهاز الأمن العام، يوفال ديسكين، بالإضافة إلى مقالات أخرى، والتي تتحدث عن تعاظم قوة حماس العسكرية في قطاع غزة والدور الإيراني في تدريب عناصر حماس، واستمرار تهريب الوسائل القتالية، علاوة على مواصلة تطوير الصواريخ وزيادة مداها، على حد قول الصحيفة الأمر الذي يزيد من احتمالات القيام بحملة عسكرية واسعة تستهدف هذه المرة عمق قطاع عزة .

ونقلت الصحيفة تحذير ديسكين امام لجنة الخارجية والأمن التابعة للكنيست من انضمام 52 ألفاً من سكان "كريات غات" إلى سكان "سديروت" و عسقلان" اللتين تقعان في مرمى الصواريخ الفلسطينية وذلك في اشارة الى زيادة مدى الصواريخ التي تطلقها المنظمات الفلسطينية من داخل قطاع غزة باتجاه اهداف اسرائيلية .

ولم يغفل ديسكين الاشارة الى البعد الايراني في المعادلة الفلسطينية وقال " لإيران دور في بناء القوة العسكرية لحركتي حماس والجهاد الإسلامي واكثر ما يقلقنا هو التدريبات المكثفة التي يخضع لها عشرات الناشطين الفلسطينيين الذين وصلوا إلى إيران لهذه الغاية بالإضافة إلى إمكانية خروج مئات آخرين لإجراء تدريبات على استخدام الوسائل القتالية".

وفي هذا السياق كتب رونين بيرغمان في صحيفة "يديعوت أحرونوت" أنه في حال بدأ الجيش بحملة عسكرية واسعة على قطاع غزة، فإن السبب، برأيه، هو الخشية من أن يصبح قطاع غزة مماثلاً لجنوب لبنان. وأن هناك دوراً متعاظماً لإيران فيما يحصل في القطاع.

واتهمت يديعوت احرونوت حزب الله بتفعيل الوحدة "1800"، والتي تتركز بتصعيد العمليات في الضفة الغربية وقطاع غزة اضافة الى تجنيد إيران الجرحى الفلسطينيين الذين وصلوا إلى طهران لتلقي العلاج، من أجل جمع معلومات استخبارية حول إسرائيل والضفة والقطاع وتجنيد شبكة من المساعدين
لتنفيذ عمليات وتهريب وسائل قتالية

وفي سياق ذي صلة أيضاً، كتب أليكس فيشمان في صحيفة "يديعوت أحرونوت" أن إسرائيل تجلس على السياج منذ أربعة شهور تقضم الأظافر وتعد صواريخ القسام وتنظر بتهاون إلى تسلح واستعداد قطاع غزة للمواجهة, وبرأيه "فإنه إذا لم تفعل إسرائيل شيئاً، سواء على المستوى الأمني أم السياسي، فعندها ستجد نفسها في الميدان مع آلاف الجنود والدبابات والمدرعات".

ويتابع "أن كافة الاحتمالات تتحدث عن حرب في قطاع غزة، المكان الأكثر اكتظاظاً في العالم وأن الجيش يستعد لكافة الإمكانيات".

وفي ذات السياق نشرت صحيفة معاريف الاسرائيلية تحقيقا صحفيا اعده مراسلها عميت كوهين تحت عنوان " الجيش الاخضر " في اشارة الى جيش حماس متناولا ما اسماه بالاستعدادات المكثفة التي تجريها الحركة انتظارا للمواجهة القادمة .

وادعت الصحيفة ان كلية الشهيد صلاح شحادة تعمل على مدار الساعه في تخريج جنود المشاه وتدريب عناصر حماس على استخدام الصواريخ المضادة للدبابات واطلاق الصواريخ باتجاه الاهداف الاسرائيلية اضافة الى اقامة شبكة واسعه من الخنادق والتحصينات تحت الارضية حول المدن الفلسطينية التي قد تشكل هدفا لعملية اسرائيلية واسعه .

واضافت الصحيفة ان حماس وباقي المنظمات الفلسطينية شعرت بعد عملية " امطار الصيف " وغيوم الخريف " بانها لم تجبي الثمن البشري الذي كانت تتوقعه وذلك لتفوق الجيش الاسرائيلي من الناحية التكنولوجية والعقيدة القتالية لذلك بدأت بجهود محمومه لاقامة وبناء جيشا منظما ومدربا في اطار الامكانيات المتوفرة اضافة الى استمرار تدفق الاسلحة والوسائل القتالية لرغبتها في خوض المواجهة القادمة بجيش منظم ومدرب يستطيع جباية الثمن المطلوب من حياة الجنود الاسرائيليين .

واجرت الصحيفة اتصالا مع الناطق بلسان الجناح العسكري لحركة حماس " ابوعبيدة الذي قال " يوجد لدينا الحق في تطوير قدراتنا القتالية وهذا الامر واجبا شرعيا ووطنيا ويحق لنا ارسال مدربينا لدورات تدريبية في الخارج ومحاولة تحيسين جودة اسلحتنا ولا استطيع الخوض في التفاصيل كوننا منظمة سرية والحديث عن هذا الامر خط احمر بالنسبة لنا ".

واضاف ابو عبيدة " لقد استخلصنا العبر من حرب لبنان والمعارك التي خاضها حزب الله لكن هناك فرقا كبيرا بين جنوب لبنان وقطاع غزة لذلك سيكون شكل المعركة مختلفا من حيث الطبوغرافيا وطرق الاختفاء عن عيون العدو ومساحة الميدان الذي يتحرك داخله المقاتلون وقطاع غزة منطقة صغيرة ليست جبلية وهي مكشوفه امام العدو الذي يستخدم التكنولوجيا اضافة الى كون لبنان دولة مستقلة ونحن نعيش في منطقة محاصره نتمنى ان نصل في يوم ما الى مستوى حزب الله ".

وادعت معاريف ان حماس تسعى الى جر الجيش الاسرائيلي للقتال داخل المخيمات والمدن الفلسطينية المكتظه على عكس ما سعى حزب الله وذلك بعد الانتهاء من مرحلة المواجهة الاولى المسماة " الصد والثبات " .

وقال ضابط اسرائيلي كبير " في حال اندلعت الحرب في قطاع غزة فأنها ستكون حرب ديموغرافيا وليست طوبغرافيا كما حدث في لبنان كونها ستشتعل داخل اكثر مناطق العالم اكتظاظا بالسكان ولرغبة مقاتلي حماس بخوض الحرب داخل المناطق المأهولة خاصة مخيمات اللاجئين مستغلين الازقة الضيقة وشبكة الانفاق والتحصينات التي اقاموها مسبقا .

وبدوره يطالب قائد المنطقة الجنوبية في قوات الاحتلال الجنرال "تشيكو تامير" الذي امضى حياته في القتال ضد حزب الله بخوض معركة حاسمة ضد حماس قبل فوات الاوان مدعيا بان الحركة لا تختلف في شيء عن خطر حزب الله .

وقال قائد المنطقة الجنوبية " في نهاية الامر لا بد من اشهار السيف ويجب ان نعمل بجد ونكون مستعدين للمواجهة ولا يوجد امامنا الكثير من الوقت .

ويجهد قائد المنطقة حسب صحيفة معاريف في اقناع القيادة السياسية بخطورة حركة حماس وضرورة الخروج بعملية واسعه ضدها .

وتساءلت الصحيفة عن قدرة الاقناع التي يمتلكها الجنرال تشيكو وقالت " هل ينجح في اقناع المعنيين بضرورة الحرب في غزة كما نجح في اقناعهم بضرب واقتحام مخيمات اللاجئين في الضفة الغربية؟.